مارمرقس الكاروز و الشهيد نعتذر لك
أوليفر
الجمعة ١٠ نوفمبر ٢٠١٧
Oliver كتبها
علمتنا الإنجيل يا كاتب الإنجيل بالروح القدس. يا حامل الجرة الذى صار له المسيح نبعاً. صاحبت السيد الرب كثيراً و غسل أقدامك فتنقيت كالبتول و كرزت لنا بالقداسة. حين إختار المسيح بيتك صارت العلية للمسيح و مسكنك أصبح مسكناً إلهياً .تشارك الرب ,تتحد بجسده في بيتك . من يد مخلصنا الصالح على مائدتك تأكل طعاماً لم يصنعه البشر و تشرب دماءاً ليس لها بين الناس فصيلة.في بيتك حدثت الأعاجيب و تشكل يقين قيامة الرب يسوع و صار لك أحاديث ما بعد المجد.أخذوك حيث مذبح الأوثان في البوكاليا هناك ذبحوك لكن بدماءك تبددت من كل مصر أوثانها يا شهيد البوكاليا.أيها الأسد الصارخ في البرية في مصر و ليبيا و تونس الثلاثة تنتظر الربيع الروحى.
إختطفوا من تلاميذك كثيرين يا كارز البلاد الشاسعة.ألقوا منهم في النار و القار و الزيت و زاد الإيمان نمواً و ثباتاً. من إنجيلك زهدوا في العالم و ممالكه .عاشوا محبة المسيح بإرشادك فصغرت الكنوز في أعينهم .السواح من تلاميذك.القديسين بك يفتخرون و يعرفون أنك البار و المعلم الروحى.لكن نحن من آلت إليهم أواخر الدهور قد نعسنا .تعال مجدداً أيها الكاروز أيقظ تهاوننا في الإنجيل لنحيا الجوهر و نجحد الرياء.إهتزت موازين الحق في أيادينا.والأمور الفارغة صارت ألزم من الحياة لدينا.تسرب الجفاف إلى مذابح وضعنا أسفلها الشهداء إلى حين.و المناطق التي بك تدشنت صارت خاوية من إنجيلك.إنكمش الإيمان من بلاد المغرب و فارقتنا همتك .حين القداسة تملكت أعادوا من البندقية جسدك بالقداسة التي في البابا كيرلس السادس و اليوم حتي أبطالنا الصرعي في ميدان ليبيا لا نعرف متي يعودون.
أيها البطل الذى من ملئه بالروح سد فراغ مصر الروحي.علمنا الثالوث و الوحدانية و أسس مدرسة الفلاسفة الروحانيين.الآن صارت مدارسنا خواء و مناهجنا خواء و الدارسون لا يدركون الكثير من الأعماق.صارت مدرستك وظيفة أيها المكرس .و خريجوها يطلبون الدرجات مثل العالم فتدنت روحياتنا بمـأساوية.
هل لو أيقظك الرب اليوم في مصرنا سنرحب بك؟ أم نضعك في إختبار أولاً لكي نتأكد أنك مثلنا فارغ القلب و سطحي الضمير؟ هل نتركك تخدم أم نطلبك أن تنشغل مثلنا بما ليس للرب.هل نسكت علي زهدك و صراعك ضد الخطية أم نكيل قدامك إتهامات و نضع العراقيل.صدقني يا كاروزنا نحن نحتاجك أكثر من الأجيال الماضية.لكي نسترد المحبة الأولي و نعرف من جديد أين الراعي يرعي و اين الغنم تربض عند الظهيرة.أيها العظيم الأول في مسيحية المصريين نعتذر لك.
يا كاروزنا تعال إلى كنائس ما كانت توجد لولا كرازتك.تأملها فهي لا تشبه شيئاً مما في عهدك.قد بالغنا في الرونق و تركنا الناس مغشي عليها من الغربة.هذه كنائسنا يا مارمرقس فكيف كنت تبني؟ بنينا أفخم المشيدات و أهملنا مذبح البيت فدب الضعف في قلوبنا و مصير أبناءنا مهدد.عليتك عندنا ما تملأ أعيننا.نحن و فخامة الأرض صنوان معاً مع تقاسيم اصحاب المتاحف.كنيستنا صارت متحفاً يعشق التاريخ لكنه لا يصنعه و لا يتبعه و لا يأخذ منه ما ينفعه.تعال يا صاحب البوكاليا لأنك الأب الأصيل و صاحب هذه الأرض الروحية إفرز لنا ما يليق مما لا يليق لأننا تهنا بعيداً بقدر ما جمح الخيال بنا.صرنا نفتخر بكرازتك مع أننا أبطلنا الكرازة من قرون.لا أدري كيف ستلومنا إن تقابلنا.إنني أستح منك.أخجل من إهمالي في الخدمة قدامك.كنت أود أن أصير إبن الكاروز لكن ليس بيني و بينك شبه.خدمتي كالخمر المغشوش.فأين طقسك أيها الناسك.
يا مارمرقس لا تحزن علينا بل صل عنا.فأنت في أرض لا يمسها الحزن.و نحن في أرض نصنع لأنفسنا الكوارث ثم نشتكي. النيل عندنا يبكي في الصباح من القهر و في المساء من هجر المخادع.هكذا صار حالنا فلا تحزن علينا.نحن نستحق ما نحن فيه.لكن رجاءنا في مسيحك هو الأعجوبة التي نقتنيها كل الوقت.الرجاء الذى به نعيد التفكير و الكتابة و القراءة و التلمذة .بالرجاء نعيش و نموت في الصلاة.الرجاء الذى يوقظ حتي الموات في القبور.لا تحزن علينا لأننا فاترون بل إشفع فينا علنا نستيقظ.لا تحزن من بهتان أفكارنا و تشوه يقيننا فالجوهرة لا زالت عندنا في إنجيلك.بالرجاء لن نموت جوعي و في يدنا الزاد الإلهي.
بالرجاء لن نبني الشواهق بل نصعد إليها.بالرجاء نعود إلى أصل المحبة و صانعها.بالرجاء يا رجل الله سنقف متذللين لروح الله الذى يكسو العراة و يغني المعدمين و يعط للمعيا قوة.فإشفع فينا لنأخذ ما أخذت.و نفهم ما فهمت.و نتعلم الإنجيل مثلك.نقرأ الأيام و الدهور بين السطور و لا نغفل عن اسرارها.إشفع أيها الرأس الذى للكنيسة بعد المسيح رأسنا..إشفع يا صاحب الإنجيل و معلمه.فنحن في مسيرة كرازتك نستتر.بنعمة المسيح نستند حتي يفتقدنا بإبناء يستحقون أن تلقبهم السماء بأبناء مارمرقس الكاروز العظيم.