بالرغم من حقه الدستوري في الترشح للرئاسة .. الفريق شفيق يهزم نفسه بنفسه !!
يوسف سيدهم
الأحد ١٠ ديسمبر ٢٠١٧
بقلم: يوسف سيدهم
لم يكن الفريق أحمد شفيق هو الحالة الأولي التي تفاجئ شعبها باتخاذ قرار مصيري من خارج حدود الوطن عندما بعث برسالة إلي وكالة أنباء رويترز يعلن فيها نيته الترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية في مصر التي تجري منتصف العام المقبل… فقد سبقه في ذلك منذ بضعة أعوام الدكتور محمد البرادعي, كما سبقه منذ شهرين رئيس وزراء لبنان سعد الحريري الذي غادر بلده إلي السعودية ليعلن من هناك استقالته من منصبه!!
قبل أن أتناول حق الفريق شفيق دستوريا فيما ينتوي, أقول إنه يشترك مع من ذكرتهما -الدكتور البرادعي وسعد الحريري- في الاستهانة بشعبه والإساءة إلي نفسه, فالمناصب السيادية مثل رئاسة الدولة أو رئاسة مجلس الوزراء حتما تقتضي التواجد وسط الجماهير والتواصل معها والإدراك الواعي لواقعها ومشاكلها وتطلعاتها ولا يستقيم أن يتصرف من يتقدم إليها أو من يشغلها بما يعكس الانفصال عن شعبه أو التعالي عليه أو إبلاغه بقراراته من خارج الحدود!!… ولا أتصور أن عزم الفريق شفيق الترشح لانتخابات الرئاسة في مصر كان وليد الأيام القليلة الماضية وتم إعلانه بشكل مفاجئ دون التفكير فيه بروية وإشراك أكبر عدد من المقربين والمستشارين فيه, فكيف خرج علي هذا النحو ليفجر علامات الاستفهام والتعجب ولا أقول حتي علامات الاستنكار؟…
أن يخاطب الفريق شفيق شعبه من خارج مصر وعبر بيان تبثه وكالة أنباء وكأنه يعيش في المنفي؟… كيف فات هذا عليه وهو الشخصية المتزنة التي اختبرت العمل القيادي والسياسي؟… ألم يكن الأجدر به أن يأتي إلي مصر وينخرط في مختلف المنابر السياسية ويتواصل مع الرأي العام ثم يعلن عن نيته تلك؟… هل الفريق شفيق ممنوع من العودة إلي مصر؟… هل تواجهه أية عوائق قانونية؟… لماذا يتصرف كالهاربين خارج البلاد؟… وهل الهاربون خارج البلاد يترشحون للرئاسة؟!!
وإمعانا في السقطات يبدو أن الفريق شفيق ومستشاريه -إن كان هناك مستشارون- فوجئوا بأصوات تتساءل: لماذا لم يأت إلي مصر وهو الذي تركها منذ قرابة الخمس سنوات ليعيش في دولة الإمارات ويعلن ترشحه للرئاسة من داخل مصر؟… فكان رد فعله في غاية الغرابة شكلا ومضمونا فقد ظهر علي قناة الجزيرة- نعم.. لا تصرخوا.. قناة الجزيرة- ليعلن أنه لا يستطيع العودة إلي بلده مصر لأنه ممنوع من مغادرة دولة الإمارات!!!… أتعرفون المثل الشعبي: جه يكحلها عماها؟!!… لقد تفتق ذهن الفريق شفيق إلي تبرير تقاعسه عن العودة إلي مصر ولجوئه إلي مخاطبة المصريين عبر الأثير بادعاء أن دولة الإمارات التي استضافته ومنحته إقامة آمنة مطمئنة تمنعه من مغادرة أراضيها(!!!)… ويا ليته أرسل بيانا بذلك إلي وكالة أنباء رويترز مثلما فعل في بيان ترشحه للرئاسة, لكنه بشكل غريب وصادم للمصريين ولدولة الإمارات نفسها أعلن ذلك من قناة الجزيرة المكروهة والملفوظة من الشعبين معا!!!
وأتساءل غير مصدق: كيف تصور الفريق شفيق أن هذه السلوكيات برمتها يمكن أن تؤسس له رصيدا إيجابيا لدي المصريين يخوض به سباق الرئاسة… إنها حقا بداية صادمة تحسب ضده مهما كانت المعايير متوفرة لتأهله للانتخابات الرئاسية.
أما عن معايير تأهله للترشح وهي التي وردت في الدستور والتي يتحتم عليه أن يشرع في مسار اكتسابها فقد وردت في نص المادتين (141) و(142) كالآتي:
* مادة (141): يشترط فيمن يترشح رئيسا للجمهورية أن يكون مصريا من أبوين مصريين وألا يكون قد حمل أو أي من والديه أو زوجته جنسية دولة أخري, وأن يكون متمتعا بحقوقه المدنية والسياسية, وأن يكون قد أدي الخدمة العسكرية أو أعفي منها قانونا, وألا تقل سنه يوم فتح باب الترشح عن أربعين سنة ميلادية, ويحدد القانون شروط الترشح الأخري.
*** وأتصور أن الفريق شفيق سبق أن استوفي المعايير الواردة في هذه المادة بدليل سابق ترشحه وخوضه انتخابات الرئاسة عام 2012 والتي فاز بها محمد مرسي.
* مادة (142): يشترط لقبول الترشح لرئاسة الجمهورية أن يزكي المترشح عشرون عضوا علي الأقل من أعضاء مجلس النواب, أو أن يؤيده ما لا يقل عن خمسة وعشرين ألف مواطن ممن لهم حق الانتخاب في خمس عشرة محافظة علي الأقل, وبحد أدني ألف مؤيد من كل محافظة منها. وفي جميع الأحوال لا يجوز
تأييد أكثر من مترشح, وذلك علي النحو الذي ينظمه القانون.
*** وأتصور أن الفريق شفيق -حال عودته إلي مصر وبعد أن تطلق دولة الإمارات سراحه(!!!)- يلزمه أن يشرع في تكوين فريق عمل لحملته الانتخابية يبدأ باستيفاء معايير الترشح سواء منها ما يخص التزكية أو ما يخص التأييد.
وبعد هذا وذاك لا أخفيكم سرا أنني بالرغم من حقه الدستوري في الترشح للرئاسة مثله مثل أي مواطن مصري, أشفق علي الفريق شفيق, إذ أري أن السيناريو الذي اتبعه في إبلاغ المصريين بعزمه علي ذلك سوف يساهم في هزيمته قبل أن يبدأ السباق!!!
======
وزنة غالية ترحل عن الوطن والكنيسة
وداعا .. د. ثروت باسيلي
بعد حياة حافلة بالكفاح والجهاد والإنجازات والعطاء غير المحدود اكتملت غربة ابن بار من أبناء مصر والكنيسة, واستدعت السماء روح الأخ الحبيب الدكتور ثروت باسيلي ليتحرر من أثقال السنين وأتعاب الجسد ويحلق في فردوس النعيم.
الكثير.. والكثير.. سيقال ويكتب ويسجل عن الدكتور ثروت باسيلي بمشاعر حب وتقدير واحترام نالها عن جدارة واستحقاق, وإذا كان لي أن أضيف علي ذلك, فإن أعمق ما أثر في نفسي عبر علاقة دافئة ربطت بيني وبينه هو أنه لم يدع يمينه تعرف ما تفعل يساره.