الأقباط متحدون - عبدالله رشدي ومعاونه وثقافة التشوية!
  • ١٣:١٣
  • الجمعة , ٢٤ نوفمبر ٢٠١٧
English version

عبدالله رشدي ومعاونه وثقافة التشوية!

د. ماجد عزت اسرائيل

مساحة رأي

٠٩: ٠١ م +02:00 EET

الجمعة ٢٤ نوفمبر ٢٠١٧

عبدالله رشدي
عبدالله رشدي

د.ماجد عزت إسرائيل
   التشوية يعنى فى قاموس المعانى إعوجاج أو تحوير وتحريف وتشوية الحقيقة،وللتشوية أنواع منها التشوية الجسدى وهو ما تمارسة بعض الجماعات عن طريق خدش جزء من الجسم أو حرق الجلد أو الـــوشم أو الختان، وفي بعض الحالات، قـــد ينطبق المصطلح على معــاملة الجثث، مثل تشويه الجنود بعد قتلهم من قبل الأعـــداء،أو استغلال بعض الرهـــائن من الكــتاب والصحفين وتشويههم أو قتلهم أو التمثيل بجثثهم، وبثها عبر وسائل الإعلام المختلفة ونذكر على سبيل قتل الأمريكانيان  "جيمس فــولى" و الصحفى " ستيفن سوتلوف" فى 2 سبتمبر 2014م اعتراضاً على سياسة الولايات المتحدة الأمريكية .

    أما النوع الثانى فإنه التشوية الأخلاقى وهو تحويل الطبائع و الأخلاق الحميدة والأفكار الحسنة البنـائة، إلي أفكار قبيحة وهدامة مثل تحـــويل الكرم إلى البخل، والأخـلاق الحسنة إلى سيئة، أو الفكر العقلى إلى فكر شرير هــدفة التدمير، أو الصدق إلى كذب، أو الأشياء الحقـيقية إلى أشياء غير حقيقية (خيالية)

 وحيثما تكون هناك ثقافة  تشوية وعدم تقبل الآخر،تولد فكرة كراهية بجانب الإبادة وممارسة العنف،والتطهير لاستئصال الآخر المختلف،جنـــسياً ودينياً،وثقـافياً، وفى رؤيــة لهـذه الكوارث الإنسانية التى تســــود بعض المجتمــــعات والمؤسسات الدوليــة والمحـــلية،لم تجد المؤسسات الحقوقية العالمـية والمحلية مخرجاً لهـذه الأزمات، وخاصة إذا كنت هـــذه المؤسسات الحقوقية العالمية تساند دولة ما،أوجماعة ما داخل دولة؛ من أجـــل مصالحها الخاصة ، ولكن يأتى هــذا على حساب مصلحة الشعب ذاته وبعض الأفراد من مشاهير المجتمع،وهـذا ما يتعرض له المجتمع الحالى فى وقتنا الحالى.

  وهناك بعض العوامل التى ساهمت  فى أنتشار ظاهرة التشوية فى عالمـنا الحالى، منها  تعدد وسائل الأعلام بشتى أنواعها المقروئة والمسموعة والـمرئية،وزاد من أنتشـــار التشوية ظهور  الأنترنت والفيس بوك وتويتر،وتعـــدد بعض مواقـــع وسائل التــــواصل الاجتماعى نذكر منها الرياضى والسياسى والثقافى وعالم الموضة والزواج والتسوق والدعاية والأعلام والأعــلانات لبعض المنتجات الخاصة بالمأكولات والمشروبات ولعب الأطفــــال،وأدى التـطور السريع فى عالم الأنترنت إلى وجـــود جــماعات أيضًا؛ تخصصت فى سرقة المواقع أوالـبريد الالكتروني  الخاص ببعض المصالح أو المؤسسات أو الأفراد، واستغلالها لتحقيق مصالح لدول أو لجماعات أو لبعض الأفراد.

    وللتشوية  طرق ووسائل يمتلكها القائمون عليه وخاصة بمواقع التواصل الاجتماعى "الفيس بوك) منها الخديعة عن طريق كتابة تعليق  أو كلمة أو تلميح ثم بعد ذلك يتطور الأمر إلى كتابة  فقرة تحـــمل بين ثنايها أسلوب المدح والذم كما يعرف فى لغتـــنا العربية،حتى يصبح الـذم هو السائد من أجـــل التشوية،وهناك تشوية عن طريق الفــــوتوشوب باستخــدام الصور الشخصية لبعض الرؤساء أو الملوك أو المـــفكرين والمبدعين و المـشاهير من رجال السياسية والرياضة والفن والتشهير بهم ومحاولة تشويههم . وهناك تشوية صوتى أو تشوية تقليدى وهــو ما تعرض له الرئيس السابق "محمد حسنى مبارك"(1981-2011م) بعد ثورة 25 يناير 2011م من طبيبه الخاص عن طريق التسجيل الصوتى لمــبارك فى أثناء توقـــيع الكشف الطبى عليه وبثـــه عبر وسائل الأعلام.

    على أية حال،ما يتعرض له أقـباط مصر بالتكفير على لسان "ياسر برهامى"، و"سالم عبد الجليل" وأخيراً  عبدالله رشيدي ﺍﻟﺪﺍﻋﻴﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ الذي ﻧﺸﺒﺖ  بينه وبين الباحث الإسلامي أحمد عبده ماهر والمخرج مجدي أحمد على، ﻋﻘﺐ ﻣﺪﺍﺧﻠﺔ ﻭﻟﻴﺪ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ، ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺙ ﻣﺆﺳﺲ ﺍﺋﺘﻼﻑ ﺍﻟﺼﺤﺐ ﻭﺍﻵﻝ، ﺧﻼﻝ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ "ﻫﻨﺎ ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ" ﻣﻊ ﺍﻹﻋﻼﻣﻴﺔ ﺑﺴﻤﺔ ﻭﻫﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﻨﺎﺓ "ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ"، أثناء مناقشة تجسيد الأنبياء في الأعمال الفنية. وحيث ذكر "وليد إسماعيل" قائلاً : ﺇﻥ " أحمد ﻣﺎﻫﺮ" ﺴﺐ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﻭﻭﺻﻔﻪ ﺑﺎﻟﺼﻨﻢ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺭﺍﺩ "عبدالله ﺭﺷﺪﻱ" ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺮ ﺭﺩ "ﻣﺎﻫﺮ" ﻗﺎﺋﻼ: "ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻠﻲ ﺑﻴﺘﻜﻠﻢ ﻣﺠﻨﻮﻥ ﺧﻠﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﻊ ﻋﺎﻗﻞ»" ﻭﻟﻜﻦ ﺃﺻﺮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺭﺷﺪﻱ ﻓﻲ ﺗﻮﺟﻴﻪ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻷﺣﻤﺪ ﻋﺒﺪﻩ ﻣﺎﻫﺮ، ﺍﻟﺬﻱ ﺭﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺎﺋﻼ :"ﻫﻮ ﺇﻧﺖ ﻣﺶ ﻗﻟﺖ ﻗﺒﻞ ﻛﺪﻩ ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻦ ﻛﻔﺎﺭ"، ﻭﺃﺟﺎﺏ  الداعية الهمام "ﺭﺷﺪﻱ"، ﺃﻧﻪ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ، وذكر  ﻗﺎﺋﻼ: "ﺃﻳﻮﺓ ﻗﻟﺖ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻦ ﻛﻔﺎﺭ ﻭﻫﻤﺎ ﻛﻔﺎﺭ" ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺩﻯ ﻻﻧﺴﺤﺎﺏ مجدي أحمد على مخرج فيلم "مولانا"، وﺃﺣﻤﺪ ﻋﺒﺪﻩ ﻣﺎﻫﺮ، ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ، بعد مشادة مع عبدالله رشدي. وذلك تعد المره الثانيه التي يكفر فيها عبدالله رشدي المسيحيين حيث سبق و تم احالته للتحقيق داخل وزارة الأوقاف فى مايو الماضى بعد تكفيره للأقباط علي شاة التلفزيون.

   وبعد ذلك تناول بعض الكتاب المستنيرون الدعوة للتنوير وهنا نذكر على سبيل المثال وليس الحصر ما كتبه الدكتور خالد منتصر على صفحته الخاصة بالتواصل الاجتماعى "الفيس بوك" فى دعوته للكتاب بمقاطعة برنامج بسمة وهبي، بينما تناول الكتاب "حمدي رزق" بمقالته  بعنوان " مكفراتى المسيحيين" بجريدة المصري اليوم حيث ذكر قائلا:" لا عبدالله رشدى هيتغير ويغير أقواله، ولا الفضائيات هتتغير وتغير جلدها، جلد ثعابين تبخ سماً فى حق المسيحيين، عبدالله رشدى مكفراتى المسيحيين لن يتوب عن تكفيرهم، ومتى استضفتموه سيكفرهم مجددا، هذه بضاعته المسمومة يطوف بها على الفضائيات، وبعض الفضائيات تبحث عن البضاعة الجاهزة للإثارة، بِئْسَ ما تشتهون"، أما الكاتب "شريف الشوباشي" فعلق قائلاً:" أن غالبية المشايخ يؤمنون بما قاله عبد الله رشدي بأن المسيحيين كفار ومآلهم جهنم..." . وللعلم ليس عبدالله رشدي وحده بل هناك معاونه مثل المذيعة بسمة وهبة والشيخ  وجدى غنيم وسالم عبد الجليل والشيخ ياسر برهامي وغيرهم يجب أن تتم محاكمتهم. وبالفعل قدم المستشار "نجيب جبرائيل" بلاغا للنائب العام بعريضة برقم (13607)عرائض النائب العام ضد الشيخ عبد الله لازدراء الدين المسيحي وزعزعة الاستقرار والأمن الوطني، وتعبير كلمة شركاء الوطن لا يعطى للمتطاول براءة من الطعن فى عقيدة الآخر فهل يمكن ان ادعوا جارى المسيحى على الغذاء وأن اقول له أكرمك من أجل أنك كافر، أرى أنه منتهى الغباء والتعلل بان المسيحين شركاء الوطن وأن تكفيرهم فى عقيدتهم منتهى الغباء فضلا على مخالفته للقرآن الكريم.

  هؤلاء المكفراتية ليس نموذجاً فى المجتمع المصري، بل هناك العديد من الكتاب والمشايخ المستنيرين يريدون أن يعيش المجتمع فى سلام ومحبة. وأخيراً .. ليتنا نفحص نفوسنا ونحاول علاجها من الحقد والكراهية والغـيرة حتى لا نصل إلى مرحلة تشويه شخص ما أو جماعة أو طائفة من أجل الحصول على مكانه أو أمـــــواله أو موقعه أو أى شىء آخر،وحتى لا يصبح التشويه مرضاً مزمناً علينا العودة إلى تقاليدناً وقيمناً وثقافتناً. 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع