BBC تنشر وثائق مزعومة: مبارك قبل طلبا أمريكيا لتوطين فلسطينيين بمصر
أخبار مصرية | اليوم السابع
الاربعاء ٢٩ نوفمبر ٢٠١٧
نشرت هيئة الإذاعة البريطانية BBC، وثائق زعمت أن الرئيس الأسبق حسنى مبارك قبل طلبًا أمريكيًا بتوطين فلسطينيين فى مصر ضمن تسوية سياسية مع إسرائيل قبل أكثر من 30 عامًا.
وبحسب الوثائق التى يجرى "اليوم السابع" اتصالات مع مؤرخين ومسئولين فى وزارة الخارجية للتأكد من مدى صحتها، فإن مبارك استجاب للطلب الأمريكى مشترطًا التوصل لاتفاق على تسوية شاملة للصراع العربى الإسرائيلى بين كافة الأطراف.
وقالت "بى بى سى" على موقعها، إن الوثائق التى تنشرها حصريًا تم الإفراج عنها بمقتضى قانون حرية المعلومات فى بريطانيا.
وأشارت الوثائق، إلى أن مبارك كشف عن الطلب الأمريكى وموقفه منه خلال مباحثاته مع رئيسة الوزراء البريطانية مرجريت ثاتشر أثناء زيارته إلى لندن فى طريق عودته من واشنطن فى شهر فبراير عام 1983، حيث التقى بالرئيس الأمريكى رونالد ريجان.
وجاءت الزيارتان بعد 8 أشهر من غزو إسرائيل للبنان فى 6 يونيو 1982 بذريعة شن عملية عسكرية ضد منظمة التحرير الفلسطينية إثر محاولة اغتيال سفيرها فى بريطانيا، شلومو أرجوف على يد منظمة أبو نضال
واحتل الجيش الإسرائيلى، حينها، جنوب لبنان بعد هجمات واسعة النطاق على مقاتلين من منظمة التحرير الفلسطينية والجيش السورى ومنظمات إسلامية مسلحة فى لبنان.
وفى بداية الاحتلال، حاصر الجيش الإسرائيلى منظمة التحرير وبعض وحدات الجيش السورى فى بيروت الغربية. وبعد تدخل فيليب حبيب، المبعوث الأمريكى الخاص إلى الشرق الأوسط، انسحبت منظمة التحرير من غرب بيروت بعد دمار هائل أحدثته العملية العسكرية الإسرائيلية.
وفى مباحثاته مع ثاتشر فى لندن يوم 2 فبراير 1983، طرح مبارك تصوره بشأن التسوية فى الشرق الأوسط.
وحسب محضر جلسة المباحثات، فإن مبارك قال أنه عندما طُلب منه فى وقت سابق أن يقبل فلسطينيين من لبنان، فإنه أبلغ الولايات المتحدة أنه يمكن أن يفعل ذلك فقط كجزء من إطار عمل شامل لحل".
وأبدى مبارك استعداده لاستقبال مصر الفلسطينيين من لبنان رغم إدراكه للمخاطر التى تنطوى عليها مثل هذه الخطوة.
وأشار محضر المباحثات إلى أن مبارك قال إنه أبلغ (فيليب) حبيب بأنه يدفع الفلسطينيون إلى مغادرة لبنان تخاطر الولايات المتحدة بإثارة عشرات من المشكلات الصعبة فى دول أخرى.
وردت ثاتشر على هذا التحذير، ملمحة إلى أنه أيا تكن التسوية المستقبلية، فإنه لا يمكن أن يعود الفلسطينيون إلى فلسطين التاريخية، وقالت: "حتى إقامة دولة فلسطينية لا يمكن أن تؤدى إلى استيعاب كل فلسطينيى الشتات"، غير أن الدكتور بطرس غالى، وزير الدولة للشؤون الخارجية فى ذلك الوقت، رد على ثاتشر قائلا:"الفلسطينيون سيكون لديهم حينئذ، مع ذلك، جوازات سفر خاصة بهم، وسوف يتخذون مواقف مختلفة".
وأضاف غالى: "لا يجب أن يكون لدينا فى الواقع فقط دولة إسرائيلية وشتات يهودى، بل دولة فلسطينية صغيرة وشتات فلسطيني" أيضا.
وحسب الوثائق، فإن المباحثات لم تتطرق إلى أوضاع بقية اللاجئين الفلسطينيين خارج فلسطين. وعندما دون السكرتير الخاص لرئيسة الوزراء البريطانية محضر لقاء مبارك وثاتشر، مشددًا على ألا يُوزع إلا على نطاق ضيق للغاية.