نيافة الأنبا مايكل و تعب السنين
أوليفر
٢٠:
٠٨
ص +02:00 EET
الثلاثاء ١٤ نوفمبر ٢٠١٧
Oliverكتبها
- أبى الحبيب أنبا مايكل أسقف بعض كنائس فرجينيا هذه التي نلت نعمة وتعبت و أسستها. طوباك إذ صرت الخادم العامل مع الله.الذى صار شريكاً في مجمع القديسين.طوباك يا من صرت حيث يكون المسيح حسب قوله حيث أكون أنا هناك يكون خادمي أيضاً.فالمسيح يا سيدي الأسقف من غير مشاجرة هو حدود إيبارشيتك.هو الرأس الذى منه تأخذ و له تعط.
- أعرف أنك تعتز بتعاليم الرسل و الآباء.لكننا ما نتعلمها أو نعرفها لكي نربح لأنفسنا شيئاً بل لكي نتتلمذ عليها ومنها نتعلم الخضوع لروح الله القدوس أكثر مما للبشر مهما علت رئاستهم.فإعتز يا أبي ما شئت بتك التعاليم لو صارت مدرستك للروحيات و منهجك للتلمذة و حمل الصليب.لا تدع أحداً يا أبي يأخذ من هذه التعاليم أداة للجدل و المشاكسة .علمهم أن ينفضوا عنهم ما يكتنزونه غير عابئ بشيء فكثرة المسئوليات أهلكت الكثيرين كما ديوتريفس.
- أبي المبارك.أعتز بك كما أعتز بكل أسقف في كنيستنا المقدسة.و من محبتي لك أفرح بتذكيرك بسؤال تكرر عشرة مرات في رسالة كورونثوس حين يبدأ بعبارة(ألستم تعلمون؟) عشر مرات يذكر القديس بولس الكبار في الكنيسة بأنهم يعلمون أو ينبغي عليهم أن يكونوا هكذا متعلمين.ألستم تعلمون أن القديسين سيدينون العالم؟فإن ناداك بولس الرسول قديساً فأنت ضمن من سيدينون العالم 2 كو6: 2.بل ألستم تعلمون أن نفس هؤلاء القديسين سيدينون ملائكة (ساقطين) فبالأولي أمور هذه الحياة 2بط2: 4نعم لقد إعطيت الدينونة لقديسي العلي دانيال7: 22.لهذا لم يسمع أن اسقفاً لجأ إلى محكمة أرضية في شئون رعويته.بل أنت يا أبي القديس تقرأ للكاهن في رسامته تحذيراً ألا يصير خصماً لأحد في طقس رسامته.فكم و كم يجب أن القديسين الأساقفة يصيرون أكثر ربحاً للجميع متجنبين كل خصومة و شبه قطيعة.فقل لا لمن يدع الحق الأرضي يقوده إلى التعدي علي الحق الإلهي.فليس بعد حق المسيح حقاً.
- أبي الحبيب.يوجد في كل مكان من يبيعون أنفسهم لتفتيت الكنيسة.يوجد من يشتاق إلى موجات التهييج و ضربات الإنقسام.يوجد من يصطادك و يصطاد منك فرصته لكي يؤجج فتنة في الكنيسة.فإمنع عن هؤلاء أخبارك.لا تدعهم وسيلة تواصل مع أحد لأنهم وسيلة تناحر مع كل أحد و هم زارعي خصومات.لا تعط أحد شكواك لتنشرها و عندك مذبح ينقل الجبال إذا ما إنجنيت قدامه بتذلل و إنكسار رافضاً المرائين متكلاً بالكمال على من تخدم القادر أن يكشف للحيارى سر تدبيره.لا تعط أحد مستنداتك لنشرها فهم يأخذونها وسيلة لمهاجمة كنيستنا و بطريركنا و مجمعنا بل يا أبي أكثر من ذلك هم يأخذونها وسيلة لجحد المسيح فلا تكن أنت من يعطهم تلك الوسيلة بل أنت من يحرمهم من كل فرصة لخلق التحزبات و زرع الخصومات.عندك يا أبي عمل كبير تؤسسه أهم من تأسيس الكنائس.الآن أسس محبة و إتضاع و تسليم في قلوب شعبك.كن قدوتهم في التخلي.كن مدافعاً عن كنيستك و ليس شاكيا منها مهما تصورت من مظلمة.
- أبي القديس الحبيب أنبا مايكل.أنت تعرف جيداً أن منطوق رسامتك أنك اسقفاً علي (بعض كنائس) فرجينيا و ليس علي فرجينيا.و الرسامة مسجلة صوت و صورة.الكنيسة هي التي نادتك أسقفاً.و لو تمسكت بمنطوق الروح القدس كما تقول فلماذا لم تترك منطوق الروح القدس يسميك أنبا شنودة؟ فهل تختار من المنطوق ما تشاء و تتمسك بما تشاء؟ لا أبي الحبيب.كلك للمسيح.ليس جزءاً منك قد تكرس و صار ملك المسيح بل كل ما فيك.فإترك الروح يسيرك حيث يشاء و ليس حيث تشاء أنت.تذكر أبي القديس أن الكنيسة هي التي صنعتك.هي التي عملت منك راهبا ثم قسا ثم اسقفاً.أنت لم تصنع نفسك شيئاً.الفضل للكنيسة بكل من فيها آباء و شعب.فلا تقف قدام الأم التي ولدتك.التضجر ليس من صفات أولاد المسيح حتي و لو سموه سعياً وراء الحق. كل مسيحي و خصوصا الأسقف ينبغى أن يرتئي إلي التعقل رو12: 3.لا تغامر يا أبي بالوقوف أمام محكمة أرضية لأنك ستخسر المظهر و الجوهر.
- أبي الحبيب المجتهد في كنيسة المسيح.حين ترهبت تتلمذت علي يد مار إسحق السرياتي أليس كذلك.تتذكر أنه ترك أسقفيته بما فيها و من فيها لأن أثنين رفضا أن يفصل بينهما بالإنجيل. تركهما و ترك كل الأسقفية و صار عموداً من أعمدة الرهبنة و التعليم الروحي لأنه سعى للتمسك بخلاص نفسه و عًلم العالم كراهب و لم يعرفه أحد كاسقف نينوى.فيا إبن مار إسحق السرياني تمسك بما فعل أبوك الروحي.دع عنك ما يظنه الناس شأنهم و إنتبه لما هو شأنك.خلاصك مكسب للكنيسة أهم من ألف كنيسة.فتمسك بخلاصك و لا ترخه.الأيام مقصرة كما تعرف.كن لنا مار مايكل أهم من أن تشتهر كأنبا مايكل.فإن إعتنيت بالنفوس كي لا تعثر ستأخذ إكليل الرهبنة و إكليل الأسقفية معاً.ففي هذا تستثمر. في إكليلين.
- نعم تعاليم الآباء تمنع أن تؤخذ من اسقفية أحد و تعط لآخر.لكن في هذا جدل كبير غير محسوم فالله يعرف وحده ما هو لك و ما هو لغيرك.شاء الرب أن تتجرب الكنيسة بهذه الحيرة.فكن أنت بتواضعك من يحمي الكنيسة من البلبلة.كن أنت مخلص النفوس الضعيفة من العثرة.كن قديساً لنا و ليس خصماً ضدنا.فإن تنازلت عما تحسبه لك تكون قد عشت الإنجيل الذى أوصي من له ثوبان بأن يعط من لا ثوب له.كن أنت أول من ينفذ الوصية علي شئون الأسقفية.سيكتب في تاريخك أنك عشت الوصية بكل رتبها.فقدامك التاريخ الروحي فاتح أحضانه فإن شئت تصبح فيه بطلا للإيمان و إن شئت التمسك بما تحسبه لك سيلومك التاريخ كثيراً .
- أبي المبارك. لقد تعبت سنيناً طوال و أيدتك نعمة الله فهذه شهادة تكفيك خذها في حضنك و إيمانك و اشكر عنها و دوام علي جهدك الدؤوب بغير تعثر.أبي : ما نكسبه بالعناد نخسره من الإبتعاد.ما تربحه لنفسك ستفقده من أبناءك الكهنة.إكرم أخيك المتقدم و رئيسك الروحي فيكرمك الجميع و نبتهج.فأنت مكرم بقدر ما تكرم أخوتك. إعط الكرامة لمن له الكرامة تأخذ كرامة أكثر مما تريدها لنفسك.ضع قدامك كل نفس صغيرها و كبيرها في إيبارشيتك.ضعها قدام عينيك.صوب النظر فيهم ستجد قلوب الأطفال و الكبار تستعطفك ألا تكون سببا لوجعهم لأنهم يحبونك جداً و لا يريدون أن يتفرقوا بشأنك.ضعنا قدامك في صلاتك.في كلماتك.في قراراتك.في تصريحاتك.و ستجدهنا جميعاً من مات المسيح عنا مستحقين أن تتنازل لأجلنا عن كل شيء .نعم كل شيء بغير تخصيص حتى الموت.وقتها ستمتدحك السماء و تشعر الأرض أنها لا تستحقك.فأنظر يا أبي البار... كم من مجد ينتظرك؟