المغــــــارة..... وملوك من الشرق !!

نبيل المقدس

٤٥: ٠٨ ص +02:00 EET

الاثنين ١٨ ديسمبر ٢٠١٧

نبيل المقدس

الرسول لوقا هو الوحيد الذي ذكر في إنجيله مكان مولد الطفل يسوع .. في أصحاح 2 : 4 - 7 "فَصَعِدَ يُوسُفُ أَيْضًا مِنَ الْجَلِيلِ مِنْ مَدِينَةِ النَّاصِرَةِ إِلَى الْيَهُودِيَّةِ، إِلَى مَدِينَةِ دَاوُدَ الَّتِي تُدْعَى بَيْتَ لَحْمٍ، لِكَوْنِهِ مِنْ بَيْتِ دَاوُدَ وَعَشِيرَتِهِ،5 لِيُكْتَتَبَ مَعَ مَرْيَمَ امْرَأَتِهِ الْمَخْطُوبَةِ وَهِيَ حُبْلَى.

6 وَبَيْنَمَا هُمَا هُنَاكَ تَمَّتْ أَيَّامُهَا لِتَلِدَ.7 فَوَلَدَتِ ابْنَهَا الْبِكْرَ وَقَمَّطَتْهُ وَأَضْجَعَتْهُ فِي الْمِذْوَدِ، إِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُمَا مَوْضِعٌ فِي الْمَنْزِلِ. "

والبرغم أن لوقا لم يذكر إسم مكان ميلاد يسوع أنه مغارة بل ذكر أنه مزود .. إلاّ أن التقليد الشائع والرسمي الذي تم إتخاذه في اورشليم , منذ اوائل القرن الأول الميلادي , إعتبار إحدي المغارات التي تحيط ببيت لحم , والتي كانت تُستخدم كإسطبل حيوانات مكانا لولادة الطفل ... وعلي أساسه تم تشييد كنيسة المهد بجانب هذه المغارة في بيت لحم..!

عادة الكثير من أصحاب المحلات التجارية يزينون واجهات محلاتهم من أول ديسمبر حتي آخر يناير للسنة الجديدة باللمبات والزينات الملونة ويعرضون في وسط الفاتارين شكل مجسم لمغارة يشع منها ضوء خافت يوحي لك بالقداسة والطهارة .

في إحدي السنوات , وفي يوم من أيام ديسمبر حيث الإحتفالات بميلاد الرب , تجولت في إحدي ميادين القاهرة ، ووقفت أمام إحدي الفاترينات كانت تعرض مغارة الميلاد بشكل كبير و جميل , توقفت أمامها فأخذت أجسد في خيالي قصة الميلاد , فأخذتني نفسي وأدخلتني في زمن ميلاد يسوع .. كان يوم غير عادي، على عكس كل الأيام تحول الميدان الهاديء إلى ميدان مزدحم، وتلتقي في الشوارع بأشخاص يحملون أطفالهم ، فالكل يأتي من أجل أتمام الأكتتاب الذي دعى إليه أوغسطس قيصر.

الشوارع مملوءة بالبائعين البسطاء الغلابة ، يفترشون الأرصفة بالطعام يتزاحم عليها الآتيون من القري المجاورة، وفي مثل هذه المناسبات يُهييء أهل البلد بيوتهم لينزل فيها الذين ليسوا منها بمقابل نقود ، وفي وسط صياح البائعين . فجأة أري مشهدا غريبا ، ثلاثة رجال يركب كل واحد منهم جملا , وواضح من ملابسهم أنهم ملوك من المشرق ، يتجولون في المدينة ، ناظرين إلى السماء، ويشاورون علي نجم ويحادثونه وكأنه دليل لهم قائلين لبعضهما البعض ها هنا المكان المقصود في هذه المنطقة , علينا الأن ان نسأل المارين .

بدأت أكلم نفسي ما هو هذا الأمر العظيم الذي يحفز ملوك من المشرق المجيء إلى هذه المدينة الصغيرة ؟ فصممت أن أعرف الحقيقة ، رأيتهم ينزلون من جمالهم متجهين نحو منطقة المغارات التي يبات فيها الحيوانات ، فتعجبت! ترى عن ماذا يبحثون هؤلاء الملوك في هذا المكان الحقير؟ إندهشتُ عندما وجدتهم يدخلون إحدي المغارات , دخلت معهم , وفجأة تسمرت رجلاي عندما وجدتهم يسجدون أمام طفل وليد ينام في مزود مفروش تبن وبعض أوراق الشجر، وتجلس بجواره أمه تغطيه بقطع من الأقمشة حتى تدفئه، ورايت رجلا يبدو أنه والده خلع جزء من ثيابه ليغطيه مع أمه.

تجرأت وتقدمت حتي وقفت أمامهم ، لكي أعرف مَنْ هذا الطفل الذي يسجد له هؤلاء الملوك لكنهم كانوا صامتين، فقط كنت اسمع أصوات تسابيح جميلة من رعاة يقولون " المجد لله في الأعالي , وعلي الناس المسرة. تلفت وتمعنت في الطفل وجدته يبتسم لكل الموجودين بلا أستثناء، سألت أحد الملوك، : "هو في إيه "؟ أجابني أتينا لنسجد لملك الملوك ، مشيرا إلي الطفل هذا هوا ملك الملوك . فقد علمتُ من النجم أنه وُلد اليوم ملك عظيم، فأتينا لنراه.

وقفت بجانبه , وملت عليه قائلا : ماذا أعمل لك يا مليكي لكي تقبلني في مملكتك ؟؟ كان رده " يكفيني قلبك".

من قداسة المكان , تمنيت بل وصممت أن اقضي ليلتي بجانب الطفل داخل المغارة .. لكن ما ردني إلي صوابي إلا صوت رجل الأمن يقول لي : يا باشا احنا قفلنا باب الفاترينة الصاج منذ فترة وسيادتك لسه مِتْسْمَرْ قدامه ومتخشب .. هو فيه ايه يا بيه ؟؟؟

هتفت له أصل زي النهاردة " الكلمـــــــــــــــــة نزل من السمـــــــــــــاء.!!

كل سنة وانتم طيبين

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع