اختبرنى يا رب واعرف قلبى

أفضل وسيلة لتقييم الإنسان وحياته وسلوكه هى الامتحانات ، التى من خلالها يختبر الإنسان مقدار معرفته وتحصيله ومقدار ما عرفه ويستخدمه فى حياته أو فى عمله أو فى مجالات حياته وهذه الامتحانات هى ما نسميه "الخبرة" ، وعملية الاختبار عملية مستمرة كقول دواد النبى "اختبرنى يا الله واعرف قلبى" ..

 

هكذا حدثنا قداسة البابا تواضروس الثانى فى عظته بعنوان "امتحنوا كل شىء" موضحا خمسة مجالات يستطيع أن يمتحن الإنسان فيها ذاته هى أولا: اختبار مدى إيمانك كقول القديس بولس الرسول "جربوا أنفسكم ، هل أنتم فى الإيمان؟ امتحنوا أنفسكم" ، هل إيمانك بالمسيح هو محور حياتك كلها؟ وهناك خطوات من خلالها يمتحن الإنسان إيمانه ، منها أن يكون إيمانه صحيحا بالتعاليم والعقائد التى تسلمتها الكنيسة عبر تاريخا الطويل ، أن يكون الإيمان بالحياة الطاهرة والافعال التى تعبر عنه "أما الشهوات الشبابية فأهرب منها واتبع البر والإيمان والمحبة والسلام" ، كما أن الإيمان يترجم من خلال الاهتمام بالآخرين ونسميه "الإيمان العامل بالمحبة" والمحبة تنبع من قلب طاهر وضمير صالح كما أن الإيمان القوى يقى الإنسان من أعمال الظلمة وتجنب الأفكار أو النظرات أو الصداقات الرديئة. 

 

 

ثانيا: امتحن الكلام الذى تسمعه "أفليست الآذن تمتحن الأقوال.."هل تعرف أذنك أن تميز؟ وانتبه من الذى يتملقك أى يمدحك بشكل مبالغ ، فهناك من يسعد به ويبعد مجد المسيح من قلبه ، أيضا انتبه من الخبثاء وصلى عندما تقابل شخص لموضوع ما وارفع قلبك لكى تستطيع أن تفرز الخبث والخداع ، واحترس من الإنسان المجادل لأن روح الله غير موجود فيه ، ثالثا: امتحن العمل الذى تعمله كما يقول القديس بولس الرسول "ليمتحن كل واحد عمله" هل عملك جيد؟ هل من تعمل معهم صالحون؟ هل لعملك هدف ايجابى يبنى المجتمع ، الإنسان فى عمله يحتاج الأمانة وطول الأناة.

 

 

رابعا: امتحن نفسك قبل ممارسة سر التناول "..لأن من يأكل ويشرب بدون استحقاق يأكل ويشرب دينونة لنفسه ، غير مميز جسد الرب" ، هل شعورك الداخلى بعدم الاستحقاق هو الذى تتقدم به للأسرار؟ القديس يوحنا ذهبى الفم تكلم كثيرا عن التهاون فى سر التناول وقال عبارة جميلة "بدل أن يكون التناول للبركة والنعمة ، يصير للعقاب والدينونة لكل من يتقدم بلا استحقاق" وأكبر امتحان فى تقدمك للأسرار هو توبتك ونقاوة قلبك وحضورك للكنيسة فى بداية القداس والمصالحة مع كل أحد ، خامسا: امتحن نفسك فى التعليم فالإنسان يتعلم من مصادر لا حصر لها وظهرت تعاليم خاطئة وأفكار ضالة يحذرنا منها الرب قائلا "انظروا لا يضلكم أحد .. لأنه سيقوم مسحاء كذبة وأنبياء كذبة ويعطون أيات عظيمة وعجائب ، حتى يضلوا لو أمكن المختارين أيضا" 

ساعدنى يا رب أن امتحن كل شىء أمامى واستفيد منه ، لنردد مع داود قائلين : امتحنى يا الله واعرف قلبى واختبرنى ..