بقلم: ماجدة غضبان
بدا لي هرما رغم ان وجهه قد خلا من التجاعيد وصوته لم يزل فتيا ... ناولني دواة وريشة من على الرف الطيني وقطعا من الجلد المدبوغ ... وتمتم ببضع كلمات كأنها اتمنى لك التوفيق.. وخطى بثقة نحو الباب مخلفا وراءه ظلا باهتا على الجدار وقد مالت الشمس نحو المغيب.
افترشت الارض الترابية ... وتمددت ووجهي الى الارض مستندة بكوعي الايسر وبدأت بنقش الحروف على جلد حيوان ما ... وانتشرت رائحة المداد والدباغة و هوام دخان المصباح الزيتي الخانقة في الغرفة الضيقة.
خطر لي ان اصف وجهه اولا ثم عدلت عن ذلك وشرعت بالتحدث عن لا مبالاته الغريبة وعن شعره الفضي وعن خطواته الاخيرة المغادرة بثبات حيث ابتلعته الشمس مع انطفاء النهار.
ربما هو الفجر وقد انهيت مهمتي و صاح ديك في الجوار وارتخى رأسي على ذراعي المجهدتين وارتكب النوم خطيئته وغط كلانا في نوم عميق انا والليل الطويل الذي شهد مدونتي الاخيرة.