فى الذكرى التاسعة والستون للاعلان العالمى لحقوق الأنسان ترامب يودعة الى مثواة الأخير بقرارة القدس عاصمة لأسرائيل
٤٢:
٠٩
ص +02:00 EET
الثلاثاء ١٢ ديسمبر ٢٠١٧
لعل ذكرى العاشر من ديسمبر 1948 حين أصدر الإعلان العالمى لحقوق الأنسان تتسارع المنظمات الدولية ذات الصلة و الهيئات والحكومات والمؤسسات فى مراجعة حالة حقوق الأنسان فى كل دولة وتقييم حالة الدول فى هذا الشأن فيختلف التقيم فى كل عام عن الذى قبلة فتارة فى الصعود وتارة أخرى فى زيادة مساحة الانتهاكات . وكنا ايضا نعتمد هذا التقييم ربما على النوعية او الدين او الاثنية او العرق او العقيدة ربما كانت تهبط حالة وترتفع حالة الى قياسات من النجاح .
ولكن ربما التقييم فى هذه الذكرى التاسعة بعد الستون وتحديدا فى اسبوع احتفالات العالم لهذا الاصدار الاممى بأن قرار الرئيس الامريكى دونالد ترامب منذ عدة أيام جاء ليقضى على الاخضر واليابس وعلى كل ما تبقى مما يمكن تقيمة عن حالة حقوق الأنسان .
وربما يأتى هذا النسف الصارح وهذا السقوط المدوى لحالة حقوق الانسان فى العالم المذهل انه يأتى من أكبر دولة فى العالم تتشدق بالديمقراطية وأحترام حقوق الأنسان بل أن أمريكا على مستوياتها المختلفة سواء الكونجرس او الخارجية الامريكية او الادارة الامريكية لا يمر عام سوى ان تجرى وتصدر تقارير سنويا أو ربع سنويا تعدد فيها حالات انتهاكات حقوق الأنسان فى العديد من الدول ويأخذ فخ المعونة الامريكية الوهمية فى اعادة تقييم حالة
حقوق الانسان وانما لتوجية هذه الدول نحو تحقيق مصالح أمريكا خاصة فى الشرق الأوسط أو فى الدول الفقيرة على خلفية أحترام حقوق الأنسان الوهمية
ولكن فى هذه السنة وقبيل حلول العام الجديد بأيام يصدر الرئيس ترامب أسوأ قرار فى تاريخ رؤساء أمريكا بأعترافة بأن القدس عاصمة موحدة للدولة اليهودية اسرائيل فلم يتورع الرئيس الأمريكى عن أن ينظر الى حقوق ملايين البشر من الديانات لتتعلق بالمدينة المقدسة ذلكم هو أول حق من حقوق الأنسان عرفتة البشرية وهو الحق فى الاعتقاد وممارسة الشعائر الدينية وعدم المساس بالمقدسات قبل ان تتواجد المواثيق الدولية .
فمدينة القدس تحوى أماكن مقدسة لأصحاب الديانات الثلاث منها كنيسة القيامة للمسيحيين والمسجد الأقصى للمسلمين وكذلك اليهود فعلى مستوى العالم الاسلامى لا يقل عن مليار ونصف المليار من المسلميين تتعلق أفئدتهم بالمسجد الاقصى فهو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين لدى المسلمين وكذا أكثر من أثنين مليار مسيحى كاثوليكى وأرثوذكسى وبروستانتى فى العالم تتعلق أفئدتهم أيضا بكنيسة القيامة وهى قدس أقداس المسيحيين هذا من الناحية الدينية التى انتهكها ترامب بقرارة المشئوم ثم يأتى ترامب أيضا ليخالف المواثيق الدولية والشرعية الدولية التى تنص على أن لا يجوز لاى دولة الاستيلاء على أراضى بطريق الحرب كما انه لا يجوز للدولة فى حالة الحرب ان تغير من معالم أراضى أستولت عليها نتيجة الحرب وكان ذلك صراحة فى القرارات الصادرة من الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن وخاصة القرار 242 ومن ثم فإن الرئيس الأمريكى خرق القانون الدولى والمواثيق الدولية وكذا أيضا خرق القانون الدولى الانسانى فى أجبار من يولد فى القدس من إعلان هذا القرار فى ان يحمل الجنسية الأسرائلية وهو مخالف لحقوق الأنسان هذا فضلا ايضا عن مخالفة هذا القرار لقرارات المنظمة الدولية للعلوم والثقافة فى "اليونسكو " الذى أصدرت أكثر من قرار تحزر فيها اسرائيل من عمليات التنقيب حول جدار المسجد الاقصى ومحاولتها تغيير المدينة المقدسة وطمس معالمها التاريخية .
نستطيع أن نقول فى النهاية ان من يحمل لواء الدفاع عن حقوق الأنسان هو أول من دق المسامير فى نعش هذه الإعلان العظيم أفلا يكفى ذلك لتقديمة الى العدالة كمجرم حرب ضد الإنسانية .
القاهرة في 11 /12 / 2017
د. نجيب جبرائيل
سفير النوايا الحسنة
رئيس منظمة الاتحاد المصرى لحقوق الانسان
nagilco@gmail.com
22030009-01006095627
الكلمات المتعلقة