ذكاء عمرو موسى..
مقالات مختارة | حمدي رزق
الثلاثاء ٢١ نوفمبر ٢٠١٧
المهم أن تعرف أين تقف وتحترم سنك وتاريخك، وتبقى فى ذاكرة الشعب معززاً مكرماً، وتفعل مثل عمرو موسى تعرف متى تترشح وجوبياً، ومتى تمتنع عن الترشح اختيارياً، وتقف من وطنك وشعبك منصفاً، لا تعاند ولا تكابر ولا تكايد، حسناً فعل، وتجنب إغراءات الترشح لرئاسة الجمهورية، مضى قطار العمر.
ليت قومى يفقهون، الانتخابات الرئاسية المقبلة ليست نزهة خلوية، يفضل للشيوخ المشى على التراك لتليين العضلات، وخفض مستويات السكر والضغط والكوليسترول فى الدم، وإراحة الأعصاب وضمان نوم هادئ بعد عمر صاخب، والرئاسة فى مصر من الأعمال السياسية الشاقة، لم تعد مغنماً، وكما قال طيب الذكر المستشار عدلى منصور بعد عام رئاسة واحد، الجلوس على كرسى الرئاسة كالجلوس على جمرة من النار، من ذا الذى يروم مقعداً يحرق صاحبه.
نعم من حق كل مواطن مصرى الترشح رئاسياً، والدستور يؤمّن لكل مصرى هذا الحق طالما توافرت فيه الشروط الواجبة، ويتمتع بالأهلية السياسية، واللياقة الصحية والعقلية، ويجمع ما نص عليه القانون من تزكيات شعبية أو برلمانية أو كلتيهما معا، ولكن هل هذا كافٍ لقيادة وطن فى ظرف تاريخى خلاصته « نكون أو لا نكون».
لو أنصفوا، فليخلِ المرشحون المزمنون الساحة لوجوه شابة تبشّر بالخير، فإذا كانت هذه الولاية محسومة تقريباً للمرشح الرئيس لاستكمال برنامجه الطموح، أقلها سيكتسبون خبرة لقادم الأيام، حذار.. بعد أربع سنوات من الآن لن نجد مرشحاً مؤهلاً لمسؤوليات الحكم، دعوا الشباب يترشح واحتضنوه.. لا تقبّحوه.
المعاندة السياسية والمكابرة الشخصية، وأنا لها، وقدها وقدود، ليست مؤهلات مرشح رئاسى لدولة فى حجم مصر بمشكلاتها ومتاعبها وقلقها على الحاضر وتطلعها إلى المستقبل، يستحيل الماضى يحكم مجدداً، الماضى لن يحكم الحاضر، والمستقبل لشبابنا، فلنعتبر الانتخابات المقبلة تمريناً سياسياً جاداً لوجوه جديدة تحمل البشرى، وتجدد الدماء، وتطرح أفكاراً تمكث فى الأرض.
من كان ينوى الترشح نكاية فى السيسى، ما هكذا تورد الإبل، السيسى سيحترم الدستور، الرئاسة مدتان، وقطع الطريق على القائلين بالمد والتمديد، وضرب مثلاً، الإيثار صنعة الشطار، والشاطر الأريب من يقف فى الموضع الصحيح فى التوقيت الصحيح، فإذا فاتك قطار العمر لا تلهث وراءه، اترك من يملك سرعة العدو يلحق بالقطار.
إدمان الترشح ظهوراً، وتكرار الأسماء التى خاضت تجارب سابقة كمرشحين محتملين يحجب عن الوطن رؤية ضوء النهار، لن نصبر على طعام واحد، وحتما ولابد أن يتخفف الشعب من عبء وجوهه القديمة، حكمة الشيوخ مطلوبة استشارياً وليس رئاسياً، يستحيل أن نظل ندور فى حلقة مفرغة من الأسماء الواعدة، ثلاثة أربعة أسماء تتوجه إليهم الأنظار كل انتخابات رئاسية، هذا لا يستقيم بحال من الأحوال.
أين كان إيمانويل ماكرون رئيس فرنسا قبلاً، ومن أين جاء قبيل الانتخابات الرئاسية، وكيف بلغ الإليزيه مخلفاً وراءه عمالقة السياسة الفرنسية وقادة أحزابها التاريخية يتعجبون، الرئاسات فى العالم تغير وجوهها، ونحن نرتدى نفس الوجوه، وتظهر علينا نفس الوجوه، بنفس الحديث المكرور، فلتتجنب ترشيح هذه الوجوه المحروقة هذه الانتخابات لوجه الوطن
نقلا عن المصري اليوم