الأقباط متحدون - الصرخة الحبقوقية ...النداء الأخير ...الأمل الوحيد !!
  • ١٠:٥٥
  • السبت , ٢ ديسمبر ٢٠١٧
English version

الصرخة الحبقوقية ...النداء الأخير ...الأمل الوحيد !!

البروتوبرسفيتيروس أثناسيوس حنين

مساحة رأي

٠٣: ٠٤ م +02:00 EET

السبت ٢ ديسمبر ٢٠١٧

 القديس نكتاريوس
القديس نكتاريوس

عيد حبقوقالنبى  حسب الرزنامة الارثوذكسية (2 كانون الأول – ديسمبر ) .

الأب أثناسيوس حنين

أقمت اليوم الليتورجية اليوحنائية والذهبية الشكل والفحوى فى دير القديس نيكتاريوسفى منطقة جلفادا باثينا ’ بدعوة كريمة من صديقىوأخى وأبى الأرشمندريت نيفونالأثوسىالفاتوبيذى ’ وهو الأب الروحى لهذا الصرح الأثوسى العريق وفى وسط أثينا والتى لم يتغير شكلها حديثا ’ كثيرا عن أيام زيارة اللاهوتى بولس الرسول لها قديما  (أعمال 17 ) ’ ولنقلها بشكل أكثر صراحة أن الليتورجيا هىالتىأقامتنى وهى التى تأخذنا ’ أذا أسلمنا لها ذواتنا وبعضا بعضا وكل حياتنا ’ الى مراع الكلمة الخضراء ’ وهى التى تسقينا من مياه الراحة ’ وبها وفيها ومنها نهتدى الى سبل البر .

اليوم عيد نبى صغير فى حجمه ’ صغير فى مكانته وسط الأنبياء ’ ربما صغير فى شكله ’ لم أراه شخصيا ! على ألاقلفى رأى المفسرون ’ ولكنه كبير فى صرخته ’ وكبير فى موقفه ’ وكبير فى رؤيته ’ وكبير فى ما نال من وعود واجابات .النبى الصغير هو حبقوق ! وفى زمان كتر فيه الكبار شكلا ومالا وكروشا وجيوبا وبطونا  وهدوما ! يطل علينا حبقوقكبلسم ! وزمان قالوا أهالينا مثل صار قولا ومرجعا ( يا أبنى اللى مالوش كبير ’ يشتريله كبير) ’ ونروح بعيد ليه يا أمى ’ والكبار عندنا بس احنا مش شايفينهم !  ’ عندى أحساس صار قناعة أن الكثيرين من (رجال الدين!!!) ( وخدام الله !!!) ’ بدون أستثناء ’ لا يؤمنون !!!لا يؤمنون  باله قادر !!!’ لا يؤمنون باله حاضر !!!’ لا يؤمنون باله عاقل !!! لا يؤمنون باله مشغول بقضايا الناس وهموم البشر ’ أن هم قرروا الياس من أنفسهم !  وأخلصوا له وللحياة  ’فى التوبة وتصحيح المسارات ’ قادر أن يغير الأزمنة والأوقات(يعنى يجيب عاليها واطيها بالبلدى ! هو دافهمى  للثياايكونوميا ) ! يبدوا أنهم لا يصرخون اليه ’ ولا يبكون عليه ’ بل يبكون على أنفسهم ’ وأمام حوائط مبكى هذا الدهر ! يبكون على  لقمة عيشهم وعلى كرامتهم وعلى طائفتهم وعلى صحتهم وعلى مستقبلهم !!!’ ولا تحتد أرواحهم اذا ما رأوا المدينة مملؤة أصناما ! أصناما عقلية ولحمية ودينية (أعمال الرسل 17 :16 )وفى سبيل أرضاء  هذا الأله المجهول ! يتفننون فى  استعباد من خلقهم الله أحرارا ! هنا الالحاد  باله مثل هذا لا يسمع ولا يتحرك ’ هو الحل ! أو السكون الى ارستقراطية عقلانية تؤله

العقل وتعبد الجسد وتأكل وتشرب وتمرح (وأحيينىالنهاردةوموتنىبكرة !) ’ وتجلس أمام شاشة تغسل ما تبقى  من مخها ! أو أمام جهاز ’ وتظن أنها به  تحرك العالم بالريموت بالقاء بعض الاقوال العشوائية المسروقة من سياقها واليتيمة بلا أب ولا ام ولا حسب تاريخى ولا نسب لغوى ولا مرجعية !!! وغدا الهاوية ! لسنا بحاجة الى نضع حبقوقفى اطاره التاريخى ’ لأنه صرخته صنعت  تاريخا وتأريخا ! هناك صرخات تذهب فى أودية النسيان لأنها صرخات تافهة وساذجة كشيكات بلا رصيد !’وليست وادى واحد ’ صرخات لا تسمع الا نفسها ! صرخات بكاء على الطلال وخراب الديار (أعترف بحاجة  ’ مرة قلت مرةلنفسىأخخخخخخ يا أثناسيوس لو كنت قضيت الوقت اللى ضيعته فىالجرى والسفر  والمصارف والهدايا والصراخ  والشكوى والمراسلات  والسجود والقيام وراء أوثان  وتيجان وأوساخ الناس  الكبار منهم والصغار واللىبيسوى منهم واللى ما بيسواش ’ وهنا أتكلم لاهوتيا !!!’ كنت  ’ يا أثناسيوس ’ قضيت وقتك فىالجرى ’ بس ’ فىالجرى بس ’  وراء الرب والحق والناس الكبار فعلا وقولا وحقا وعقلا ووجودا ’  لكان وضعك النهاردة غير شكل ! زى ما بيقولوا اخوتنا الشوام !). صرخة  صديقناحبقوق ليست من هذا النوع ’ بل هى نوع أخر من الصرخات ’ صرخة بتكلف كتير ! صرخة ما ينفعشمعاها تصرخ لحد تانى مهما كان حجمه أو مكانته أو ماله حلالا أكان أم حراما ! صرخة نهائية ’ صرخة مصيرية ’ صرخة نصرخها وما نكنشمدكنيين حلولا أخرى ’ صرخة نصرخها وما يكنش تحت المخدة دفتر البنك والشيكات أو حتى فواتير الديون أو أقراص المنوم والمهدئات  أو ضمانات ! صرخة نطرح  بها عنا كل

هم واهتمام  دنيوى ! كما نصلى فى قداس الذهبىالفم  ! وهنا ووسط الواقع المصرى اليوم والذى وبدلا من أن تتوجه فيه  الصرخات ’ كل الصرخات ’ المصيرية ’ الى رب واحد واله واحد ’ ومن أجل مصير واحد ووطن واحد ’ مصر ’ ’  لكى ما يشرق الرب نورا واستنارة على أرض مصر ويعتقها من كل فرعون عقلى ! كما نصلى فى مدائح العذراء ,ومصير واحد ومستقبل ’ أن انوجد مستقبل أو أشرق فى هذه الأجواء ’ نجد أنفسنا أمام جوقات من  الردح البلدىالدينىوالطائفى الهابط ’ وياريته كان لاهوتى !  والمفرقعات اللاهوتية بين المسيحيين والمفرقعات الفتواتية المدمرة بين  المسلمين  والمفرقعات السياسية بين رجال الحكم !!! ’ أقول أود أن   أشكر الأخوة العلماء الانجيليين ’ وكلنا انجيليون’   على قاموس الكتاب المقدس  والذى ظهر فى العربية منذ عم 1894 ’ والصادر من دار الثقافة العامرة عام 1992 وصفحة  287 والذى علمنى أن حبقوق معناه (يعانق ) ’ ويا للعجب فهذا الرجل لم يعانقه أحد من البشر ’ فعانقته السماء واستمعت  صرخته وبها ’ أى بالصرخة ’  عانق السماء والأرض  وتغرب عن البشر لكى ما يستشرق تاريخ السماء فى حياة الناس ! تنبأ فى أيام حكم يهوياقيم (607 -597 ق .م.) وفى عصر الكلدانيين والذين صاروا قوة مخيفة بين الشعوب (حب 1 ’ 5 – 6 )’ وهل خلت حقبة تاريخية من كلدانيين ما من جماعتنا أو من غير جماعتنا ! كما أشكر من القلب العلماء اليسوعيين والذين قاموا بترجمة الكتاب المقدس الى العربية فى السنة 1881 ’ ’ وكلنا يسوعيون ’ وأتحفونا بهوامش غنية ومقدمات علمية وخرايط يسيل لها لعاب علماء اللغات و التاريخ والارخيولوجى( دار المشرق بيروت ص 1980 – 1989). الشئ العجيب والذى يقرره علماء اليسوعية ( أن البحوث التى أجريت لمعرفة شخصية حبقوق نفسه لم تأت باية نتيجة ذات قيمة ) ص 1981 . قلت أنى أكتشفتحبقوقفىليتورجيةالذهبى الفم وفى لحظة البروسكوميذىأى أعداد البروسفورا للقداس وهنا لابد وأن نذكر اسم صاحب العيد وهذه ليست دعوة لمسكونية عشوائية وتلفيقيةومجاملاتية ’ بل دعوة للتوبة والعودة الى الاصول والجذور والى الخبزة الواحدة والكأس الواحد ونعود الى المواظبة على تعاليم الرسل والشركة وكسر الخبز والصلوات  (أعمال الرسل 2 :24)  وأنهاء هذا الكرنفال الطائفى السخيف جدا !!!!!) . وحينما عرفت  حبقوق ’ المعانق (بضم الميم وفتح العين)’  أمسكته وعانقته ولم أرخه ! هو شفيع كل انسان نكرة لا يذكره أحد من أصحاب عروش هذا الزمان الردئ  ’ ولكنه أستطاع هز عرش الله نفسه ! لقد قرر حبقوق أن يعانق الله نفسه ! بعد أن يأس من عناقات البشر وقبلاتهم اليهوذية الفحوى والمعنى والمنظر’ أمتدينون كانوا أم علمانيون ’ كلهم ’

فى نظر حبقوق ’ أوسخ من بعض !!!  الشى اللافت ان صرخة حبقوقهى صوت الوحى فيه أى الوحى الذى رأهحبقوق (1 ’1 ) .هنا نكتشف أن  الوحى الحقيقى ليس كلاما يطن وصنجا يرن أو تغييب للعقل ’ أو تقويل الله ما يريد أن يقوله كل دجال !  ’ بل هو رؤية تغير قلب الرأى نفسه وبها يغير مجرى الأحداث !أى نستطيع القول ببساطة أن الذى يصرخ ليس بالضبط حبقوق بل الصارخ فيه هو الله فيه (اليس هذه بديات اشراقات عن الذى سوف يحمل ’ يوما ’ ونحن نقترب من ميلاده ’ يسوع الذى لبس بشريتنا وصرخ بها وفيها ’ ألوى ألوى لما شبقتنى !  الهى الهى لماء تركتنى ؟)!(متى 27 : 26 ) وهنا مربط الفرس فى كل قضايا التنوير ’ أن الرأى أو المرسل أو المصلح أو المثقف أو الباحث أو الاكاديمى ’ أيا كانت ركائبه ’ هو حامل لصرخة الحق  فيه وما عليه الا أن يرعى هذه الصرخة الصارخة فيه ولا يكتمها مهما كان الثمن ! بل يطلقها فى سهر دائم وعلم وقرأة ودراسة وصراخ ودموع ومصاريف وسفر  ! والا صار نبيا كاذبا ومصلحا فاشلا ومحتجا مريضا ومثقفا جاهلا ودجالا  ! جلا جلابنضرب الودع !!!

((حتى متى !!!!!!!  يارب أدعوا وأنت لا تسمع ’ أصرخ اليك من الظلم وأنت لا تخلص )) هكذا ببساطة شديدة ! النبى الصغير والنكرة  ’ يلوم الرب شخصيا ! بعد أن اصابه اليأس والغم من الشكوى للبشر ! أعود للزمان الجميل (يابنى الشكوى لغير الله مذلة!!! ) قالها أهالينا وما فهمناهاش ! ’ النبى المعانق يتهم الرب بأنه عاجز عن أن يخلص !!! ولا يتكلم من فرغ بل بأدلة من الواقع الساقط (لم ترينى اثما وتبصر جورا . وقدامى اغتصاب وظلم ويحدث خصام ) وكأن النبى الصغير والنكرة يشهد على رذائل عصره والتىهى بجانب سفالات  عصرنا ! فضائل !!! لم يصرخ وبعدها ذهب للراحة ! عملنا اللى علينا والراجل مات والباقى على الله !فى كسل عقلى مريض   وتواكليةردئية وبذيئة و ومملة ومقززة ! وتشعر أن الجميع صاروا شوية شحاتين على باب الله وأبواب التاريخ وحفنة من المتسولين على أعتاب أبار النفط  وتبييض الاموال والاوف شور والمخدرات وأكلون  لحم الفقراء أخوة الرب ’ بل والمتاجرة بفقرهم ! الكل النهاردةبيسرق على حس أخوة الرب !   بل لم يعط لعيونه نوما ووقف على المرصد ليدرس ويفهم ويبحث وينتظر ! يقرا ويبحث ويدرس ويتألم ويتوجع ولا يحل مشاكله لا فى السيجار ولا فى قزازة الويسكى المضروبة ولافى  التحرش بملكات جمال هذا الدنيا (حاجة غريبة لقد أكتشفن التحرش بعد سنين طويلة !!! حد فاهم )ولا  بالسجود أمام رجال دين عصره !!! عصره وبس !!! الكاذابونواللىبيعملوا اله على صورتة شهواتهم ومأربهم ومطامعهم !دا مش كلامى ’ دا كلام اللىبيعانق الحقيقية ولا يهمه شئ ’ ياريت يكون عند المسيحيين الاسميين جرأة من يحزم نفسه بعبوة ناسفة ’ ويحزموا أنفسهم ويمنطقوها بمتفجرات الحق وويلبسوا درع الحق  وسيف الكلمة وخوذة الخلاص و النعمة ويحملوا ترس الايمان الواحد الرسولى ’ ويطفئوا وينسفوا جميع سهام الفكر الشرير   (أفسس 6 :11)’ والذى  يرتفع ضد معرفة الله الحقيقى ويهين الانسان ! ( لأنه ماذا نفع التمثال المنحوت حتى نحته صانعه أو السمبوك ومعلم الكذب ) حبق 1’ 18 ’ ويسمعوا ماذا تقول الحياة وماذا يقول التاريخ وماذا تقول الاحداث !!! وأمام هذا الاصرار وهذا الياس الخلاق والذهق المبدع والضجر الفهيم ’ لا يقدر الرب أن يصمت ( فأجابنى الرب وقال اكتب الرؤيا وانقشها على الالواح لكى يركض قائها لان الرؤيا بعد الى الميعاد وفى النهاية تأتى وتتكلم ولا تكذب !ان توانت فأنتظرها لأنه ستأتى أتيانا ولا تتأخر !!!) حبق 2 ويبدوا أن المصلحون اليوم لا رؤية لهم وهم لم ييأسوا بعد من تماثيلهم وأوثانهم الفكرية والدينية والصالوناتية ! وهنا أدعوا الجميع وخاصة اليأيسيين  ’ من الاصلاح ’ ما يضيعوش وقتهم بل أن يقدموا ياسهم وزهقهم ويتحدوا بحبقوق والذى سار ضد التيار وتحدى التاريخ والطبيعة ومعطيات زمانه وعاش رؤيته ليس (بسبب ) ولكن (بالرغم من )
Not because of , but in spite of !!!

(فمع أنه لا يزهر التين ولا يكون حمل فى الكروم ويكذب عمل الزيتونة والحقول لا تاصنع طعاما وينقطع الغنم من الحظيرة ولا بقر فى المذاود ’ لإانى ابتهج بالرب وافرح باله خلاصى الرب السيد قوتى ويجعل قدمى كالأيائل ويمشينى على مرتعفاتى )3 :18 .قال هذا الصرخة فى مجتمع زراعى الثقافة ’ ونقدر أن نقرأها فى مجتمع اليوم ( فمع أنه لا يبدع الناس ’ ولا يكون ثمر فى العقول ’ وتنتفخ  البطون ’ ويتأنثن الرجال ’ وتسترجل النساء ’ وينقطع الحب من الدنيا ’ وتسود الرشوة ’ وتتمخخ الرؤؤس ! وتقل الامانة من الناس ’ولا يوجد رجاء  فى المزود ’ ويكذب المنجمون ولو صدقوا ’ وتنتج المصانع  سموما ’ويزداد الأغنياء اللصوص  غنا ويزدهر الفقراء الأغبياء و المنافقون  لالا يثورون ’ فقرا ’ ويتعارك المسيحيون على الشكليات ’ وهم لا يفهمون شئفى الجوهريات ! ) ’ الا أننا  ’ ومن حقنا  ’ نحن اصدقاء كل حبقوقفى التاريخ منذ البداية الى اليوم ’ ’نحن الذين أنتهت الينا هذه الأيام الكالحة ثقافيا والباهتة دينيا والمنعزلة اجتماعيا والمسممة غذائيا  والهابطة فنيا ’  أن نبتهج ’ لاهوتيا وروحيا ’ بالرب ونفرح  ’ تاريخيا ’ باله خلاصنا ’ الرب السيد قوتنا والذى يجعل أقدامنا وعقولنا وشخصياتنا وهاماتنا ’ كالأيائل ويمشينا ’ بعز ’ على المرتقعات. أمين ليكن.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع