الأقباط متحدون - براءة أثيوبيا
  • ٠١:١٢
  • الاثنين , ٢٠ نوفمبر ٢٠١٧
English version

براءة أثيوبيا

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٠٠: ١٢ ص +02:00 EET

الاثنين ٢٠ نوفمبر ٢٠١٧

مزرعة سمكية
مزرعة سمكية

د. مينا ملاك عازر
رغم كشف وزارة الري أن الأثيوبيين يتلاعبون معنا، وبرغم أن المفاوضات توقفت بيننا وبين السودانيين والإثيوبيين في جولتها السابعة عشر،
وبرغم قلق المصريون وانتقال الملف لوزارة الخارجية، إلا أنني أشعر بالاطمئنان البالغ بعدما طمأن سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي المصريين على أنه لا مساس بنقطة مياه واحدة من حصة مصر، جاء ذلك أثناء افتتاحه لأكبر مزرعة سمكية في الشرق الأوسط.

الرئيس وقتها صرح بتصريحات كثيرة، نفى أن الجيش يتقاضى أموال على مجهوداته لرفعة بلادنا الحبيبة مصر، وأكد أن المزرعة السمكية المفتوحة ستنقلنا نقلة كبيرة في مجال الاستزراع السمكي وإنتاج الأسماك وتصنيعها وبيعها للمواطن، فمئات الأطنان من السمك بانتظار المصريين يومياً، وبعيداً عن الاهتمام المصري بالنقلة السمكية التي نحن بصددها بسبب مزرعة غاليون المفتتحة بكفر الشيخ إلا أن الرئيس برء الإثيوبيين، وطمأننا من جانبه على  أن الأمر تحت السيطرة.

لكن وهنا أضع خطوط كثيرة، وأوضح قائلاً لقد ألقى الرئيس بالكرة في ملعب وزارة الري، حيث أشار وبوضوح أنها غير محكمة رقابتها على استخدام مياه الزراعة, كذلك معها وزارة الزراعة حيث أن زراعة الأرز التي نزرعها في مصر تكلف مصر الملايين من الأمتار المكعبة من المياه التي نحن بحاجة لها لا جدال في هذا، وعلى وزارة الري إحكام رقابتهم وإيجاد طرق بديلة لري الأرز بالذات ذلك المحصول الذي يتكلف زراعته المياه الكثيرة.

أقلق في الحقيقة من فهم الحكومة المصرية لتصريحات الرئيس، فربما تمنع زراعة الأرز الموسم القادم كما فعلت في الدجاج حين ألغت الجمارك على المستورد منه فاستفاد البعض وتضرر المنتجين المحليين ثم عادت وأعادت الجمارك فتضرر المستهلك وولعت الأسعار، منع زراعة الأرز لحل أزمة المياه ستنجم عنها كارثة إنسانية زراعية في الطعام، فهل ترحمنا الحكومة وتفهم تصريحات الرئيس في سياقها السليم، بأننا بحاجة لرقابة سليمة وأمن مائي نوفره لأنفسنا بطرق ري حديثة في كل المحاصيل وليس الأرز فقط، أم أننا بأنتظار كارثة إنسانية قريباً.

أعترف أننا نتسبب في إهدار الملايين من المياه، لكن الرئيس أيضاً أعطى تعليمات ووعود بأن ثمة محطة كبرى في مجال تحلية المياه ومعالجتها ستقام في شرق التفريعة لتقدم يومياً خمسة ملايين متر مكعب مياه معالجة، معالجة ثلاثية لتوفر الكثير من المياه في الزراعة وغيرها ناهيك عن محطات تحلية المياه التي تقوم ببنائها شركات كبرى والقوات المسلحة في شمال سيناء وغيرها من ربوع مصر.

المختصر المفيد يا رب استروالحكومة تفهم وإثيوبيا ما تغدرش.