من شجرة الميلاد ... إلي ... شجرة الهروب !!
نبيل المقدس
٣٨:
١٠
ص +02:00 EET
الثلاثاء ١٢ ديسمبر ٢٠١٧
نبيل المقدس
13وَبَعْدَمَا انْصَرَفُوا، إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لِيُوسُفَ فِي حُلْمٍ قَائِلاً: «قُمْ وَخُذِ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَاهْرُبْ إِلَى مِصْرَ، وَكُنْ هُنَاكَ حَتَّى أَقُولَ لَكَ. لأَنَّ هِيرُودُسَ
مُزْمِعٌ أَنْ يَطْلُبَ الصَّبِيَّ لِيُهْلِكَهُ». 14 فَقَامَ وَأَخَذَ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ لَيْلاً وَانْصَرَفَ إِلَى مِصْرَ. 15وَكَانَ هُنَاكَ إِلَى وَفَاةِ هِيرُودُسَ. لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ الرَّبِّ بِالنَّبِيِّ الْقَائِل: «مِنْ مِصْرَ دَعَوْتُ ابْني». متي 2 : 13 – 15 .
ما يزال قلة من شعوب العالم وحشود من الشعب المصري يهرعون سنويا إلي كنيسة العذراء مريم بالمطرية , ويقفون خاشعين أمام شجرة تُعرف بشجرة " العذراء مريم" .. ويقولون أنه يُوجد تجويف في جذع الشجرة إختفت فيه العذراء مع الطقل يسوع هربا من مطاردي جنود هيرودس له ... ويُقال إن عنكبوتا نسج خيوطه الدقيقة علي هذا التجويف فسده ليحجب رؤية هؤلاء المطاردين للطفل يسوع.
لكن حدث جدل حول عمر هذه الشجرة , حيث قال البعض أن وجود هذه الشجرة في هذه المنطقة , كما أثبته شهود العيان بالتوارد , لا يتعدي بضعة مئات من السنوات... ولكن تُوجد قصة أخري عن هذه المنطقة " المطرية " بأن تاريخها يرجع إلي حوالي ألفي سنة. فقد كتب الرحالة "سرجون" سنة 1322 م أن هذه المنطقة عبارة عن أرض كثيفة العُشب , وفيها بعض النباتات لا تُوجد مثيلتها علي ارض مصر مثل شجيرات البلسم , والتي تعتبر من أعلي النباتات ثمنا ... وقد دون المؤرخ اليهودي " يوسفيوس " كيفية نقل هذا النبات الغالي إلي مصر.
يقول يوسيفيوس أنه بعد مقتل " قيصر" , جاء " مارك أنطوني " الروماني أحد رجاله الأقوياء إلي الإسكندرية , وإتصل بالملكة المصرية الطموحة " كليوبطرا " حيث كان بينهما علاقة حب. وكانت أحد طموحاتها إعادة المواقع القديمة التي تم الإستيلاء عليها أسلافها , ومنها إعادة فلسطين إلي سيطرة وحكم مصر. وفعلا بدات تدبر الأمر مع مارك , فقامت بزيارات عدة إلي قطاع اليهودية وأورشليم مُحاولة منها إغراء الملك الذي يحكمهما , وقتها كان " هيرودس الأدومي" والذي كانت علي عِلم تام بميوله النسائية . وكانت تقصد من القاء شباكها لوقوعهِ في حبها لكي يساندها في تحقيق مرامها ... لكنه خشي أن ينصاع هيرودس وراء إغرائها ليغضب عليه " أنطوني " لقوته فكان يهملها ويصدها , مما أحست أن نبذه لها هو جرح غرور أنوثتها ... فبدأت تحبك الدسائس والفتن بين مارك انتوني الروماني وهيرودس الأدومي ... لدرجة أن الإدارة الرومانية إستدعت هيرودس ملك اليهودية للتحقيق معه في تهم خطيرة .
علم هيرودس أن انطوني يعشق المال , فإنطلق إليه وقدم له رشاوي طائلة لكي يهديء من نفسيته , ويضعه في صفه فأفشل خطط و الاعيب كليوبطرا بمكره ودهائه .. من هنا أصاب الملكة جرح عميق أذل كبرياءها .. لكن تدخل انطوني لكي يرضي الطرفين , جعل هيرودس أن بتنازل لها عن شواطيء فلسطين بمدائنها بالإضافة إلي مدينة أريحا الغنية بحدائقها وأشجارها . نقلت كليوباطرا الكثير من النباتات والأشجار النادرة من هذه المدائن وخصوصا أريحا إلي منطقة " حدائق هيكل هليوبوليس " المطريــــــــــة الأن .
وجد يوسف ومريم ومعهم الصبي الصغير يسوع ملجأ حصينا لدي أصحاب هذه البساتين الموجودة في منطقة المطرية ... وقد نسجت الأساطير أحداثا كثيرة حول منطقة المطرية ,, ولعل التاريخ يثبت يوما صدق بعض هذه الحكايات !!!
كل سنة وانتم طيبين لميلاد الطفل يسوع .
الأحداث التاريخية مقتبسة من لمحات التاريخ في الإنجيل .
الكلمات المتعلقة