الأقباط متحدون - ميزانية «فطار وغدا» الموظف خارج المنزل: «عفواً.. راتبكم لا يكفى»
  • ١٣:٣٣
  • الأحد , ١٧ ديسمبر ٢٠١٧
English version

ميزانية «فطار وغدا» الموظف خارج المنزل: «عفواً.. راتبكم لا يكفى»

أخبار مصرية | المصري اليوم

٠٨: ١٠ م +02:00 EET

الأحد ١٧ ديسمبر ٢٠١٧

صوره توضيحيه
صوره توضيحيه

 ارتفعت فى الفترة الأخيرة أسعار المأكولات والمشروبات الرئيسية فى كافة المطاعم بسبب زيادة أسعار الخضروات والمكونات الرئيسية للأطعمة والوجبات، وأثرت هذه الارتفاعات فى الأسعار على الموظفين والعاملين فى شركات القطاع العام والخاص والأعمال الحرة، والذين يجبرون على تناول وجباتهم خارج المنزل، نظرا لعدد الساعات التى يقضونها فى العمل، كل هذا إلى جانب نسبة الخدمة التى تزيد من أسعار الطعام بالمطاعم، والتى تتراوح بين 10 إلى 14%. ووفقاً لما أعلنه الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء عن ارتفاع أسعار الطعام والمشروبات على أساس سنوى بنسبة ٣٢.٤% خلال عام، ارتفعت الخضروات بنسبة ٣٣%، ومجموعة الألبان والجبن والبيض ٤٧%.

 
كما أن أسعار الحبوب والخبز زادت ٢٢%، والفاكهة ٣٨.٨%، والأسماك والمأكولات البحرية ٤٣.٦%، والزيوت والدهون بنسبة ٢٦%، والبن والشاى والكاكاو ٤٧.٨%، والمياه المعدنية والغازية والعصائر الطبيعية ٣٣.٩%.
 
1200 جنيه متوسط الوجبتين شهرياً.. و«فهمى»: طبق الكشرى بـ١٩ جنيهاً
 
«المصرى اليوم»، أجرت معايشة مع عدد من الموظفين والعمال فى الشركات الخاصة والحكومية، والذين يقضون 8 ساعات وأكثر فى أعمالهم، ويضطرون إلى تناول وجبتى الإفطار والغداء فى المطاعم.
 
وقالت نورا عصام، موظفة فى شركة حجز تذاكر سفر، إن مواعيد عملها فى الشركة تبدأ من العاشرة صباحاً، وحتى الرابعة عصراً، ما يدفعها للاستيقاظ مبكراً حوالى الثامنة صباحاً، حتى تنتهى من استعدادها للعمل، ولكن تكون غير قادرة على تناول الإفطار فى المنزل، وتنتظر وصولها إلى العمل لتناوله مع زملائها.
 
وأضافت «مابعرفش أفطر فى البيت أول ما أصحى من النوم، باستنى لما أروح الشغل علشان أفطر مع صحابى، وبنطلب من مطعم شهير للفول والطعمية ساندويتشات»، مضيفة «بأطلب لنفسى 2 ساندويتش فول، و1 طعمية و1 بطاطس صوابع بيكون سعرهم 15 جنيه، وده فى الفطار بس».
 
وتابعت: «بسبب أننى لا أعود إلى المنزل إلا حوالى الساعة السادسة مساءً كل يوم عمل، أتناول وجبة الغداء مع أصدقائى فى موعد الاستراحة بالعمل أيضاً، ونضطر إلى أن نطلب وجبات من مطعم للمأكولات مجاور للعمل، وتتراوح أسعار الوجبات بين 30 و40 جنيه للواحدة، يعنى أنا لو فطرت كل يوم بـ15 جنيه بره البيت، هاكون محتاجة 420 جنيه، ولو اتغديت فالأمر يلزم حوالى 980 جنيه، أى بإجمالى الفطار والغداء 1400 جنيه شهرياً من مرتبى لتناول الطعام خارج المنزل بسبب العمل».
 
ولم يختلف وضع أحمد فهمى، عامل فى مكتب عقارات، الذى يبدأ عمله من الساعة التاسعة صباحاً وحتى الخامسة عصراً، وبسبب أنه يعيش مستقلاً فى القاهرة بعيداً عن أهله الذين يقيمون فى محافظة الشرقية، يتناول يومياً وجبتى الإفطار والغداء خارج المنزل، بينما يتناول وجبة العشاء بالمنزل بعد عودته من العمل.
 
وقال «فهمى»: «كل يوم بأنزل من البيت الساعة حوالى 8، بأوصل قبل ميعاد الشغل بربع ساعة، علشان ألحق أفطر على عربية الفول اللى موجودة تحت الشركة»، مضيفاً «سعر طبق الفول فقط وصل إلى 6 جنيهات، وطلب البيض 3 جنيهات، والبطاطس الصوابع بـ3 جنيهات»، أى بإجمالى حوالى من 9 إلى 12 جنيه، حسب الطلب الإضافى الذى سيطلبه مع الفول فى وجبة الإفطار يومياً، ما يتطلب حوالى 300 جنيه شهرياً.
 
أما عند موعد الغداء، فيذهب أحمد إلى مطعم «كشرى» فى منتصف الشارع الذى توجد فيه الشركة للحصول على وجبة متكاملة من المفترض أن يكون سعرها منخفضاً، ولكنه يفاجأ بأن سعر الطبق الواحد متوسط الحجم وصل إلى 17 جنيه، إضافة إلى 14% خدمة على الطلب، أى يضطر إلى دفع حوالى 19 جنيها مقابل طلب كشرى، أى شهريأً حوالى 530 جنيها مقابل وجبة الغداء.
 
وتابع: «يعنى أنا متغرب عن أهلى، وباحاول أوفر أى قرش من مرتبى اللى هو أصلاً 1700 جنيه، وباكل أرخص الأكلات الشعبية، فجأة ألاقى نفسى بأدفع 300 جنيه فطار شهرياً، و530 للغداء، أى بإجمالى 830 جنيه، يرضى مين ده؟».
 
بينما لا تضطر دينا حسنى، الموظفة فى شركة تأمينات، والتى تعيش مع أهلها إلى تناول الإفطار فى العمل مع أصدقائها، وذلك بسبب أن والدتها تحضر لها الساندويتشات يومياً لتتناولها فور وصولها إلى العمل، وذلك لأنها تخشى عليها من أكل المطاعم.
 
ولكن بسبب عمل دينا الذى يبدأ من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الثالثة عصراً، أو قد يزيد قليلاً إذا كان هناك ضغط فى العمل، يتملكها الجوع فى بعض الأحيان، وتضطر إلى تناول وجبة الغداء خارج المنزل، دون إخبار والدتها بهذا الأمر، ولكنها تذهب إلى مطاعم مشهورة حتى تكون متأكدة بشكل كبير من نظافة الطعام الذى يقدمونه.
 
وقالت دينا: «هذا الأمر قد يتكرر حوالى من 10 إلى 15 مرة فى الشهر، وتكون تكلفة الوجبة الواحدة فى المطاعم الشهيرة التى أذهب إليها لا تقل عن 80 أو 90 جنيه، إضافة إلى 10% خدمة أى تصل الوجبة إلى 100 جنيه»، أى حوالى شهرياً 2800 جنيه لوجبة الغداء فقط، ولكن لا يهم بسبب راتبها الذى يساعدها على هذا، والحفاظ على صحتها من الطعام الملوث.
 
فيما قال محمد دياب، موظف فى شركة استيراد وتصدير، إنه متزوج حديثاً، وقبل الزواج كان يصرف أموالاً كثيرة على الطعام خارج المنزل، ولكن بعد الزواج، وبسبب إنفاقه كل ما يملك من أموال على أسرته، أصبحت زوجته هى مصدر الطعام الوحيد لديه، وقبل ذهابه إلى عمله يومياً، تستيقظ مبكراً لتحضير الطعام له ليأخذه معه إلى مقر عمله، بكمية تكفيه لوجبتى الإفطار والغداء، قائلاً: «أكل بيتى نضيف ومن إيد مراتى ويوفر عليا كتير أحسن من أى أكل تانى».
 
من جانبه، قال الدكتور مدحت نافع، الخبير الاقتصادى، إن خط الفقر الذى حدده الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء أقل بكثير عن خط الفقر المعترف به عالمياً، مؤكداً أن ما أعلنه المجلس لا يمكن لإنسان العيش به.
 
وأضاف «نافع» لـ«المصرى اليوم»، أن المسح الأخير للسكان والدخل الذى قام به المجلس القومى، يوجد به تفاوت فى توزيع الدخل، إضافة إلى وجود تفاوت فى داخل نفس الشريحة، على سبيل المثال الشريحة العظمى تتضمن من يتحصل على راتب 5 آلاف جنيه، وصولاً إلى مليون جنيه، وهذا لا يجوز، يجب إعادة تقسيم تلك الشرائح.
 
وتابع: « للأسف الشديد إذا تحدثنا عن زيادة فى الرواتب للموظفين لمواجهة زيادة الأسعار الكبيرة فى كل السلع ومتطلبات المعيشة، سيؤدى هذا إلى مزيد من التضخم، وحل هذه المشكلة هو بالعمل والإنتاج ووجود منتجات تغطى الاحتياجات حتى تنخفض الأسعار، فالإنسان المصرى عمره ما هيموت من الجوع، لإنه واسع الحيلة، وبيعرف يدخل لنفسه فلوس، وده اللى بيفسر لنا زحمة الشوارع بالمواطنين على مدار الـ24 ساعة، لأن الشخص الواحد يعمل فى أكثر من وظيفة، ولكن هذا ينعكس على صحته العامة».
 
وأوضح «نافع»، أن زيادة المرتبات سيتبعها زيادة أخرى فى الأسعار بنفس القيمة، وستستمر العجلة فى الدوران على هذا الحال، مشددا على أنه يجب العمل على مكافحة الفقر، وتوجيه الدعم النقدى للمواطنين الأكثر احتياجاً، مطالبا الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، بعمل مسح لكيفية أن يعيش الإنسان بالحد الأدنى للأجور، وإعطاء روشتة لهذا الأمر، مضيفاً «ينزل الأسواق والمواصلات، ويحسب ما يصرف على الطاقة والتعليم والصحة، ويقولنا نتعامل معاها إزاى».
 
واختتم «نافع» حديثه قائلاً: «يجب أن تكون المرجعية فى الحد الأدنى للأجور، وفقاً لخط الفقر العالمى، وليس خط الفقر المصرى، لمواجهة كل ما يمر به المواطن»
الكلمات المتعلقة
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.