أعط عبدك قلبا فهيما .. أميز بين الخير والشر
سامية عياد
٥٦:
١١
ص +02:00 EET
السبت ٢ ديسمبر ٢٠١٧
عرض/ سامية عياد
".. أما الحكمة التى من فوق فهى طاهرة ثم مسالمة ، مترفقة ، مذعنة ، مملوءة رحمة وأثمارا صالحة .." الحكمة فضيلة تظهر عمل الفضائل الأخرى وبدونها يفقد الإنسان كل بركة فى حياته ..
نيافة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح وشمال افريقيا فى مقاله "الحكمة السمائية" أكد لنا أن فضيلة الحكمة هى فضيلة نازلة من فوق من عند الله بها تتحقق فاعلية الفضائل الأخرى وبدونها لن يستطيع الإنسان أن يصل الى هدفه مهما وصل الى درجة من الاجتهاد الروحى والخدمة ، بالحكمة أجاب يسوع عندما سئل هل تعطى الجزية لقيصر "أعطوا إذا ما لقيصر لقيصر وما لله لله" فهو لم يحرض الشعب على عدم دفع الجزية ، ولم يرفض أن يدفع الجزية، أن الحكمة تمنع الإنسان من أن يسلك بتحزب ، فالتحزب يؤدى الى الانقسام ، بمحبة يجب أن نناقش الأخرين للوصول الى رأى يقبله الجميع ، هكذا فعل الآباء الرسل فى مجمع أورشليم عند ظهور مشكلة التهود ، فلم يتحيز بطرس الرسول لرأيه ولا فعل بولس كذلك ، بل بروح الود طرحوا المشكلة وتوصلوا الى رأى واحد فسارت الكنيسة فى سلام ، فالبيت والكنيسة التى ترفض التحزب تعيش فى سلام .
أما عن سمات الحكمة السمائية فهى
أولا: طاهرة لا يكون وراءها شهوة خاصة بل يكون هدفها هو السعى لمجد الرب
ثانيا: مسالمة تسعى الى صنع السلام دائما لأن الاضطراب والخصومات تجعل كثيرين يفقدون رجاءهم ومحبتهم فى عمل الله ويفقدون سلامهم
، ثالثا: مترفقة لأن المحبة تتأنى وترفق على أخطاء من نتعامل معهم
رابعا : مذعنة بمعنى عدم التشدد فى الرأى ولا التمسك بوجهة النظر حتى أن كانت مناسبة ، خامسا: مملوءة رحمة وأثمارا صالحة فمن يسلك بحكمة تمتلىء حياته بالثمار الروحية الكثيرة.
هب لنا يا الله حكمة سمائية تقودنا الى الخير والمحبة والخدمة والسلام ، نسلك بها فى كل أمور حياتنا
.. لنطلب من الرب الحكمة كما طلبها سليمان الملك قائلا "أعط عبدك قلبا فهيما لأحكم على شعبك وأميز بين الخير والشر" ..