البابا والأزياء الحديثة
مدحت بشاي
الأحد ٥ نوفمبر ٢٠١٧
مدحت بشاي
medhatbeshay9@gmail.com
بمناسبة التعليمات الجديدة الصادرة من بعض الأساقفة بمنع البنات والسيدات من ارتداء بعض الملابس التي يرونها غير لائقة ، أود هنا أن أعرض ذلك الخبر بحدوتة والذي نشر بمجلة المصور بتاريخ 26 أغسطس 1927 ، والخبر طلياني ونصه " قابل وفد من السيدات الإيطاليات الشريفات قداسة البابا وطالبن بركته عربوناً للنجاح في محاربتهن الأزياء الخليعة لما مثلن أمامه قرأت المركيزة ماجدلينا بازيزي خطبة خطيرة جاء فيها " إن السيدات الإيطاليات قد عزمن على أن يحاربن التطرف في الأزياء لأن هذا التطرف هو نتيجة فساد عام في الأخلاق والعادات وهو مصدر التجاوز عند الكثيرات اللاتي لا يشأن أن ينظرن إلى المسئلية الناجمة عن مثلهن " ومما قالته الرئيسة " إن السيدات يعملن على إيقاظ الضمائر في نفوس النساء "
أما البابا فأجاب على كلمات المركيزة بخطبة وجيزة بليغة أبان فيها إرسالية الأمراة في الهيئة الأجتماعية ، وهاك بعض ما جاء فيها " إننا نسر كثيراً بما عزمتن على العمل به أي أن تسعين حتى تجعلن المرأة تشعر بأن من الواجب عليها أن تكون ذات فضيلة وأن تظهر ذلك في هيئة ملابسها وهذا المقصد الذي اتخذن يوجب ضرورة على الأمراة أن تكون مثالاً صالحاً ، ما أشد وجوباً على المرأة من أن تنبذ التجاوز في الأزياء لأن هذا التجاوز في الأزياء هو نتيجة فساد الذين يخترعون هذه الأزياء وهو دليل الفساد العام في الأخلاق ، لقد سرنا كثيراً أن المنضمات إلى جمعيتكن وضعن في لائحة عملهن أن يعملن على إظهار الفضيلة بملابسهن هذا على أنهن يردن أن يقمن بالواجب عليهن أي في ألا يحدثن شكاً وألا يكن حجر عثرة في طريق الفضيلة وأنهن أدركن أن رسالتهن في العالم قد اتسع نطاقها أي أن يكن مثالاً صالحاً ليس في داخل بيوتهن فقط بل في الشوارع وفي كل مكان عمومي يجتمع فيه الناس .. ومن ثم إننا نرغب في أن سيدات الجمعية المجتمعات الآن أمامنا يؤتن بينهن مخالفة لمحاربة الأزياء الشاذة أولاً بالنظر إلى أنفسهن ثم بالنظر إلى الأشخاص الذين لهن عليهن سلطة ونفوذ وقدر ما يرتفع مقام المرأة وطبقتها قدر ذلك يجب عليها ألا تتسامح بأن تتجرأ زائرتها على أن تجرح الحشمة واللياقة بظهورها لأيه ملابس خارجة عن حدود الحشمة واللياقة "
ما رأيكم دام فضلكم ، هنا تأتي المبادرة من المجتمع المدني ويكون انتظار رد الفعل الكنسي ودون تحديد مواصفات مدرسية إلزامية للأزياء ، ورغم أن الحدوتة كانت أحداثها منذ مايقارب القرن من الزمان ... المشكلة دائما في افتقاد الشكل المطلوب من التواصل مع الناس ... فيا كنيستنا جالسوا الناس ودعوكم من الأوامر الفوقية التي تستلزم الإذعان الذي لا يحترم عقول ووجدان البشر !!!