الأقباط متحدون - مخطوف أم موقوف أم محددة إقامته
  • ١٩:٠٩
  • الثلاثاء , ١٤ نوفمبر ٢٠١٧
English version

مخطوف أم موقوف أم محددة إقامته

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٣٦: ٠٣ م +02:00 EET

الثلاثاء ١٤ نوفمبر ٢٠١٧

 سعد الحريري
سعد الحريري

د. مينا ملاك عازر

 لم أفهم منطق هؤلاء الذين أرادوا قطع الشك باليقين في مسألة حالة السيد الحريري، وموقفه من الإقامة بالسعودية، فمنذ متى البرامج التلفزيونية على الهواء مباشرة تنفي أو تثبت شيء؟ّ! فهناك شعوب مخطوفة وتظهر على الهواء الواقعي دون تليفزيوني وتصوت لصالح إبقاء حكامها، ألم تفعلوها لسنوات ثلاثين بل ستين يا مصريين؟

ليس لظهور السيد الحريري على الهواء من ضمانة لمصداقيته في شيء، فالرجل في النهاية في قبضة السعوديين، فهل لو استغاث على الهواء لن ينتهي الهواء؟ ولن ينتقموا منه؟ وهل لو قال الحقيقة إذا كانت الحقيقة اختطافه أو تحديد إقامته ألن يتعقد الموقف؟ وتزداد العلاقات السعودية اللبنانية توتراً، ويفقد كل أمل في إطلاق صراحه، وهذا هو الأهم بالنسبة لنفسه على الأقل خاصة بعد ما رآه بنفسه من تعامل السعوديين مع أقربائهم الأمراء المنتقم منهم.
 
انتقام الشباب فاق الحدود والعقول، ولا أحد يأمن بن سلمان، ومصر سبق لها وجربت لدغته وغدرهوانتقامه، ولولا القدر لركعنا وقتها، ولكننا قاومنا وكافحنا إلى أن أعاد البترول يضخ لنا، ثم أعطيناه الجزيرتين بغير ذي حق له.
 
الحريري يدرك هذا، ولكن أصحاب فكرة البرنامج على الهواء لم يدركوا هذا، ولعل السعوديون هم أصحاب الفكرة، ولعلها فكرة تبدو نميسة، لكنها وإن كانت سعودية فهي خبيثة، فهي تبدو في ظاهرها مجدية وفي باطنها مخيبة ولا طائل منها، بل تفتح أبواب كثيرة للتساؤل، لماذا أعطوه الورقة على الهواء؟ ومن أرسلها؟ وماذا كان بها؟ كل هذه أسئلة مشروعة، يحق لنا السؤال، وللأسف لن نصدق إجابتكم فأنتم كاذبون كاذبونكاذبون، وبلا مصداقية لنا، لا لشيء إلا لأن من يقبل الحرام على نفسه بالاستيلاء على أرض ليس من حقه وهذا ليس مع مصر فحسب بل مع الإمارات وقطر وغيرها من البلدان الجارة، لا مصداقية له، وتتوارى المصداقية أكثر فأكثر حين يكون الشاب صاحب الطموح الانتقامي بن سلمان هو وراء تلك الحكاوي والروايات التي بلا رابط بين أطرافها إلا حب الانتقام من أطراف اللعبة السياسية كلها داخل وخارج المملكة، بين أمراء موقفين ورئيس وزراء ليس معروف موقفه، وأظن وللأسف أنه حتى بعد خروجه للعالم حر طليق، لن نصدق رواياته لأن الشك تسلل ولا طارد له، فما دام وجد بن سلمان وجد الشك فيه وفي نواياه.
 
صاحب خطة تمكين بن سلمان من الحكم هو الذي يعرف كل شيء، وهو الذي قال لهم أن فرنسا سترفع يدها عن حماية لبنان ورئيس وزرائها ما دمتم ستعطوها مالاً، فتبرعت السعودية لماكرون أثناء زيارته لها بأموال لدعم الدول الخمسة في شرق أفريقيا حيث الحرب على الإرهاب، فعاد ماكرون مطمئن على حقوق الإنسان في مصر عفواً أقصد على الحريري في السعودية.
 
المختصر المفيد تشتري صفقات، تتبرع لدول، المهم في النهاية مال في خزينتي فافعل ماشئت.