الأقباط متحدون - اتباع داعش الذين بيننا
  • ١٥:٥٦
  • السبت , ٢٥ نوفمبر ٢٠١٧
English version

اتباع داعش الذين بيننا

مقالات مختارة | بقلم : بولا وجيه

٠٠: ١٢ ص +02:00 EET

السبت ٢٥ نوفمبر ٢٠١٧

اتباع داعش الذين بيننا
اتباع داعش الذين بيننا

 بالأمس عندما انتهيت من محاضراتي في الجامعة بروسيا، خرجت وفتحت المواقع الإخبارية لأتصفح أحدث الأخبار في مصر، قرأت وبدأت بمتابعة الحادث الإرهابي الذي حدث في مسجد الروضة في شرق مصر.

 
وبطبيعة الحال حزنت ككل المصريين على تلك الدماء التي سفكت على الأرض، وهي خاشعة تصلي لله في يوم الجمعة في أحد بيوت الله. ولكن بالطبع لم يخل الأمر من بعض الإثارة أو الأكشن في مهمات ومانشتات أصحاب المشاريع الإعلامية، سواء مؤسسات صحفية، أو برامج تليفزيونية.
 
ولكن أكثر شيئين أثارا غضبي واستيائي، عنوان في إحدى الشبكات الإخبارية التي تنتمي للتيار الإسلامي، والتي وصفت بطبيعة الحال، شهداء الوطن في مسجد الروضة بلقب "الضحايا".
 
ولكن هذا لا يهمني كثيرًا، لأن من يقول من مات شهيدًا أم لا، هو الله سبحانه وتعالى فقط، ولسنا نحن -البشر-، فالله وحده هو الحاكم والأمر والعالم بكل شيء، وفي نهاية الأمر كل الأمور بيده هو وحده. ولكن الأكثر استفزازًا هي تلك المذيعة التي لم يكفها ما كانت فعلته قبل بضع سنوات، عندما أشعلت النار بين الأقباط والجيش في موقعة ماسبيرو، تلك المذبحة التي راح ضحيتها عشرات الأقباط.
 
تلك المذيعة -ولن أذكر اسمها- حتى لا يقال إنني أشهر بها، اليوم في برنامجها على إحدى الفضائيات، أجرت اتصالًا مع مسئول، وفي حديثها قالت: "كانوا بيقتلوا في الجيش وقولنا ماشي، كانوا بيقتلوا في المسيحيين وقولنا ماشي، لكن إزاي يقتلوا مسلمين!"
 
والسؤال الذي يفرض نفسه: كيف تقول مذيعة مثل هذه الكلمات، وهل معنى كوني مسيحيا، أني مستباح دمي وعرضي في بلدي! لا أدري، كيف يفكر البعض، ولكن خلال الساعات الماضية أدركت أن داعش ليست ذريعة المخابرات الأمريكية أو الحركات الصهيونية كما يدعي البعض، ولكنها مننا نحن، نحن من أوجدناها بأفكارنا المتطرفة.
 
خلال عشر دقائق على تويتر شاهدت تعليقات البعض على الحادث، قرأت كلامًا يجعلني متيقنًا أن هناك دواعش يحيون بيننا دون أن ندري. تخيل عندما تقرأ تصنيفًا للمسجد بأنه يتبع الطريقة الصوفية فلذلك فجروه، وهل كون المسجد يتبع الطريقة الصوفية، هذا يمنحهم حق قتل من فيه!، دعني أعبد الله ذلك الذي تقتل الناس تقربًا إليه دون أن تؤذيني.
 
من الأمس وأنا أتساءل: أبانا الذي في السموات، حدثونا قديمًا أنك المحبة!، ولكن كيف من يدعون أنهم يحبونك يقتلوننا!.
 
لا تصنفوا الإرهاب مسيحيا أو مسلما، هم خوارج العصر، وليست لهم ملة ولا دين، وكفى ارتخاء، ماذا سيفيد الثأر!، أنه على الإرهاب بدلًا من أن تنتظر الجريمة، ثم تقول سنثأر، قالوا قديمًا، الوقاية خير من العلاج.
نقلا عن فيتو
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع