الأقباط متحدون - للإرهاب دين!!
  • ٢٠:٤٥
  • الاثنين , ٢٧ نوفمبر ٢٠١٧
English version

للإرهاب دين!!

مقالات مختارة | بقلم:مجدي سرحان

٢٢: ١١ ص +02:00 EET

الاثنين ٢٧ نوفمبر ٢٠١٧

مجدي سرحان
مجدي سرحان

 بعد «جمعة مسجد الروضة السوداء».. سقطت كل أقنعة المتسترين بالدين وبفريضة نشر الدعوة.. الذين يتخذون من هذه الأقنعة رخصة للقتل والحرق والتخريب وسفك الدماء.. حتى أنهم أحلوا لأنفسهم قتل مسلمين موحدين وهم يقفون بين يدي الله مصلين عابدين ذاكرين.. في يوم هو عند الله عيد في الأرض وعيد في السماء.. بينما ترك السفاحون صلاة الجمعة التي أمر بها الله أمرا قدسيا لا يقبل مراوغة أو تأويلا.. ووقفوا رافعين راياتهم السوداء بأن «لا إله إلا الله» ليمطروا صدور هؤلاء المصلين برصاص الموت.. ليس ليقتلوهم فقط ولكن ليقتلوا معهم الدين نفسه.. ويغتالوا فيه روح السماحة والطيبة والسلام وقيم العدل والخير والوسطية والاعتدال.

 
<< بعض الناس
يرون في جريمة «مسجد الروضة» رسالة بأن الإرهاب لا دين له.. وأنه لا يميز بين مسلم أو مسيحي أو يهودي.. وأننا في نظر هؤلاء الإرهابيين لسنا إلا «قرابين» ينحرونها وقتما شاءوا طمعا في رضا الله والفوز بجنته.. وللأسف فإن هذه الرؤية رغم ما يبدو فيها من منطق وقبول.. إلا أنها لا تعكس حقيقة نظرة غير المسلمين لما يفعله المسلمون ـ أو المحسوبون على الإسلام ـ بأنفسهم وبدينهم.
ها هو الرئيس الأمريكي ترامب يعلق على مجزرة العريش قائلا:" يجب الابتعاد عن المسلمين بأكبر قدر ممكن".. ولم يقل:"الابتعاد عن المتطرفين".. بل يقول: "الابتعاد عن المسلمين" جميعهم!!
 
وها هي أيضاً
أنجيلا ميركل المستشارة الألمانية تصم كل المسلمين بالعار.. وتقول: «إن عدد سكان الهند والصين يتجاوز المليارين و500 مليون نسمة.. لديهم 150 ربا و800 عقيدة مختلفة.. ويعيشون مع بعضهم البعض بسلام.. بينما المسلمون لديهم رب واحد ونبي واحد وكتاب واحد.. وشوارع مدنهم مصبوغة بالدماء.. القاتل يصرخ (الله أكبر) والمقتول يصرخ (الله أكبر) أيضا»!!
هكذا يروننا.. ويرون أن الإرهاب له دين واحد.. هو الإسلام.. هذا هو ما فعلناه بأنفسنا.. بل ما فعله بنا هؤلاء السفهاء الذين ينحرون الرقاب تحت رايات التوحيد!!.
 
وللأسف
سيظل هذا حالنا.. طالما بقيت رؤوسنا مدفونة في الرمال.. وطالما بقينا مشغولين بشعارات فارغة جوفاء عن محاربة الإرهاب بالتوعية والتثقيف والتعليم وإصلاح الخطاب الديني وتحقيق العدالة الاجتماعية وتوفير فرص العمل للشباب وتقويم وتأديب الإعلام.. حتى لو اقترن ذلك بالحرب العسكرية والأمنية التي نراها ضرورية وواجبة.. لكنها قد لا تكفي لتحقيق الحسم والانتصار.. مالم ندرك أننا جميعا ..قاتلين ومقتولين.. ضحايا مخططات سياسية تآمرية استعمارية.. تسعى إلى تدميرنا وإغراقنا في طوفان الفوضى والخراب والتقسيم والتفتيت.. تحت رايات الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان.. تلك التي لا تقل خطورة وتضليلا عن رايات الإرهاب السوداء. 
نقلا عن الوطن
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع