الأقباط متحدون - الله لم يعطنا روح الفشل .. بل روح القوة
  • ٢٠:٠٩
  • الثلاثاء , ٢١ نوفمبر ٢٠١٧
English version

الله لم يعطنا روح الفشل .. بل روح القوة

سامية عياد

مع الكرازة

٣٨: ١٢ م +02:00 EET

الثلاثاء ٢١ نوفمبر ٢٠١٧

تعبيرية
تعبيرية

21/11/2017
عرض/ سامية عياد

القوة لا تعنى العنف فالعنف ما هو ألا تعبير عن الضعف ، بينما القوة تعنى التسلح بالإيمان الحقيقى الذى لا يتزعزع النابع من المحبة القوية التى تحتمل وتصبر والصلاة القوية التى تخرج بحرارة من القلب فيستجيب لها الرب ..

نيافة الأنبا بنيامين فى مقاله "مفهوم القوة" حدثنا عن معنى القوة واهم صورها ، القوة تعنى النصرة على الخطية والتحلى بالفضائل والتمسك بالحق وتظهر القوة فى عدة صور أهمها أولا : قوة  المحبة ، فالمحبة تعنى البذل والعطاء من أجل الغير هكذا أحبنا الرب يسوع حتى الموت وأيضا هكذا أحب الشهداء الله حتى الموت أن "المحبة قوية كالموت .. مياه كثيرة لا تستطيع أن تطفىء المحبة .." ، المحبة تمنح الصبر والاحتمال على أخطاء الغير لأن المحبة لا تسقط أبدا بل تحتمل وتصبر وترجو كل شىء ، لقد احتمل الرب إنكار بطرس وشك توما وهروب التلاميذ وقت آلامه لأنه هو الحب ذاته ويريدنا أن نكون مثله أقوياء فى المحبة التى تستر إساءات البشر وتقدم حبا للأعداء وبركة لمن يلعن "باركوا لأعينكم .. صلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم.." .

ثانيا : القوة تبدو فى حرارة وعمق الصلاة النابعة من القلب التى تصل الى أذن الله بسرعة فيستجيب الرب لها ، هكذا حين صلوا الآباء الرسل تزعزع المكان الذين كانوا مجتمعين فيه وامتلأ الجميع من الروح القدس ، وهكذا كانت قوة الصلاة التى نقلت جبل المقطم ومن الكتاب المقدس أمثلة كثيرة مثل نازفة الدم حين لمست هدب ثوب السيد المسيح ، وصلاة القديس اسطفانوس وهو ينال اكليل الشهادة وغيرها من الأمثلة .

القوة تعنى الانتصار على الحروب الشيطانية من خلال المحبة القوية والصلاة القوية وبقدر قوة الثبات فى محبة الله وعمق الصلاة بقدر ما يتحقق الثبات المؤدى الى النصرة على أى مقاومة شريرة وهذا يتطلب الجهاد الروحى المستمر ضد الخطية "لم تقاوموا بعد حتى الدم مجاهدين ضد الخطية" .
هب لنا يا الله أن نكون أقوياء بمحبتك ومحبة الأخرين ، أقوياء فى صلاتنا ، منتصرين على الخطية بالجهاد الروحى المستمر ، نكون كالجبال الشامخة أمام الضغوط ..