الأقباط متحدون | بين اخلاقيات وبيزنس الثورة
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٣:٢٠ | الاثنين ٢٥ ابريل ٢٠١١ | ١٧ برمودة ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٧٤ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

بين اخلاقيات وبيزنس الثورة

الاثنين ٢٥ ابريل ٢٠١١ - ٢٥: ٠٢ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

ثورة 25 يناير من المدينة الفاضلة إلى الكرنفال ..هل هذا ما قامت من أجله ؟
بقلم:ناظم نور الدين

 

دعونا في البداية نسأل أنفسنا لماذا قامت ثورة 25 يناير ؟ هل كان هدفها ما طالبت به مبدئيا وهو إسقاط النظام السابق فقط ؟ هل هذا كل ما ارادته الثورة ؟, ظني وليس كل الظن إثم ليس هذا ما قامت من أجله الثورة ولا ما تحتاجه لكي تصبح ثورة ناجحة على كل المستويات., فإن القائلين بأن ما حدث في 11 فبراير هو نجاح للثورة وهنا تنتهي فأنهم يقعون في خطأ كبير فإن الثورة لم تبدأ قبل 11 فبراير هذه هي البداية الحقيقية للثورة على كل الاوضاع القديمة من ظروف اجتماعية تدعو للاسف واقتصادية غير آدمية عانى الناس منها مر المعاناة وجعلتهم يشعرون بالدونية
والأخطر في كل هذا هو الثورة على ما خلفته الاعوام الماضية من سلوكيات بحاجة الى مراجعة ووقفة ملتصقة بضمير هذه الثورة إن أردنا انجاح ثورتنا فيجب أن نعتبر ما حدث في 11 فبراير هو تاريخ بداية الثورة وليس نهايتها .
إن الثورة إذا انحصر مشروعها فى نوع الحكم وشكل الدستور ، من دون أن يكون إطعام الجياع وتوفير حياة كريمة للفقراء فى بؤرة مشروعها ، هى بمعنى من المعانى ترف شكلانى منقطع الصلة بغالبية الشعب المصرى ، الفقراء هم الحليف الحقيقى للمشروع الثورى الحقيقي .
فلنسأل أنفسنا :هل هى ثورة تريد إستبدال إطارات العمل السياسى بإطارات غيرها ، والنخب الفاعلة بنخب غيرها ، أم تريد إ نجاز مشروع للنهضة والتقدم ؟ فإذا كان المشروع النهضوى هو ركيزة الثورة وهدفها فإن بُعد التنمية الإجتماعية ومحاربة الفقر لابد وأن يكون هو أحد أهم أعصابها المحركة وقوتها النابضة إن لم يكن هو العصب الرئيس والمحرك لهذه النهضة المنشودة .
لا زالت مصر تستطيع أن تصنع معجزات وأن تنجب أرضها أنبياء يبشرون بالحرية لكل الشعوب التي في مثل ظروفنا في وقت توقفت فيه السماء عن إرسال أنبياء ومعجزات وفكرة النبوة هنا ليست بالمفهوم الديني ولكن بالمفهوم الإنساني فكل شعوب العالم نظرت إلينا هذه النظرة المليئة بالإعجاب بعدما كانوا يتعاملون مع المواطن المصري بوصفه إنسان قليل الحيلة هو نصف إنسان بالمعنى الدقيق لأن ما يعانيه افقده نصف آدميته تقريبا ولم يكونوا يتخيلوا أو يحلموا بأن هذا الانسان الذي يعيش على ارض اهدت الى العالم اول الحضارات الانسانية ان يكون على مستوى هذه الحضارة .. من منا لم يحلم بمدينة افلاطون الفاضلة " اليوتوبيا " واكتشف في النهاية انه ليس من الصعب فقط تحقيقها على ارض الواقع بل انه مستحيل , استطاع المصريين في 18 يوم إقامة هذه المدينة بشكل لم يكن افلاطون نفسه يستطيع استيعابه ان كان يعيش بيننا الان جاء بعدها أهم هتافات انتصار الثورة " وهو ارفع راسك فوق .. إنت مصري " الذي كان يخرج من قلب من يقوله بمنتهى العزة وكأنه يريد توصيل رسالة لكل من يسمعه بأن المصري ليس نصف انسان كما تخيلوا ولكنه نصف نبي .. لكن سرعان ما تحول هذا الوضع الى ما يشبه الانتكاسة وكأن المصريين من صنعوا هذه الثورة نسوا انهم صانعيها وانهم من يجب عليهم حمايتها والحفاظ على مكتسباتها بالاصلاح الحقيقي وليس فقط بهذه الحالة الكرنفالية حيث تحول ميدان التحرير في الايام الفائتة الى مولد تستطيع ان تقضي به اسعد الاوقات ان كنت لا تعرف اين تذهب فإن ما شاهدته الايام الماضية شئ محزن للغاية بعد ان كان شباب الثورة يحافظون على نظافة الميدان يوميا وهو الشيئ الذي اظن انه لا يفعلونه في بيوتهم ولكنهم اصروا على توصيل هذه الصورة الحضارية لكل العالم الذي يشاهدهم .. لماذا لم يستمر الأمر بعد نجاح الثورة فإن إجابة السؤال الذي سأل في البداية هو أننا نحتاج الى ثورة على كل المفاهيم القديمة والسلوكيات الخاطئة والتي اعتبرها كارثية لأن هذا النظام البائد بفسادة استطاع ان يجعل منا جميعا فاسدين بشكل او بآخر ليس الفساد فقط هو فساد الزمة المالية الذي بصدده هذه الفترة .
الظاهرة الفريدة من نوعها في هذه الثورة هو هذا البزنس الذي ارتبط بالثورة فمنذ ان قامت الثورة بدأ بعض الباعة ببيع أعلام ومطبوعات عليها صور الشهداء وكان هذا طبيعي ومنطقي بعيدا عن فكرة الوطنية والالتصاق بالثورة فان نظرنا له بالمفهوم النفعي فقط فان هذا شيئ طبيعي فان المواطن المصري عاش سنوات طويلة يعاني من سوء الاحوال الاقتصادية وان من حق هؤلاء الباعة الجائلين التربح وان كان هذا على خلفية الثورة ولكن ان يتحول الامر الى بزنس المستفيد الحقيقي من وراءه اصحاب هذه المطابع الاستفادة الكبرى هو الامر الذي من الممكن ان يشوه الثورة وما رمت اليه الامر اصبح متاجرة باسماء الشهداء بطباعة اسمائهم وصورهم على التي شيرتات والمطبوعات وانا ارى من وجهة نظري والتي لا الزم بها غيري ان عائد هذه المطبوعات او بمعنى اصح جزء منه يجب ان يعود الى اسر هؤلاء الشهداء ويخرج الامر من كونه استغلال سافر لدماء من ضحوا من أجل هذا الوطن .
كان يجب علينا بعد 11 فبراير التمسك باخلاقيات هذه الثورة وليس الابتعاد عنها والتعامل معها على انها شيئ عارض سيأخذ وقته" وترجع ريما الى عادتها القديمة "
دعوة الى كل الشرفاء في هذا الوطن تمسكوا باخلاقيات ثورتكم فانها بمثابة حجر الاساس لهذا البناء الجديد منطلقين منها لمصر اجمل متحدين كل الظروف التي ستواجهنا شئنا ام ابينا ويجب ان نبدأ سريعا في البناء وظني ان الظروف تساعدنا كثيرا على تخطي اي صعاب سنواجهها .




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :