هل يقبل المجتمع المصرى بعاداته وموروثاته فكرة تجنيد الفتيات؟!
الجنس الناعم.. هل ينضم لقوة الجيش المصري؟
السيدات:
تتطوع الفتيات اللاتي يمارسن الرياضات العنيفة لأنهن أقدر على التحمل والدفاع عن النفس
الفتيات أثبتت وجودها وقدرتها على الاحتمال في مظاهرات واعتصمات ميدان التحرير
التجربة نجحت فلماذا لا ندرب الفتيات على الدفاع عن أنفسهن والغير
عدم وجود تكافؤ في القوة بين الرجل والمرأة
أنا ما عنديش بنات تتجوز قبل ما تخلص جيشها!
الرجال:
"خدمة الوطن" هي الدافع لتطوع أي فتاة في الجيش أو الشرطة
البلاد تمر بمرحلة عصيبة وتحتاج لجهود أبنائها رجالًا و نساء
المرأة استطاعت أن تثبت نفسها في مجالات عديدة
يجب حساب الصعاب والمخاطر التي تتعرض لها الفتاة
مش كفاية بيحاربونا في أكل عيشنا؟!
كتبت: ميرفت عياد
أنشأ عدد من الفتيات "جروب" على الفيس بوك تحت عنوان "الحملة القومية لتجنيد البنات"، بهدف مناشدة المشير "حسين طنطاوي" بفتح باب التطوع للفتيات في الجيش والشرطة، من أجل خدمة وطنهن، وانضم إلى هذا الجروب عدد كبير من الرجال والنساء المتحمسين للفكرة، على اعتبار أن مشاركة المرأة في مختلف مجالات الحياة هي محاولة لخلق مجتمع ديمقراطي صحي، يشترك في تقدمه جميع أبناه بدون إقصاء لأي أحد، أو تمييز عنصري من أي نوع.
وحول رد فعل الناس في الشارع المصري كان لنا هذا التقرير..
القدرة على التحمل
تقول "ميادة –موظفة- أنها من أنصارالتحاق الفتيات بالخدمة العسكرية، لأنها مؤمنة أن الفتاة أو المرأة بوجه عام لديها قدرات كثيرة غير مكتشفة بعد، كما أنها ترشح الفتيات اللاتي يمارسن الرياضات العنيفة والدفاع عن النفس، لأنهن أقدر على التحمل وعلى التعامل مع المجرمين أو الخارجين عن القانون، في حالة الدفاع عن الأمن الداخلي للوطن، كما أنهن أقدرعلى تحمل قسوة الحياة العسكرية وتدريباتها الشاقة.
الجرأة والشجاعة
وتؤيدها الرأي "كريستين" -طالبة جامعية- قائلة أن هذا العصر تلاشت فيه فكرة الفتاة الضعيفة المستكينة، التي لا حول لها و لا قوة، ولكن الفتيات استطعن إثبات وجودهن وقدرتهن على الاحتمال في مظاهرات واعتصمات ميدان التحرير، ووقفن بجانب الرجل، ولم تهبن القنابل المسيلة للدموع أو طلقات الرصاص، فالفتاة في ميدان التحرير أثبتت جرأتها وشجاعتها، ومن هذا المنطلق تستطيع أن تثبت ذاتها وقدرتها على التحمل عند التحاقها بالخدمة العسكرية، وذلك لإيمانها بأهمية التضحية من أجل بلادها، فالإيمان بالفكرة هو الضمان الوحيد لنجاحها.
نوع الإنسان أم كفاءته
وتعلق "كريمة" –موظفة- قائلة: للأسف هناك رجال لا يستطيعون تحمل المسئولية، أو التضحية من أجل بلادهم، فالمعيار للنجاح في الخدمة العسكرية وممارسة المهام المكلف بها الفرد، لا يعتمد على نوع الإنسان إذا كان ذكرًا أو أنثى.
وقالت أن إحداى جاراتها فتاة ترتدي الزي العسكري، وهي ملحقة بالتفتيش النسائي بإحدى مؤسسات الدولة، إلا أن عدد هؤلاء الفتيات قليل للغاية، ولكن التجربة نجحت فلماذا لا ندرب الفتيات على الدفاع عن أنفسهن والغير.
حياة خشنة وقاسية
ولا تؤيدها الرأي "نيفين" -مشرفة مكتبة بإحدى المدارس- فتقول" رغم أني امرأة وأريد أن تحصل المرأة على كامل حقوقها، وتتساوى مع الرجل، ولكني لا أؤيد فكرة أن تتطوع الفتاة في الشرطة أو الجيش، لأنها ستتعرض لحياة قاسية جدًا قد لا تتحملها، كما أنها ستكون عرضة لمواجهة الخارجين عن القانون، وقد يتحرش بها أحدهم أو يؤذيها لعدم وجود تكافؤ في القوة بين الرجل والمرأة، ومن هذا المنطلق فإن أي أم تخشى على ابنتها أن تخوض تلك التجربة التي قد تعرضها للهلاك، بطرق عديدة.
من قلة الرجالة!
"أنا ما عنديش بنات تتجوز قبل ما تخلص جيشها"! هكذا قالت السيدة "أم أحمد" -ربة المنزل- التي تجاوزت الخمسين من عمرها، وهي تضحك وتقول: "معقولة نخلي بناتنا تروح الجيش أهو ده اللي ناقص، يعني هو من قلة الرجالة.. وازاي نسمح لبناتنا تبات بره البيت.. بقى بالزمة فين الأسرة اللي توافق إن بنتها تبات ليالي بره البيت.. و تتعارك مع البلطجية والمسجلين خطر.. و لو جت مطوة ف وشها يبقى اتشوهت لآخر يوم ف عمرها.. وماتلاقيش اللي يتجوزها". على حد تعبيرها.
خدمة الوطن
"خدمة الوطن" هذا هو الدافع الذي ستقدم من أجله أي فتاة على التطوع في الجيش أو الشرطة، هذا ما يؤكده "مايكل" -طالب جامعي- غير مقتنع بالأصوات الهدامة التي تعلو من أجل الرجوع بالمرأة إلى الخلف، والاكتفاء بدورها في المنزل وتربية الأبناء، فالمرأة شريك للرجل، ولذلك يجب أن تحارب بجانبه في جميع معارك الحياة، ولعل الحفاظ على الأمن الخارجي والداخلي للبلاد، هو أهم مطلب، وعلى رأس أولويات أي إنسان، ومن هذا المنطلق ما هي المشكلة أو الجريمة في تطوع النساء في الجيش أو الشرطة.
الدفاع عن النفس
ويؤيده الرأي "محمد" –مهندس- فهو يرى أن المرأة استطاعت أن تثبت نفسها في مجالات عديدة، وأن من الخطا الفادح أن ننظر إليها على إنها محدودة القدرات، لا تقوى على الدفاع عن نفسها، فكيف ستدافع عن الآخرين.
وأضاف أن هناك العديد من الفتيات، وهو يعرف اثنتين منهن، تمارسان رياضات الدفاع عن النفس، وهذه الرياضات تكسب الإنسان قوة وجرأة وقدرة على التصدي للمخاطر، فلماذا لا يتم الاستعانة بمثل أولئك الفتيات في حماية وطننا؟ وخاصة أن البلاد تمر بمرحلة عصيبة، يختل فيها الأمن وتحتاج إلى جهود المخلصين من أبنائها، سواء كانو رجالاً أو نساء.
المصاعب والأخطار
و يخالفهم الرأي "حلمي" –مهندس- الذي يخشى أن يكون إقبال بعض الفتيات على التطوع في الجيش والشرطة، يرجع إلى الانبهار بالزي العسكري الذي له بريق وهيبة، وجذب لدى العديد من الفتيات، وهو بهذا لا يقلل من وطنية أولئك الفتيات، ولكنه يشير إلى أن هناك من يبحث عن المظهر دون الدخول في تفاصيل الأمور، أو حساب الصعاب التي قد تواجهها الفتاة من جراء الحياة العسكرية الخشنة، والأوامر الصارمة والمجهود البدني الشاق، والمخاطر التي يتعرض لها رجال الجيش والشرطة.
هى ناقصاهم
"هي ناقصاهم"؟ هكذا استهل "خالد" -خريج حديث- كلامه وهو يقول ساخرًا: "أنا مش عارف الستات عايزة إيه.. مش كفاية بيحاربونا في أكل عيشنا، وبسببهم أعداد البطالة بتتزايد، هما بيروحوا الشغل، والرجالة قاعدة في البيت أو على القهوة تشرب شاي.. مش بالذمة ده حرام؟! وبعدين نفسي أفهم؛ لو بلطجي اتهجم على الست ها تعمل إيه معاه.. ها ترقع بالصوت وتقول: عيب عليك ترفع في وشي مطوة"! هذا على حد تعبيره.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :