دولة فاجرة ومجرمة

د. مينا ملاك عازر
ترى عزيزي القارئ، ما هي الدولة الفاجرة المجرمة؟ ما توصيفها؟ ما أفعالها؟ أظنك مثلي تريد التفكير والتأمل في هذه المسألة الحاسمة.
 

أعتقد أن الدولة الفاجرة، هي التي ترتكب الجرائم ثم تتهم شركائها وحدهم في ارتكاب تلك الجرائم المؤسفة، كما تفعل بعض البلدان التي تمول الإرهاب وتمده بالسلاح والأفكار ثم تقاطع دول وتوجه ضربات عسكرية لأخرى بحجة أن هذه الدول تمول الإرهاب وتأويه مع أنهم شركائها فيما كانوا ولا زالوا يفعلونه.

أعتقد أن الدول الفاجرة المجرمة، هي تلك الدول التي تخطف رؤساء الدول الصديقة وتوقفهم أو توقف رؤساء وزراء دول شقيقة وتقيد إقامتهم وتجبرهم على تقديم استقالتهم، وتدفعهم للهجوم على دول أخرى سواء كانوا يستحقون الهجوم أو غيره، سواء كانوا متورطين في ما اتهموا به أو لا، لكن من المعروف أن الهجوم عليهم من قبل رئيس الوزراء هذا لن يؤدي إلا إلى إشعال بلاده، وهذا هو قمة الفجور، أن تسعى لإشعال الفتن في بلاد غيرك وتنفي بمنتهى البجاحة بل والوقاحة أن رئيس الوزراء هذا موقوف أو محددة إقامته، وتستدعي القنوات التليفزيونية لإجراء اللقاءات التلفزيونية معه بداعي نفي جريمتك الفاجرة هذه.

الدول الفاجرة المجرمة هي التي تستولي على أراضي الغير مستغلة فقره وضيق أوضاعه المادية والمالية وتضغط عليه بقطع المعونات، ومنع إرسال النفط بداعي إذلاله ليخضع وينفذ اتفاقية مشكوك في دستوريتها، وملوثة بموافقة مجلس مشكوك في.... ومرفوضة تلك الاتفاقية شعبياً، وحين تستلم الأرض تنفي أنك كنت تريدها، وتذهب إلى أنك إتعزمت عليها، وأصحاب الأرض الأصليين حلفوا عليك ميت حلفان لا أنت واخدها، فأخذتها وأنت مكسوف مع أنك ما عندكش دم أصلاً وبتاكل أراضي كل جيرانك وبتبلعها في كرشك ولا مؤاخذة.
 

الدول الفاجرة المجرمة، هي التي تفعل كل هذا معاً ولا يكسو وجهها حمرة الخجل، هي التي تفعل كل هذا معاً، وليس فعلاً واحد من هذه الأفعال منفردة، لكن الشرط أن تفعله كله مع بعضه، تفتكروا مين إللي ينطبق عليه صفة الدولة الفاجرة المجرمة؟
 

أسهلها على حضرتك، الدولة الفاجرة المجرمة هي التي تفعل إضافةلما سبق كله ضربات جوية ضد جيرانها بداعي الحفاظ على الشرعية، وهي في نفس الوقت تجوع شعب جيرانها وتتركه فريسة للأوبئة القاتلة، وفي نفس الوقت وهي تحارب من أجل الشرعية تمول تنظيمات إرهابية في دول أخرى تحاول إسقاط الشرعية عن أنظمة شقيقة، وتقوم بهذا كله في منتهى البجاحة والوقاحة والفجر والإجرام دون أن يكسو وجهها شيء من الخجل.
 

قبل أن أنهي المقالة أسمح لي صديقي القارئ، ودون رابط بين ما سبق وما هو آت أن أهنئ رئيس وزراء لبنان الحالي السيد سعد الحريري بفك سجنه وتحريره وعودته لبلاده حراً معافاً، وأهنئ لبنان لتجاوزها الأزمة التي كادت أن تقع فيها ولأهنئها على حكمائها الذين أدركوا أن استقالة رئيس وزرائهم لم تكن مقصودة ولا بإرادته، فلم يتصادموا وينولوا الدول الفاجرة المجرمة مرادها وتهنئة للفرنسيين برئيسهم الذي حرر مواطن بلاده، ونفذ سياسات بلاده المهتمة برعاية البلاد الصديقة وتحية للرئيس السيسي الذي أيد الشرعية دون النظر لصداقاته مع بلاد لا تقدر الشرعية إلا فيما هو على هواها.

المختصر المفيد أين أنت يا حمرة الخجل؟ويا مقاطعة لتقاطعي باقي الدول الممولة للإرهاب والفاجرة المجرمة.