اقتصاد زمان.. كيف نجح محمد علي فى النهوض بالاقتصاد المصرى

 

البداية من الزراعة حيث غير نظام حيازة الأرض التى وضعته الدولة العثمانية، وأعاد توزيع حيازة الانتفاع على الفلاحين وخصص لكل أسرة ثلاثة إلى خمسة أفدنة حيازة، كما استحدث أساليب جديدة للزراعة الحديثة لزيادة الانتاج.

 

وقام بإنشاء القناطر لاستخدام نهر النيل بأفضل شكل، وارتكز على الاهتمام بالإنتاج المحلى بدلا من الاستيراد، إلى جانب اهتمامه بزراعة القطن وتصديره للخارج ما حقق لمصر عائد قوى.

 

ونجح محمد على بهذه الطريقة بتحويل الاقتصاد الزراعى من غذائى إلى اقتصاد نقدى يقوم على الانتاج ويدر دخل، كما طور من الصناعة أيضا وحولها من مجرد بدائية تقم على الحرف البسيطة إلى صناعة تواكب التطور الصناعى فى العالم وقتها، فأدخل نظام المصنع وأسس قاعدة صناعية حديثة وأهتم بتدريب العمال المصريين واستخدام الآلات حديثة.

 

اعتمد محمد على الصناعة المحلية فى كل شىء ونجح فى زيادة التصدير وتقليل الاستيراد مما ساعد على تحفيز النمو الاقتصادى وتطويره، وأسس محمد على قاعدة تقوم على الاحتكار، واعتمد فى تمويل الصناعة على تجارة القطن والاحتكارات والمشروعات الصناعية القائمة.

 

على الجانب الآخر رأى البعض أن نظام الاحتكار الذى أرساه محمد على كان له عدد من النتائج السلبية بعد أن أصبحت الدولة هى المالك الوحيد للأرض الزراعية وهى المٌصنع الوحيد كما إنها المُصدر الوحيد، ورغم أن نظام الاحتكار أضاف هامشا جديدا للربح لكنه أضر بالحالة الاقتصادية.

 

وتحول العاملين بالاقتصاد إلى عاملين لدى الحكومة، كما أدى هذا إلى أن العمال لا يعملون لحسابهم بل لحساب الحكومة وبالتالى لا يتقنوا عملهم.

 

وفى كتابه الكارثة والوهم " شرح عبد المجيد راشد نظام التجارة فى عهد محمد على قائلا إن " الدولة تولت تجارة الصادرات بعد أن كان الأجانب يقومون بها طبقا لنظام الامتيازات، كما تولت تجارة الواردات أيضا، ولو أن محمد على لم يكن يسمح بالاستيراد إلا للمستلزمات الضرورية للإنتاج ويتصل بتسهيل الإنتاج الزراعى والصناعى والتجارة وتوفير وسائل النقل والمواصلات، ومن هنا عمل محمد على على تمهيد الطرق البرية وتنظيم البريد والتلغراف وبناء أسطول تجارى، وإصلاح الموانئ وتطهير البحر الأحمر من القرصنة لاستخدامه لمرور التجارة بدلا من الدوران حول إفريقية عن طريق رأس الرجاء الصالح.