الأقباط متحدون | المجتمع والنهضه التى نرجوها5
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠١:٣٨ | الاربعاء ٢٠ ابريل ٢٠١١ | ١٢ برمودة ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٦٩ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

المجتمع والنهضه التى نرجوها5

الاربعاء ٢٠ ابريل ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 


إن المجتمعات الغربيه لم تتخلص من خرافات العصور الوسطى المظلمه وتدخل إلى عصر العلم الا على ايدى علمائها ومفكريها
اصحاب الرؤى المستقبليه والمشروعات الحضاريه المتكامله مثل فولتير وجان جاك روسو،جون ديوى،و ليس على ايدى رجال السياسه
كما هو سائد ودائم الحدوث فى مجتمعاتنا . ان اكبر اسباب الأنحدار المتوالى المستمر لمجتمعاتنا العربيه ـ العاشقه للتجييش و القطعنه والبرمجه ـ فى مختلف المجالات انها لا تتغير الا على ايدى السياسيين ، سواء أتباع التيارات السياسيه الدينيه أو السياسيه فقط ـ او من بيدة القوه ـ وهذا بسبب عدم صلاحية رجل السياسه لأحداث تغيير جذرى فى طبيعة الفرد وبنيته المعرفيه والعقليه الجمعيه للمجتمع ، تغيير تقدمى وبناء بمفرده،لأن رجل السياسه فى الغالب لا يهتم الا بخلق قاعدة شعبيه مصدقه لأقواله ـ وهو فى ذات الوقت على استعداد كامل وتام لألقاء جميع أقواله وكل ما يتشدق به من مبادئ و شعارات فى اقرب سله مهملات اذا تعارضت مع اغراضه ـ ولا يسعى الا لعقد التحالفات " المؤقته " للوصول الى السلطه و الحصول على المنصب الذى يمكنه من تحقيق اهدافه و مطامعه ومصالحه الشخصيه بغض النظر عن شكل وهوية ومضمون الوسيله المستخدمه او الناتج من الضحايا ،ولا يقدر العلم او يعترف بقيمته أو يحترمه الا ظاهرياً فقط لكسب اكبر عدد من الاصوات والأتباع والمؤيدين،ولكن باطنياً لا يعترف الا بالقوه والحلول السريعه والتغييرات الفجائيه،
بعكس المفكر " الحقيقى الغير مؤدلج ، الغير منافق سواء للسلطه او للجماهير ، الغير عميل ، فالتيارات الدينيه بارعه جداً جداً فى أختراق كافة التيارات والمؤسسات ، فالكثير من الأعلاميين والأدباء والمفكرين الذين يدعون التقدميه والليبراليه هم فى الحقيقه عملاء مستترين مخادعين يجب الأحتياط منهم وفضحهم . بينما رجل العلم لا يسلم بالظواهر او يأخذها على علاتها بل يبحث دائماً عن الاسباب الحقيقه ويسعى للتغيرات التدريجيه التراكميه والحلول الجذريه . إن الأكثريه من مختلف الفئات المهنيه والتوجهات والأيدلوجيات الفكريه والطبقات الأجتماعيه والمستويات التعليميه يتعاملون مع الثقافه والتثقف والتثقيف بتحيز وإنتقائيه شديده حيث لا يتم الأطلاع أو التقبل أو السماح بعرض او مناقشة أو التعبير عن أى معتقد او عقيده او قيمه او رأى أو منهج فكرى إلا إذا كان مؤيد ومتوافق مع التيار السائد والمسلم به من أقوال وأفكار ومعتقدات وعقائد،بينما اذا حاول أى مفكر أو باحث أو كاتب أن يدعوا الى معالجة او تغيير او استبدال الثقافه السائده بثقافه اخرى اكثر صلاحيه،او يرفض أو ينتقد أو حتى يدعوا الى أعادة الفحص والمراجعه والبحث فى ما هو سائد ومفروض ومقبول ومسلم به من عادات وتقاليد وقيم وتقييمات وتصنيفات واعراف وعقائد ومعتقدات وثوابت ومسلمات،أو أن يخرج عن دائرة المباح والمسموح بعرضه أو بمناقشته من أفكار ورؤى ونظريات لا يلقى الا العدائيه والهجوم والنبذ المجتمعى والأستهجان والقمع والتخويف والترهيب وتأليب وتحريض وأستنفار وتهييج العامه والسوقه والرعاع والدهماء والغوغائيين والجهله وأنصاف المتعلمين ـ لتحطيمه نفسياً ومعنوياً وأدبياً وأحياناً يصل الأمر إلى قتله وكالعاده الفاعل مجهول او مختل عقلياً ـ وتشريع القوانين المقيده لحرية التفكير والنقد والتعبير عن الرأى، وتجنيد وتأجير مرتزقة الفكر والإعلام المرئى والمسموع والمكتوب ، وكتاب ومثقفين أنتهازيين ظلاميين أميين سلفيين أصوليين لتسفيه أفكاره وأراءه ونعته بأقذع المسميات وأحط التشبيهات وتشويه ونهش سيرته وأتهامه بالجنون أو بالخيانه والعماله أو السعى الى نشر الرذيله والفسق والفجور والكفر والألحاد وخلخلة وزعزعة وهزهزة وطرقعة ثوابت المجتمع .
إن المجتمعات التلقينيه تخاف وترتعب من النقد وتعتبره مهدد لقيمتها وكيانها بسبب توحدها مع الفكره او المعتقد وعدم اعتيادها على الاختيار والفصل بين الذات والموضوع، وكذلك عدم اعتيادها على اعطاء الفرد او التيار الناقد المختلف التيار السائد أى حق أو فرصه
أو وسيله أو أمكانيه للدفاع عن أراؤه وأفكاره والرد على ما ينسب اليه من أتهامات ـ وأغلاق أى منفذ يستطيع من خلاله أن يمارس حقه فى التعبير عن أراءه وأفكاره ومعتقداته، ومصادرة أى عمل أبداعى من أنتاجه وربما أيضا مصادرة حياته كما حدث ومازال يحدث مع الكثير من الأدباء والمفكرين النقديين التقدميين،ولهذا لا نجد أى تفاعل أو فوران أو وهج فكرى أو ثقافى أو ابداعى أو تنويرى بل مجرد أرتعاشات تنويريه ما تلبث أن تخبو وتنطفئ ويتراجع صاحبها بفعل حاله القمع والتخويف والترهيب الشعبى وأحياناً كثيره الرسمى
) فى مجتمعاتنا لا يحق لنا البحث عن الحقيقه الا فى ميادين الوهم،ولا يسمح لنا بمحاربة النقل والتلقين الا بالمزيد من النقل والتلقين




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :