أهل سيناء أدرى بشعابها
مقالات مختارة | حمدي رزق
الاثنين ٢٧ نوفمبر ٢٠١٧
قلبى مع الشيخ عيسى الخرافين، شيخ مشايخ قبائل سيناء، الشيخ الحزين يرفع طلباً ملحاً من مشايخ قبائل سيناء إلى وزير الدفاع الفريق أول صدقى صبحى بمشاركة القبائل جنباً إلى جنب مع قوات الجيش والشرطة فى حرب الإرهاب، ويطلب الموافقة على مطلبه المُلح بغية الثأر لدماء الشهداء من الجيش والشرطة والمدنيين بعد عملية الغدر فى مسجد الشهداء (مسجد الروضة قبل أن يرتوى بالدماء الطاهرة).
ليس بجديد على خُلُق شيخ المشايخ، يتكلم بلسان كل المشايخ الأحرار، ووقفتكم يا مشايخ مع جيشكم وشرطتكم مضرب الأمثال وبالسوابق تُعرفون، وتاريخكم الفاخر خير شاهد، وما تحررت سيناء إلا بعد أن ارتوت بدماء شباب مصر جميعاً، وفى مقدمتهم أبناء سيناء الحبيبة، وكان بينهم نفر من هؤلاء المشايخ المجاهدين.
يا شيخنا الجليل، لكُلٍّ مهمته، ولكُلٍّ واجبه، الجيش مهمته القتال، والسلاح فى أيدى الجيش بتكليف وطنى، أما القبائل فمهمتها حماية ظهر الجيش من كلاب النار، تدعم رجاله فى المواجهة، وتحمى ظهورهم إذا حُمَّ القتال، وتزود الأجهزة بالمؤن المعلوماتية بما يكفى لإجهاض العمليات الإرهابية قبل حدوثها، ومنع حدوثها بالتقفيل على حركة الإرهابيين، وشلِّهم تماماً، لو أحسنت القبائل حصار الإرهاب لكانت نهايته عاجلة ومؤكدة وبأقل قدر من الخسائر.
مهمة القبائل ليست القتال بالسلاح، لسنا أمام حرب قَبَلية، مهمتكم الوطنية العمل على الأرض، بتطهير التربة الصحراوية من الحشائش الضارة، وتشميس المكفِّرين، وحصار الشياطين، وضبط الحواكير، ومنع المتسللين، ورصد الجماعات الشاذة، والأفكار الشيطانية والجماعات الإرهابية، وتكوين حائط صد وقائى أمام مخططات استخباراتية باتت تضرب فى سويداء القلب، العملية الأخيرة ذبحت القلب.
القبائل ليست مهمتها القتال على الأرض، ولكن مهمتها قطع خطوط الاتصال، ومنع المدد اللوجيستى، والتضييق على حركة كلاب النارعلى الطرق والمدقات، الإرهابيون لا يتحركون فى خفية، ولا يعتمرون طاقية الإخفاء، ولكنهم يتحركون على خطوط التماس بين القبائل، وشيوخنا هم حراس سيناء الأصليون، وأهلها والعالمون ببواطنها، أهل سيناء أدرى بشعابها.
إذا عزمت القبائل وعقدت العزم كما تتحدَّث بعزمهم البيانات المتوالية والمتتابعة، والتى تُحرر بالدماء إثر كل عملية غادرة، إذا عزمت يا شيخنا فتوكل على الله، واضرب حصاراً على حركة الإرهاب شمالاً وإلى الشرق، معلوم لا تدب نملة فى سيناء إلا وشيخ القبيلة يعلمها، ولا تنيخ قافلة إلا والأرض تتسمَّع بها من تحت أقدامها، والإرهاب ليس بغريب عن الديار، كما أن تحركاته تقول إنه ابن الأرض، ليس غريباً عليها، ويعرف الخريطة حكر حكر، وإذا يجهلها هناك خونة أدلَّاء، ولو كانوا غرباء، لابد من كشف الغطاء القبلى عنهم وأمثالهم وتجريسهم وفضحهم ولفظهم يهيمون على وجوههم فى الصحراء، المطلوب من الكرماء بذل المزيد من العرق فى المعركة توفيراً للدم.
يقيناً، شيخ الخرافين لا يزايد وطنياً بل يتمنى صادقاً الموافقة على طلبه بالمشاركة، ونذر روحه للثأر، وسيناء مفتوحة للمشاركات الوطنية. الدور الوطنى المطلوب لا يحتاج إلى موافقة من أعلى ولكنه دور وطنى على الأرض نطلبه منكم وتأخرتم طويلاً حتى خطفت الديابة الأطفال من بين أحضان أمهاتهم وعلى مشهد من شيوخهم.
نقلا عن المصري اليوم