أبرز 10 محطات فى حياة «أبو الحارث المصري» مفتي هيئة تحرير الشام فى سوريا
أخبار مصرية | أمان
الاربعاء ١٣ ديسمبر ٢٠١٧
اعتدي على الهلاوي مفتي الجهاد وشقيقته بالسلاح الأبيض
كان أحد قيادات «الكتيبة الخضراء» التي أسسها شكري مصطفي لتأديب المنشقين
وافق علي مرجعات الجهاديين فى السجن وانضم إلي حزبهم بعد خروجة
طالب بتطبيق حد الحرابة علي معارضي مرسي
المحطة الأولي
عضو الكتيبة الخضراء فى تنظيم التكفير والهجرة
بعد الإفراج عن شكري أحمد مصطفي أمير جماعة المسلمين المعروفة إعلاميا بالتكفير والهجرة عقب وفاة عبد الناصر وقيام السادات بتفريغ السجون سنة 1971، أخذ يطور من أفكاره ويضع لها كتبا يشرحها فيها معظم اطروحاته الفكرية الشاذة، ونشط فى الدعوة لفكره، ليشكل منهم جماعة لتعبيد الناس لله وإعادة الإسلام فى الأرض كلّهاعلي حد تصورة.
وكان يجوب كل محافظات مصر تقريبا حتي توجه إلي محافظة الشرقية فى أوخر عام 1975ليلتقي باسامة السيد محمد قاسم حيث تماهي الأخير معه فى الفكر، ورشحة شكري ليتولي قيادة مجحموعة فكرية تابعة لجماعة شكري فى مركز الزقازيق بمحافظة الشرقية.
كان قاسم حريص فى هذه الفترة علي تلقي العلوم الشرعية ودفعه شكري للحصول علي إجازات لغوية علي ايدي بعض مشايخ القبائل العربية ودراسة علوم اللغة والعروض حيث كان معروف عن شكري مصطفي إجادته الكاملة للغة وعلم العروض وقرضة للشعر والأدب.
وفى أثناء هذه المسيرة الدعوية لشكري كانت تقع مشادات مع الرافضين لفكره من قبل الدعاة والجماعات الإسلامية الاخري، وخاصة بعد انتشار فكرة الهجرة للجبال ومغادرة كثير من الفتيات لأسرهم وانضمامهم إلي جماعة شكري، فنشق عدد من أتباع شكري مصطفي عنه وشكلوا جبهات معادية له.
و فى هذه الاثناء نشط التيار السلفي الجهادي فى محاصرة أفكار شكري وجماعته ومن أبرز ما حدث فى هذه الفترة مناظرة بين جماعة شكري مصطفي وجماعة الجهاد بقيادة حسن محمد احمد الهلاوي، الذي كان زعيم جناح القاهرة فى تنظيم إسماعيل الطنطاوي، ومن ثم إنضم لتنظيم صالح سرية لكنه لم يشارك فى حادثة الكلية الفنية حيث كان معروفا بمرجعيته الفكرية لابن تيمية، ولذلك "استطاع أن يدخل فى مرحلة مبكرة مع شكري مصطفى فى جدل لنقض مذهبه الفكري، ونجح فى ذلك بحيث انتشر شريط لهذه المناظرة وكانت سببا فى محاصرة بعض افكار جماعة التكفير، فبرغم تماسك البناء الفكري للتكفير إلا أنه فكّكه عن طريق هذه المناظرة، وكان ذلك سببا فى اقتحام (الكتيبة الخضراء) لمنزله ومحاولة قتله، وقد اختار شكري لهذه المهمة ثلاثة منهم اسامة السيد قاسم والذي اقتحم هو وثلاث عناصر من هذه الكتيبة منزل الهلاوي فى منطقة الطلبية بالجيزة فيصل وأعتدوا عليه هو وشقيقة خالد الهلاوي وشقيقتهم الشابة.
لم يترك أسامة قاسم ، الهلاوي إلا بعد ان تأكد من موته، إلا ان الأقدر انقذت الهلاوي وشقيقة الذي قفز إلي منور منزلهم غارقا فى دمائه، ومن المفارقات ان قاسم هو الذي اعتدي علي شقيقة الهلاوي وضربها بمطوة فى جزء من جسدها فصرخت منادية (لا إله إلا الله ) وكان هذا الموقف سبب فى تراجع قاسم عن أفكار شكري مصطفي فيما بعد حيث اعتبر أن ضرب أنثي بهذه الطريقة يعتبر أمر فيه مخالفة شرعية ، وأرسل إعتذار بعدها للهلاوي ليستسمحة بالعفو عنه.
ومن الذين حاول شكري وجماعته قتله رفعت أبو دلال بسبب انشقاقه عن الجماعة رغم أنه من مؤسسيها، والمهندس أحمد عرفة والمهندس محمد سعد الدين وصهر د صلاح الصاوي ود محمود حماية.
المحطة الثانية
تنظيم الجهاد ومحمد عبد السلام فرج
إنضم قاسم بعدها إلي تنظيم الجهاد بقيادة محمد عبد السلام فرج، وكان تابع لمجموعة الشرقية هو وأنور عبد العظيم عكاشة وعلي فراج وعلاء عبد المنعم حيث تولت هذه المجموعة تسهيل نقل المتفجرات التي إنفجرت فى العرض العسكري و هي العملية التي أودت بحياة الرئيس الراحل محمد أنور الساداتفي المنصة عام 1981.
حمل المتهم أسامة السيد محمد قاسم رقم 16 فى قائمة المتهمين بإغتيال السادات فى القضية رقم 7 لسنة 1981عسكرية وكان المتهمون فيها 24 متهما، وكان وقتها طالبًا فى كلية الآداب جامعة الزقازيق، وصدر ضده حكمًا بالأشغال الشاقة المؤبدة، وحسب التحقيقات كانت مهمته فى التنظيم تدريب عناصر التنظيم على استخدام القنابل التى أحضرها المقدم ممدوح ابو جبل لخالد الإسلابولي.
كان قاسم من ضمن مجموعات الجهاد التابعة فى هذه الاثناء لوجة بحري وابقي علي علاقاته بها فى السجن، وكان معروف فى السجن بكنية أبو الحارث وكان يقوم بتدريس اللغة وعلم العروض للمجموعات الجهاد فى السجن.
المحطة الثالثة
قبول المراجعات الفكرية لتنظيم الجهاد عين فى الجنة وعين فى النار
مع اشتداد أيام السجن وقسوة السنين، وافق أسامة قاسم على مضض وبضغوط من مجموعات الجهاد والجماعة الإسلامية علي المراجعات فيما بعد، وكان يري أن هذه المراجعات تمت تحت ضغط من أمن الدولة على المعتقلين، كان يري أن أجهزة الأمن كانوا يضيقون عليهم لكي يجبروهم علي العمل كمرشدين أو يرجعوا عن أفكارهم.
وبقي فى ركب مجموعة عبود وطارق الزمر والتي كانت تعتبر المرجعات نوعا من الإيجابية، ولكنها تصب فى مصلحة الأجهزة الأمنية والدولة واطلقوا عليها "مراجعات لا ترجعات" .
المحطة الرابعة
حزب السلامة والتنمية
بعد قيام ثورة 25 يناير افرج عن معظم عناصر الجماعة الإسلامية والجهاد وخاصة الموافقون والموقعون علي المراجعات ، وكان من ضمن هؤلاء ابو الحارث، وكان قد افرج قبلها عن قاسم، وكفائته أمن الدولة علي الموافقة علي المراجعات التي لم يكن هو مقتنع بها فى الأساس بحصولة علي ترخيص مخبز بلدي فى محافظة الإسماعلية.
لم يجد قاسم أمامة أي تشكيل تنظمي علي الساحة وخاصة بعد ظهور كثيراً من هذه التيارت بطريقة علنية منادية بالممارسة السياسية ، سوي حزب يدعو لتأسيسة د كمال حبيب المفكر الإسلامي المعروف، والمعروف بخلفيته الجهادية.
إنضم علي استحياء للحزب الوليد الذي كان تحت التأسيس ، رغم أنه كان يرفض بعض بنوده وخاصة موضوع الإعتراف بالدولة المدنية، وشارك فى هذه الأثناء فى بعض فاعليات الحزب، وكان أبرزها اللقاء الذي عقده د كمال حبيب فى نقابة الصحفيين مع هاني عزيز رجل الأعمال القبطي والمعروف بمستشار البابا شنودة، والذي يشغل ايضا أمين جمعية محبى مصر السلام، وكان ذلك بعد احداث الفتنة الطائفية بمنطقة إمبابة .
وظهرت نوايا أسامة قاسم بمجرد دخوله نقابة الصحفيين ومشاهدة هاني عزيز يجلس بجوار قادة الجهاد علي فراج وصالح جاهين حيث غادر اللقاء غاضبًا ومنفعلًا من نجاح وإتمام اللقاء حيث كان يرفض مثل هذه اللقاءات السياسية ويعتبرها نوعا من التنازل عن المبادئ والأهداف.
شارك بعدها فى عقد مؤتمراً للحزب فى محافظة المنيا، حيث حضرة العديد من أهالي قرية المنصورية، وجرت عدة نقاشات عن المستجدات المحلية والعالمية، حضره قيادات الحزب متل أحمد أسحاق، وتحدث يومها عن أهمية المشاركة وعدم السلبية.
المحطة الخامسة
الموافقة علي عمليات القاعدة
وعن موقفه من تنظيم القاعدة حيث يعتبرهم نموذج متحمس لدينهم فيقول فى احد لقاءاته الصحفية " كنت أؤيد أعمال تنظيم القاعدة، إلا أننى كنت أختلف أحياناً معهم فى مسألة توقيت تنفيذ الأعمال، إلا أنهم كانوا متحمسين لدينهم، وهذا ما كان يدفعهم للخروج إلى حرب لم يتمكنوا من إعداد العدة لها، وهناك بعض الأحداث تم التعجل فيها وكان من الممكن ان تؤجل لحين تجهيز العدة، لأن الجهاد فى سبيل الله يحتاج إلى طاقة وقدرة معينة فإذا أمكن لك أن تتخذ عدة وعداد فإن ذلك يحدث أثرا ويضمن حماية من ردود الأفعال والضربات المضادة".
المحطة السادسة
شفيق ومرسي والعودة للعمل المسلح
بمجرد بدء انتخابات الرئاسة وظهور التنافس بين الفريق احمد شفيق ود محمد مرسي أنضم قاسم إلي فريق الإخوان المسلمين وقال أثناء الانتخابات الرئاسية إن وصول الفريق أحمد شفيق أو عمرو موسى لرئاسة الجمهورية ولرأس السلطة التنفيذية سيدفع بعض التيارات الإسلامية وغير الإسلامية لمواجهة ذلك بـ«العمل المسلح» فيكون مصير من يصل منهما للرئاسة كمصير الرئيس الأسبق محمد أنور السادات، الذي تعرض للاغتيال..
موضحا أن العديد من التيارات الإسلامية تنتظر ما ستسفر عنه إنتخابات الرئاسة من نتيجة، وبالتالي تحدد هذه الإنتخابات خريطة عملها فى المستقبل، إما أن تندمج فى الحياة السياسية كباقي التيارات الأخرى أو تمارس العمل المسلح كما كان فى الماضي وكان بدايته ضرب الرئيس الأسبق أنور السادات .
وبرر «قاسم» وقتها فكرة عودة العنف مرة ثانية قائلا: "العلة تدور مع الحكم أينما دار فنفس الظروف التي دفعت الإسلاميين لقتل السادات هي نفسها الموجودة حاليا وبالتالي سوف يكون الحكم بالعنف فالأسباب واحدة والظروف واحدة وبالتالي سوف تكون النتيجة واحدة".
المحطة السابعة
فتوي عدم جواز قطع الطريق وحد الحرابة
فى منتصف مارس الماضي عام 2013 وتحديدا أثناء عقد مؤتمر تحالف "الأمة" الذى يتزعمه حازم أبو إسماعيل وجه قاسم حديثه لأحزاب المعارضة والقوي السياسية المصري قائلا "إياكم أن تغتروا بالأموال والتمويلات التى تأتيكم من أعداء الأمة فى الداخل والخارج وكل ما نملكه سيكون فى سبيل تحقيق هدفنا لتكوين تحالف إسلامى قوى".
وافتي بوجوب حماية المخلوع مرسى من الإهانات قائلا.. "لابد من أن نحفظ رئيس الجمهورية من أى إهانة.. يجب أن يصون الرئيس منصبه من الامتهان لأن هيبة الدولة إذا سقطت سقط كل شىء.. وإهانة رمز الدولة هو إهانة لكافة مؤسسات الدولة وحين يتم السخرية من الرئيس سيتم السخرية من الوزراء والمحافظين لذلك وجب تحريم ذلك الأمروتطبيق حد الحرابة علي هؤلاء ".
المحطة الثامنة
فتوى قطع السنة الذين يتطاولون علي مرسي
فى هذا السياق أيضا طالب قاسم بقطع ألسن الذين يتطاولون على الرئيس حفاظًا على هيبته واعتبر أن المطالبة بأن يكون هناك نواب للرئيس من الأقباط والمرأة يعد تطاولًا على مقام الرئاسة وقال لمن ينادون به: «انتهوا عن هذا الصنيع والزموا حدودكم".. ووصفهم بـ«السفهاء» الواجب إيقافهم قبل أن يصبح لهم أتباع معللًا ذلك بقوله: "قطع الشر فى البداية أهون من قطعه قبل تماديه وانتشاره ولا بد أن يعرف هؤلاء أننا فى زمن، الكلمة فيه أشد وقعًا من السيف".
المحطة التاسعة
خطف الجنود وحادث رفح
ارتبط اسم أسامة قاسم بحادث رفح الذى أودى بحياة عدد من جنود الجيش فى شهر رمضان 2012 حيث نسبت إحدى الصحف إليه ولهشام أباظة القيادي بتنظيم الجهاد تصريحات تفيد بوجود معلومات لدى التنظيم بشأن هجوم رفح قبل وقوعه بـ24 ساعة كاملة ولكن سرعة الأحداث حالت دون إبلاغ قوات الأمن وأبديا استعدادهما للتعامل مع قوات الأمن والمخابرات للكشف عن أعداد وأماكن وجود تلك التنظيمات.. وقد نفى قاسم هذه التصريحات جملة وتفصيلا وطلب من نزار غراب محامى تنظيم الجهاد اتخاذ إجراءات قانونية ضد الصحيفة التي نشرتها".
المحطة العاشرة
جنايات الزقازيق تحكم بإلاعدام غيابيا علي مفتي جماعة الجهاد
بعد ثورة الثلاثين من يونيو اختفي قاسم من المشهد تماما، وتردد أنها سافر إلى ليبيا ومنها إلى سوريا محطته الأخيرة، وظهر فى الإعلام ضمن 27 عنصرًا إرهابيًا مطلوبين فى سيناء، ثم أصدرت محكمة جنايات الزقازيق دائرة الإرهاب الحكم عليه فى القضية رقم 4621981 حصر أمن دولة عليا، ومطلوب ضبطه وإحضاره على ذمة القضية أخري رقم 1292014ادارى ابو كبير، وكان الحكم غيابيًا بالإعدام بتهمة التورط فى مذبحة رفح الثانية وتكوين خلية إرهابية تتصل بتنظيم داعش.
ليخرج في المشهد الأخير مهاجماً الظوهري بعدها ببحث بعنوان بطلان ولاية "الأمير المسردب" ليعيد إلي الاذهان مرة اخري المعركة الفكرية التي دارت بين التنظيمات الجهادية فى بداية الثمانينيات من القرن الماضي والمعروفة "بطلان ولاية الضرير" نسبة لولاية د عمر عبد الرحمن للجماعة الإسلامية التي ردت عليها مجموعة الجماعة الإسلامية انذاك "ببطلان ولاية الأسير" نسبة لعبود الزمر الاسير فى السجن.