الأقباط متحدون - أنا كافرٌ بإسلامكم..!
  • ١٧:١٨
  • السبت , ٢٥ نوفمبر ٢٠١٧
English version

أنا كافرٌ بإسلامكم..!

مقالات مختارة | مجدي الجلاد

٠٠: ١٢ ص +02:00 EET

السبت ٢٥ نوفمبر ٢٠١٧

مجدي الجلاد
مجدي الجلاد

هل كانت أمي كافرة ؟! رأيتها صغيراً تُصلى فى جَوف الليل.. علّمتنى الصلاة قبل أن أدرك وجود الله.. وفى كل "جمعة" كان البيت، كل البيت، يرتدى ثوب السَّكينة أمام "الشيخ".. والشيخ هو "الشعراوي".. وحين زحف الشّيب إلى رأسها كانت تُصلى جالسة.. وفى النزع الأخير في "العناية المركزة" كانت تصلّي..!
 
هل كانت تستحق القتل وهى ساجدة..؟!
 
هل كان أبى مشركاً؟!

 
أكان يستحق الذبح لأن "جرجس وفايز" من أقرب أصدقائه؟! .. أم لأنه كان يرتاد مسجداً يؤم فيه المصلين شيخٌ بعمامة أزهرية؟! .. أم كان مشركاً خارجاً عن الدين الصحيح لأنه لم يجعل له أميراً بلحية غير مهذبة يأتمر بأمره.. حتى لو أفتاه بذبح أبنائه..؟!
 
هل كان الشيخ "غنيم" من الخوارج ؟!
 
يبدو أننى عشت مخدوعاً فى هذا الرجل .. كان صوفياً زاهداً .. يضرب الأرض بعصاه فى القرى والنجوع.. يطرق بابك وهو يردد "يا ساتر" .. لا يبتغى منك شيئاً.. جاء ليتلو القرآن الكريم فى صحن الدار.. كنا نسأله فى كل مرة "تاكل يا شيخ غنيم".. فيرد وعيناه تحلقان فى السماء "لقد أطعمني الله".. "طيب.. خُد القرشين دول" .. يرد غاضباً "رزقي ع الله يا حاج" .. لا تفعلها معه مرة أخرى .. فقط دع أطفالك يودعونه على الباب.. يضحك الرجل بوجهه المضيء، ويصيح "يلّا.. كل واحد يمد إيده فى جيبي وهوّه ورزقه"..!
 
فى جيوب "الشيخ غنيم" كل ما يعشقه الأطفال.. أحببت القرآن الكريم صغيراً لأنه يدخل بيتنا مع "حلويات" الشيخ غنيم..!
 
لو كان الرجل حياً الآن لقتلته بيدي لأنه كافر..!
 
هل كان الإمام محمد الغزالى زنديقاً..؟!
 
يبدو ذلك.. فالرجل كان من المجدّدين في الفكر الإسلامي.. كيف له أن يتجرأ على الثوابت الموروثة منذ مئات السنين؟! .. عاش حياته مناهضاً للتشدد والتطرف والغلو فى الدين، وألف كتاباً بعنوان "التعصب والتسامح بين المسيحية والإسلام".. مَن أميره الذى سمح له بالدعوة للتسامح والتعايش بين الأديان؟!.. كيف أفلت هذا "الزنديق" من جزِّ الرقبة ؟!
 
هل كان الرسول- صلى الله عليه وسلم، وهو المعصوم من الكذب- صادقاً؟!
 
قال خاتم الأنبياء "ألا أخبركم بالمؤمن: من أمنه الناس على أموالهم وأنفسهم، والمسلم من سلم الناس من لسانه ويده، والمجاهد من جاهد نفسه فى طاعة الله، والمهاجر من هجر الخطايا والذنوب" إسناده صحيح .. هل قالها النبي الحبيب فى حجة الوداع ليخدع أتباعه؟! .. أم تراه كان يوصى المسلمين بقتل السُّجّد الرُّكوع فى المساجد؟!
 
هل كان الله- سبحانه وتعالى وحاشاه- صادقاً ؟!
 
قال عز وجل "ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً" سورة النساء الآية 93.. وقال تعالى "ولا تقتلوا النفس التى حرم الله إلا بالحق ومن قتل مظلوماً فقد جعلنا لوليِّه سلطاناً فلا يُسرف فى القتل إنه كان منصوراً" سورة الإسراء الآية 33.
 
وهل كان رسوله الكريم على حق؟!
 
.. حين قال "كل المسلم على المسلم حرامٌ: دمه وماله وعرضه" رواه مسلم .. وحين قال "لَهدم الكعبة حجراً حجراً أهون على الله من قتل المسلم" .. و"من آذى مسلماً بغير حق فكأنما هدم بيت الله"..!
 
لن أصدّق أمي الساجدة الراكعة الحاجَّة لبيت الله.. ولن أتَّـبع أبى الذى كان يُعمِّر بيوت الله.. ولن أقتدى بـ"الشيخ غنيم" الوَرع التَّـقى الزاهد.. ولن أتعلم ديني من العلامة الإمام محمد الغزالي.. ولا من إمام الأئمة محمد متولى الشعراوي.. ولكن كيف لا أصدق رسولي الهادي الأمين.. وكيف أكفرُ بالله خالقى وخالقكم، ولا أتّخذ كتابه المحكم دستوراً لى؟!
 
أراكم يا من قتلتم المصلّين رجالاً وأطفالاً فى مسجد "الروضة" تدعون إلى دين جديد.. أهو الإسلام الذى ورثناه عن أجدادنا وآبائنا.. أم "إسلام جديد" يبيح دماء الآمنين فى الكنائس والمساجد؟!
 
لو كان هذا إسلامكم.. فلست على إسلامكم..!

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع