طوبى لمن آمنوا دون أن يروا
سامية عياد
٢٦:
١١
ص +02:00 EET
الثلاثاء ٧ نوفمبر ٢٠١٧
7/11/2017
عرض/ سامية عياد
حقائق إيمانية كثيرة نعيش بها ، وتقود حياتنا ولا نعتمد فيها على رؤية أبصارنا ، إنما على الإيمان كما قال القديس بولس الرسول : "وأما الإيمان فهو الثقة بما يرجى ، والإيمان بأمور لا ترى" ..
هكذا حدثنا نياحة الأنبا شنودة الثالث فى مقاله "طوبى لمن آمنوا دون أن يروا" موضحا أن فى مقدمة ما لا يرى الله نفسه الذى نصلى إليه دون أن نراه نؤمن بأنه الخالق لكل الكون والقادر على كل شىء وإنه فاحص القلوب والكلى ، إنه يحفظ ويعين ويقوى وهكذا ، نؤمن بالأسرار المقدسة وبفاعليتها فى حياتنا وأنها سبب لسكنى الروح فينا ، والنعمة التى تحل علينا من خلالها ، نؤمن بالروح دون أن نرى الروح وندرك وجودها فى الحياة وانفصالها عند الموت ، نؤمن بوجود الملائكة والشياطين ونطلب شفاعة الملائكة وحفظهم ونذكرهم فى تسابيحنا ، كما نؤمن أن هناك شياطين تحارب البشر ونحترس من الأفكار الشيطانية .. وهكذا.
قد يسمح الله فى أوقات معينة أن نرى بعضا مما لا يرى كعينة ، لنؤمن بالباقى ، مثال رؤية الملائكة ، كالملاكين اللذين ظهرا للوط وأسرته ، والملاك الذى ظهر لكرنيليوس ، والملاك الذى أنقذ القديس بطرس من السجن ، رؤية أرواح القديسين كما ظهرت القديسة العذراء على قباب كنيسة العذراء بالزيتون ، كذلك ظهر موسى النبى على جبل التجلى الى جوار السيد المسيح ورأه التلاميذ الثلاثة وكان يتكلم معهم ، فالأمثلة كثيرة ، الإيمان بما لا يرى موجود أيضا فى العهد القديم ، مثال ابونا نوح الذى آمن بكلام الرب إنه سيزل طوفانا على الأرض فيهلك كل حى ، أيضا أبونا إبراهيم ترك بلده وعشيرته لأنه كان يؤمن بما لا يرى ، كما أطاع الله حينما أمره أن يقدم ابنه محرقة وهو مؤمن بأن الله سيقيم له نسلا من هذا الابن الذى سيقدمه محرقة وغيرها من الأمثلة .
نحن أيضا ينبغى بالإيمان أن نرى وعود الله وكأنها محققة وحينما يقول الرب لكل منا "لا تخف أنا معك ، لا أهملك ولا أتركك" ، أو حينما يقول "يسقط عن يسارك ألوف وعن يمين ربوات ، وأما أنت فلا يقتربون إليك ، بل بعينيك تتأمل ، ومجازاة الخطاة تبصر" نقول فى كل يقين : نعم يا رب أبصر ، أبصر ما لا يرى وحينما بعد ويقول "إنه يفتح ولا أحد يغلق ، ويغلق ولا أحد يفتح" نقول له أمين ، نعم يا رب أن بيدك مفاتيح السماء والأرض ، فأنت تفتح ولا أحد يغلق.
حقا بدون الإيمان بما لا يرى ، لا يوجد إيمان على الإطلاق ، فلندرب أنفسنا على هذا ونردد فى قلوبنا قول الرب "ها أنا معك ، وأحفظك حيثما تذهب"..