حلاوة شركة آلام المسيح
أوليفر
٣٩:
٠٨
ص +02:00 EET
السبت ١٦ ديسمبر ٢٠١٧
Oliverكتبها
- الكلمة صار إنساناً و إجتاز كل آلام الإنسان التي سادت عليه بسبب الخطية.المسيح شارك آلام البشر فى شخصه.عبر بآلامنا إلى القيامة فكان الخلاص الذى إفتقدناه عب9: 26.أما الشكر على هذا الخلاص من جهتنا فيكون بالشركة فى آلام المسيح لأجلنا.شركة الآلام هى شكل من أشكال الشكر البشري للخلاص الإلهى.لهذا نفرح بكل ألم من هذا النوع البار.فآلام المسيح لم تكن بسبب خطية إرتكبها بل خطايا حملها عنا.كذلك شركة آلام المسيح لا تكون بسبب خطية نرتكبها بل شهوة محبة نقتنيها للثالوث الأقدس. إختار رب المجد التجسد وسيلة لشركة آلامنا و ما زال يختار أيضاً من يهبهم شركة آلامه لكي يتمجد فيهم.شركة آلام المسيح إختيار إلهى و ليس مجهود بشرى.إن كنت ترغب أن تصير تلميذاً فإعلم أن شركة آلام المسيح إستجابة إلهية تعطيك هذا المقدار من النعمة بسخاء.
- شركة آلام المسيح هى سيادة إلهية على ضعف الجسد.فلا يعود الجسد يتحكم فى مصير الإنسان بضعفه لكن يصبح الروح القدس هو القائد لضعف الجسد و يحول ضعفاته إلى بر بعمل نعمته.لهذا كل ما ينقص منك في الجسد من أجل المسيح يصير لك أضعافاً من المجد بوعد المسيح رب المجد.شركة الآلام هي في المسيح و ليست آلام في المرض أو التعب أو المشاكل.فالمسيح هو الشخص الظاهر في شركة الآلام و ليس الإنسان.بهذا تكون هذه الشركة هى ظهور إلهى للمسيح في شخصك هذه التي عبر عنها بولس الرسول بقوله : إنى حامل في جسدى سمات الرب يسوع غل6: 17.
- من شركة آلام المسيح ينال الإنسان حرية المجد لأنه يتحرر من سلطان الجسد.فليس الضعف البشرى قيد من القيود بل نقطة إنطلاق لما هو أسمى.لهذا إستخدم الرب ضعف بولس الرسول و أكمل بنعمته ما نقص في هذا الرسول البار و لم يكن الضعف قيداً يمنعه من الإنطلاق للسماء الثالثة بل سبباً من اسباب إنسكاب هذه العطية.2كو12: 9.تكفيك نعمتي ما دمت تشارك آلامي كان هذا صوت الرب ليس لبولس الرسول وحده بل لكل من يفرح بعطية الألم فهي باب الحرية.لذلك نفهم ما قيل أن المسيح تألم خارج الباب أى أنه خرج أو إنطلق من نفسه إلى الآلام .هنا شركة خارج نطاق الجسد مع أنها تتم في الجسد عب13: 12.
- شركة آلام المسيح ليس لها وصف محدد فلكل إنسان صليبه أي شركة آلامه الخاصة به لو9: 23 .يحمل صليبه يتبع المسيح فيجد نفسه يحيا القيامة و يجلس فيه عن يمين العظمة فيصيح ما أجمل أن أنتقل من شركة آلام المسيح إلى شركة الطبيعة الإلهية.2بط1.
- شركة آلام المسيح هى وسيلة إلهية تسهل لنا الهروب من الفساد 2بط1: 3.و التوقف عن خطايا بعينها تستعبد الإنسان 1بط4: 1.فالآلام ليست هزيمة للجسد بل سلاح للجسد و النفس تبطل به الشهوات و الكبرياء .حتى الألم بسبب أخطاءنا ليس شراً بل صوتاً إلهياً يبكتنا و دافعاً للتوبة لكنه ليس براً مثل آلام شركة المسيح.مت27: 19. شركة الآلام هى معلم الطاعة.عب5: 8.ما أحلى إعلان رب المجد أنه قبل أن يتألم على الصليب إشتهي شهوة جارفة أن يأكل الفصح مع تلاميذه.فليكن فينا نفس الشهوة.نأخذ من الجسد المكسور و الدم المسفوك قوة بها يتقدس الألم و يصير للمجد.فلا ندخل ميدان الألم عرايا من بر المسيح بل نأخذ من سر الشركة ما يؤهلنا لشركة آلامه.لو22: 15.
- لا يأخذ أحد موهبة شركة آلام المسيح من غير محبة الجميع.فشركة آلامه تبدأ من شركة آلام الآخرين.من لا يشعر بغيره لا يستحق شركة الآلام المقدسة.لأنها درجة عالية من المحبة ليست منفصلة عن محبة الآخرين حتى الأعداء و الغفران للمسيئين .هنا تبدو الشروط مجتمعة للتأهل لشركة آلام المسيح.كلها تنحصر في المحبة.1كو12: 26.1تس2: 14.
- ربي يسوع المسيح واهب المجد فى شكل الألم.حامل الصليب بالقيامة و الصعود.الذى ليست في لغته هزيمة و لا في نبراته ضعف.تجعل أنين المتألمين تسبحة.تصير صلواتهم شركة سمائية مع الملائكة.ترسم قسماتك في وجوه حاملي الصليب و تظهر بأعاجيبك.لا تنفصل شركة آلامك عن سلامك لا لحظة و لا طرفة عين لهذا يستمتع مشاركوك بظهورك فى حياتهم و يمحجك الناس فيهم.المتألمون يشكرونك بآلامهم و يشكرونك لأجل آلامهم لأنك للمجد أعددتهم.وضعتهم قدامك كأيقونة لأنك قدستهم بشركة آلامك.هم أيضاً يضعونك قدامهم و يتنعمون برؤية وجهك الذي يلتمسونه .المشاركون آلامك صاروا تعزية لنا لهذا نشكرك لأجلهم لأجل تعزياتك.يشكرك المتألمون هؤلاء الذين إخترتهم ليكونوا درساً للحب و مَعلماً للطاعة.كما يظهر وجهك فيهم تظهر وجوههم فيك قدام أبيك الصالح فيأخذون السرور لأنهم شاركوا آلامك.تجعلهم شركاء طبيعتك فما أحلاك.