بقلم : حليم أسكندر

خرجت مظاهرات عارمة في محافظة قنا جنوبي مصر معلنة رفضها لتعيين محافظ قبطي جديد للمحافظة وهو اللواء عماد ميخائيل شحاتة ، يأتي ذلك عقب إقالة المحافظ السابق اللواء مجدي أيوب اسكندر، والمعروف أن محافظ قنا السابق كان محل سخط جميع الأقباط وكانت فترة ولايته كمحافظ لقنا فترة عصيبة للأقباط هناك لأنه اتخذ من الانحياز للأغلبية المسلمة خطاً ومنهجاً ومسلكاً وذلك لاعتقاده أن ذلك ينفي عنه شبهة التحيز للمسيحيين لكونه مسيحي الديانة !!! وكان من الأجدر به أن يكون عادلاً ولا يميز بين شخص وأخر بسبب ديانته !! فهو محافظ لقنا بأقباطها ومسلميها ومن ثم كان يجب أن يكون منهجه هو العدالة والمساواة بين جميع أبناء قنا بصرف النظر عن الدين أو اللون أو الجنس " وبمعني أدق كان ينبغي عليه أن يطبق القانون " طبقاً لنص المادة { 40 } من الدستور والتي تنص علي أن :
المواطنون لدى القانون سواء، وهم متساوون في الحقوق والواجبات العامة، لا تمييز بينهم في ذلك بسبب الجنس أو الأصل أو اللغة أو الدين أو العقيدة.

ورغم انحياز المحافظ السابق للاغلبيه المسلمة علي حساب الأقباط الذين فرحوا كثيراً بعد أن تمت إقالة المحافظ السابق إلا أن المظاهرات الحاشدة من الأخوة المسلمين خرجت في شوارع قنا تعلن رفضها التام لتعيين محافظ " مسيحي الديانة " كمحافظ لقنا !!!
وتجمع الآلاف منهم علي طريق مصر أسوان السريع وقاموا بقطعه وإغلاقه أمام حركة السيارات وكذلك الأمر بالنسبة لطريق قنا البحر الأحمر ، كما قامت مجموعات منهم بقطع مزلقان السكة الحديد بالقرب من ميدان سيدي عبد الرحيم قناوي !! و هدد عدد من أقطاب السلفيين عبر مكبرات الصوت و يناصرهم تيار الإخوان المسلمين بأنهم سوف يلجأون كعائلات لحمل السلاح و فرض مطالبهم بالقوة في حالة عدم الاستجابة لمطالبهم من جانب مجلس الوزراء والمجلس العسكري .

وردد المتظاهرين هتافات طائفية منها :-

ميخائيل باطل ... ميخائيل باطل
لا إلا الله... ميخائيل عدو الله
لا اله إلا الله ... النصراني عدو الله
يا أيوب قول لآخوك ... الصعايدة هيدبحوك

وندد أحد المتظاهرين مستنكراً تعيين محافظ " كافر " بينما الغالبية العظمي من سكان قنا مسلمين !!! وقال أخر بمنتهي الغضب والحدة : مسيحي لا مسيحي لا !!!!

المؤسف أن رفض المحافظ الجديد " قبل أن يصل إلي المحافظة " ليس لسبب سوي انه " مسيحي ومسيحي فقط " !!!

أين هي المواطنة ؟ أين هي المساواة ؟ أين قبول الأخر ؟ أين لهم مالنا وعليهم ما علينا ؟ ما معني رفع علم السعودية بجانب العلم المصري ؟

أيها السادة أنا لا أدافع عن اللواء عماد شحاتة ميخائيل واستطيع أن اجزم أن أقباط قنا بعد أن عانوا الامرين أيام المحافظ القبطي السابق يفضلون أن يكون المحافظ مسلماً عادلاً من أن يكون قبطياً متحيزاً !!!
وأنا شخصيا أشاركهم هذا الرأي وكنت أتمني ألا يتم تعيين محافظ قبطي علي الإطلاق طالما كان مرتعشاً ولا يعامل الجميع بالعدل والمساواة ولا تهمني ديانة الرئيس أو المحافظ علي الإطلاق وإنما كل ما يهمني أن يكون إنساناً كفؤاً وعادلاً وجديراً بمنصبه !!! أتمني أن يأتي اليوم الذي لا نذكر فيه ديانة المحافظ بل مصريته وهذا هو المعيار الأساسي للتعامل بين الجميع بالإضافة إلي السمات الشخصية والكفاءة !!

أنا هنا أدافع عن مصر، أدافع عن مصريتي وأدافع عن مبدأ المواطنة !!! يا سادة أما آن الأوان أن تكون الكفاءة هي معيار الاختيار ؟ ما دخل ديانة المحافظ في قبوله أو رفضه؟
المحافظ منصب سياسي ودوره إداري تنظيمي بحت !!! وبالتالي لا دخل له بأمور الدين علي الإطلاق !!!
هل المطلوب من المحافظ أن يؤم الناس في الصلاة ؟ هل المطلوب من المحافظ أن يجمع من الناس أموال الزكاة ؟ أو أن يرأس قافلة الحجاج ؟ أو أن يقوم بمراسم الزواج والطلاق وتوزيع الميراث بين الناس ؟

لو كان الأمر كذلك لكانت الاحتجاجات مبررة ومقبولة !!! لو تمت الاحتجاجات بعد أن تسلم مهام منصبة وبعد إصدار قرار ما اضر بمصلحة المحافظة أو فئة ما من الناس كانت الاحتجاجات مقبولة ومبررة؟

أرجو أن يتدخل المجلس العسكري والدكتور عصام شرف رئيس الوزراء من اجل إخماد الفتنة المشتعلة في محافظة قنا وإعادة الأمن والاستقرار وتفعيل مبدأ المواطنة في جميع أنحاء بلدنا الحبيب مصر و حما الله مصرنا الحبيبة من كل سوء!!

 لمشاهدة انقر هنا

كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها

تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :