الأقباط متحدون - السعودية والطريق الوعر بين القبلية والحداثة
  • ١١:٤٢
  • الجمعة , ١٠ نوفمبر ٢٠١٧
English version

السعودية والطريق الوعر بين القبلية والحداثة

سليمان المنياوي

أخر الأسبوع

٣٤: ٠٩ م +02:00 EET

الجمعة ١٠ نوفمبر ٢٠١٧

العلاقة المصرية السعودية
العلاقة المصرية السعودية

سليمان شفيق
العلاقة المصرية السعودية علاقة خاصة ، وما يحدث في العربية السعودية يؤثر وتتأثر بة مصر، ومنذ ان اصدر العاهل السعودي الملك سلمان قراراتة الاخيرة ، هذة المتغييرات الجذرية خاصة في الجانب العسكري تكشف بوادر تحالف كان يدبر من الحرس الوطني ومشايخ الوهابية لتدبير انقلاب "عسكري "،وبالتأكيد كان ولي العهد الرجل القوي لدية معلومات استخبارية من دول صديقة ومنها مصرمكنته من أمساك زمام الامور في الوقت المناسب علي غرار ما فعلة الراحل السادات في 15 مايو1971 "اتغدي بهم قبل ما يتعشوا بة".. ومدي ربط ذلك كلة بالتقارب السعودي الامريكي والسعودي المصري ، والسعودي الروسي. والزيارات الايجابية الي روسيا وما استتبعها من اتفاقات ، وانتهاء العمر الافتراضي لمشروع ـ اوباما الاخوان داعش ـ في المنطقة ، وتقارب "ترامب ـ سلمان"، وكان الملك قد رتب اوراقة من الاستعانة بمكانة مصر في التحالف الرباعي ضد قطر وافساح المجال لها في الملف السوري، وتمكن مصر من الملف الفلسطيني والمشاركة في الامساك بالحل في سوريا ، ولا نستطيع ان نفصل اعلان الحريري بالاستقالة من الرياض عن ذلك، كل تلك القرارات والاحداث تحتاج قراءة تأملية بعقل بارد ومن منطلق المصالح المصرية في المرحلة القادمة وربط مايحدث في مصر با لتسونامي الذي بدأ من السعودية ، دون ان نغفل الدور الامريكي من جهة ، والدور الايراني المضاد  من جهة اخري وما يترتب علي هذا كلة من تطورات لاحقة .. من هذا المنطلق نستعرض رؤية الغرب فيما يحدث :

ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن اعتقال أمراء وأعضاء في مجلس الوزراء جاء تصعيدا للحملة التي أطلقتها القيادة السعودية الجديدة بهدف توطيد السلطة في فترة انتقالية، موضحة أن الأمير محمد الذي تم تعيينه وليا للعهد في الصيف المنصرم بدلا من محمد بن نايف، شرع يعزز سلطته، في وقت من المتوقع فيه أن يتخلى الملك سلمان بن عبد العزيز عن السلطة قبل نهاية العام الجاري، أو في أوائل العام المقبل "واضافت :"وذكرت المجلة أن رئيس مجلس إدارة شركة "المملكة القابضة" الأمير الوليد بن طلال، أحد المعتقلين البارزين، كان يعتبر على مدى وقت طويل شخصية مرموقة في مجال الأعمال، لكن لم يكن من بين أهم اللاعبين على رقعة السياسة الداخلية في السعودية، غير أن والده الأمير طلال بن عبد العزيز آل سعود كان معارضا لصعود محمد بن سلمان إلى هرم السلطة."

وأكدت "مصادر مطلعة" للمجلة أن وزير الحرس الوطني المعتقل الأمير متعب بن عبد الله كان أيضا بين الأمراء المعارضين لإبعاد محمد بن نايف،واشارت .وأشارت الصحيفة إلى العلاقات المعقدة التي تربط الأميرالوليد بن طلال مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مؤكدة أن الوليد بن طلال كان ضمن مجموعة من المستثمرين الذين اقتنوا من ترامب فندق "بلازا" في نيويورك، واشترى أيضا يختا من جانب آخر، برز بين ترامب والأمير خلاف جدي مع ترامب والذي وصف الأمير في تغريدة منشورة على حسابه في "تويتر" الرئيس الأمريكي المقبل، في دسمبر/كانون الأول 2015، بأنه "عار على أمريكا كلها"، داعيا إياه إلى الانسحاب ورد ترامب على ذلك في "تويتر" بالقول إن الأمير الوليد يريد التحكم في السياسيين الأمريكيين بأمواله، وخاطبه بالقول: "ولن يمكنك فعل هذا عندما يتم انتخابي"

في حين أكدت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن الاعتقالات الأخيرة في السعودية تظهر أن الأمير محمد بن سلمان أقدم على مواجهة أخطار "بنطاق نادر بالنسبة للشرق الأوسط"، ومن غير المرجح أن تُطمئن هذه الاعتقالات غير المتوقعة المستثمرين والشركاء الدوليين للرياض.

وأشارت الصحيفة أن الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية الواسعة المدعومة من الإمارات والتي يديرها الأمير محمد بن سلمان هي بمثابة الثورة بالنسبة لإحدى أكثر الدول محافظة في العالم.

وأفادت الصحيفة بأن ولي العهد الجديد الذي يشرف على إجراء هذه الإصلاحات واسعة النطاق يواجه حاليا لحظة اختبار، مضيفة أن الاعتقالات الأخيرة تدل على أنه يعرف جيدا أن معارضيه يحاولون التحشد ضده، مما يدفعه إلى تسريع وتيرة الإصلاحات وملاحقة من يواجهه".

من جانبها، أفادت صحيفة "فاينينشل تايمز" البريطانية بأن الأمير المعتقل متعب بن عبد الله كان يعتبر منافسا محتملا لمحمد بن سلمان على اعتلاء العرش السعودي، لكونه نجلا للملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز آل سعود"

اضافة لذلك كلة فهناك مخاوف اخري ترتبط بأن النظام السعودي يقوم علي بنية عائلية وطائفية وان هناك ارتباط وثيق بين جماعة الامر بالمعروف وعسكريين ورجال اعمال فيما يشبة العقد الاجتماعي .

من جانبنا فالادارة المصرية صارت العقل المفكر للتحالف الرباعي (السعودي الاماراتي البحريني المصري)، كما ان الطرفين المصري والسعودي يتفقان  على العداء الشديد لتيارات الإسلام السياسي، وخصوصا جماعة الإخوان المسلمين، ويخوضان سويا ومعهما الإمارات حرباً شديدة الضراوة على التنظيم،وفي هذا الصدد يقول بن سلمان: إن "الإعلام الإخوانجي يحاول خلق صدع في العلاقات بين الرياض والقاهرة، ولكن القيادة في الدولتين لا تلتفت إلى تلك المهاترات والتفاهات"..
 
لكن لايجب ان ننسي أن محور( ايران ـ تركياـ قطر) سوف يشتد من محاولاتة الارهابية ضد مصر ، والطابور الخامس الوهابي المصري وجماعات المصالح المتحالفة معة من داخل الدولة العميقة لن تتواني في محاولات "الصدامات الطائفية " مع الاقباط في ظل تراخي البعض ـ مثلما يحدث في المنيا ـ ، كما لايجب اغفال ان استقالة الحريري من السعودية قد تنبأ بتحركات اسرائيلية في حرب بالوكالة ضد حزب الله مما يشعل المنطقة ، تري هل نملك ارادة تحدي الطابور الخامس الاخواني ـ الوهابي في مصر ؟ علي غرار ما حدث في السعودية ؟ بالتأكيد ان الادارة المصرية تستعد لاستثمار الفرص والتصدي مع التحديات ، ويبقي السؤال :" هل نتمكن من اجراء اصلاحات جدية تتماشي مع الدولة الوطنية الحديثة التي تحدث عنها الرئيس عبد الفتاح السيسي؟