اطفاء شجرة الميلاد مرفوض
زهير دعيم
٣٦:
١١
ص +02:00 EET
السبت ١٦ ديسمبر ٢٠١٧
زهير دعيم
استميحكما عذرًا في بلدتيْ بيت لحم والناصرة حيث لوّن الربّ ليل المدينتين بنوره العجيب !
فالقرار الذي صدر منكما بإطفاء شجرة الميلاد وتجميد الاحتفالات بذكرى ميلاد ربّ الحياة ؛ الربّ الجميل ، قرارٌ مُتسرّع وغير مقبول ، وينمّ فعلًا عن ميْلٍ الى التشاؤم والإحباط والنظرة السوداويّة وعشق الموت لا الحياة.
وإن كانت الغاية ربح الأصوات او استمالة الكثيرين فتضحي الجريمة أكبر وأمرّ.
فالقضيّة دينيّة بحتة ولا تصبّ أبدًا في نهر السياسة ولا نريدها ان تصبّ ، مع انّنا نتضامن مع شعبنا الفلسطينيّ ونشعر معه بالظُّلم الواقع عليه وننادي بإنصافه والسماح له ببناء وإقامة دولته المُستقلة الى جانب دولة اسرائيل.، ومع هذا يبقى الميلاد – ميلاد الطفل السّماويّ – فوق السّياسة وفوق السّياسيين وفوق الف ترامب ورغم انفه.
الحيْرة تأخذني بل و" تأكلني" وأنا أحاول أن أقول اننا نحن العرب الفلسطينيين المسيحيين في هذه البلاد نعيش الامرّيْنِ أو كما قالت أمّي : " لا مع سيدنا بخير ولا مع ستنا بخير".... فنحن والحقُّ يُقال بين المطرقة والسِّندان ، ففي نظر اليهوديّ نحن عرب أقحاح وأحيانًا "مُخرّبون " وفي نظر بعض اهلنا المسلمين نحن " نصارى"..وأنصاف عرب ، رغم اننا ننادي ونصرخ بحقّ الشعب الفلسطينيّ وحقّه في اقامة دولته ، ولكنّنا ننادي وسنبقى نُنادي كما علّمنا ربّ الميلاد ؛ ننادي بالمحبّة والحكمة واللاعنف والتسامح والعدل ، غير ناسين أن القدس أو اورشليم هي لنا أيضًا ففيها أقدس اماكننا ألا وهي كنيسة القبر المقدّس _ رغم ان القبر فارغٌ-ولنا جبل الزّيتون وبستان الجستثماني وعشرات الأديرة والكنائس وثلث الممتلكات والاراضي..ولا انكر ان عيوننا ترنو الى أبعد من القدس الارضية فهي أبدًا تنظر الى اورشليم العلوية.
إن اطفاء الشجرة هنا وهناك هو دعوة لعُشّاق الموت والاحباط والتشاؤم كما أسلفت ، ونحن أبدًا ودومًا نعشق الحياة والأمل المُلوّن والرّجاء الذي لا يخيب.
قد تنجحون في اطفاء الشجرة في السّاحة ولكنكم لا ولن تنجحوا من إطفاء شعلة المحبّة من القلوب، ومحو أغرودة الميلاد من النفوس وصوت الملائكة الشجيّ : المجد لله في الأعالي ، وعلى الأرض السّلام وفي النّاسِ المسرّة ".
لا ..لن تنجحوا فالعيد بالنسبة لنا ليس شجرةً وبابا نويل وحسْب ، بل هو يسوع الإله الذي تجسّد وجاء الى الارض من اجل كلّ البشر من كلّ لون وشعب ولسانٍ وأمّة.
حان ان نرفعَ عقيرتنا بالهمس فنصرح بمحبّة : الميلاد فرح وخلاص ومحبّة وقصيدة جذلى غنتها السماء للارض ،وليس من حقّ أحد أن يحذفها أو يطفأها..كل عام والجميع بألف خير