اختلفوا علي " توحيد المعمودية" واتفقوا علي بيانات شكر الأمن
سليمان المنياوي
٢١:
٠٥
م +02:00 EET
الجمعة ٣ نوفمبر ٢٠١٧
سليمان المنياوي
إبان تهدئة الأمور بالمنيا بعد أزمة إغلاق الكنائس ، فوجئ الرالي العام ببيانين لاسقفين ، من كنيستين مختلفتي المذهب بالمنيا ، وللأسف يكاد يكون مضمونهما واحد ، الشكر للرئيس والمحافظ ومدير الأمن ومدير قطاع الأمن الوطني الخ لما قدموه من مساعدات وخدمات في فتح الكنائس وبناء الخ
وبالطبع لسنا ضد توجيه الشكر لكل هؤلاء الأفاضل .. ولكن السؤال لماذا الان ؟ وهل هناك علاقة بين البيانات من الاباء الموقرين وتعليمات معينة من جهة ما ؟
الحقيقة يصعب التنبأ بتصرفات الصغار ، وفي الوقت الذي يخوض فية الوطن معارك شرسة في الداخل والخارج ونجاح المخابرات المصرية ـ وفق تصريحات الفلسطينيين ـ بقيادة معركة ناجحة ادت الي تحقيق السلام الفلسطيني الفلسطيني بين السلطة وحماس من جهة وبداية رؤية جديدة لعملية السلام من جهة اخري ، وعلي الصعيد السوري حققت مصر نجاحا كاد يكون مستحيلا في المسار السوري بين فصائل المعارضة السورية وبين النظام وتلك الفصائل ، وشهدت بذلك الدول الكبري مثل امريكا وروسيا وفرنسا ، ومن الدول المعنية بالصراع مثل العربية السعودية ، كما امتد النجاح اعدم إثارة إبعاد بشار الأسد في المرحلة الانتقالية ."
والىن وبعد المعركة الأسطورية في استعادة النقيب الحايس ، والتي استعدنا فيها الكرامة الوطنية بعد ملحمة قامت بها قواتنا وأصبحت تدرس في العالم ، يجب أن نتعلم من درس ان قوتنا في وحدتنا وان الكبار هم من يمتلكون الرؤية والخطط وإعادة الثقة ، اكتب ذلك لان المعركة لم تنتهي بعد والبعض لم يدرك الدرس ويدافعون عن كراسيهم "الصغيرة" ومصالحهم "الضيقة" علي حساب الوطن .
الدولة من المفترض اكبر من تستيف الورق للبعض ، والخطر ان هؤلاء الصغار لايدركون ان المخطط معلن ، ننتهي من السلاح ينتقلوا بنا الي "الفتن الطائفية " ومنها إلي الحروب الدبلوماسية ، مثلا أعلن البيت الأبيض الأسبوع الماضي عن زيارة مرتقبة ل "مايك بينس" نائب الرئيس الأمريكي في نهاية ديسمبر القادم ، ليناقش مع الرئيس السيسي عدة ملفات ، كما ستشمل الزيارة إسرائيل.
والسيد بينس لمن لا يعرفه يبلغ من العمر 57 عاما منصب حاكم ولاية إنديانا الواقعة شمالي امريكا ودرس بنس الحقوق وعمل مذيعا إذاعيا، وهو على دراية بكواليس واشنطن لأنه كان عضوا في مجلس النواب من 2001 إلى 2013 ورئيسا للمؤتمر الجمهوري، أي الشخصية الثالثة في هرم قيادة الحزب من 2009 إلى 2011.
ويشدد بنس على القيم العائلية التقليدية، فهو معارض للإجهاض وزواج المثليين، كما أنه من جهة أخرى يعارض بشدة توطين لاجئين سوريين في ولايته.
ويصف نفسه على أنه "مسيحي محافظ"، ومعروف بتبنية معتقد "الحكم الالفي" الذي يبشر بأن أسرائيل ستحكم العالم ، او ما اصطلح علي تسميتة ب "المسيحية الصهيونية " ، وايضا يهتم اهتماما خاصا ب "الاقليات" ، ومن ثم يجب الحذر من تلك الزيارة لانها تأتي بعد تضرر اسرائيل من نجاح مصر في ملف المصالحة بين السلطة الفلسطينية وحماس ، وايضا نجاح مصرفي الملف السوري وبقاء بشار الاسد في المرحلة الانتقالية .
كما سيناقش بينس مع الرئيس السيسي ملف التحالف الرباعي وقطر ومكافحة الارهاب .
هذا يعني ان الفترة من نوفمبر الي ديسمبر ستحاول القوي المناوئة تسخين المشهد وبقوة ، في سيناء او حتي في العمق المصري ، والقيام بعمليات فاشلة انتحارية حتي يبدوا الاستقرار في مصر ليس علي ما يرام ، ورغم انني متيقن من ان الارهاب يتراجع وان القوات المسلحة المصرية قادرة علي انهاء اسطورتة الاعلامية ولكن كما راينا ان ما تبقي من "حلاوة الروح" وضربات الضعفاء لاتبتغي سوي كسب معارك اعلامية كما راينا ، والخطر الحقيقي بصراحة يأتي من المنيا ومحاولات فلول الاخوان ةالسلفيين الانتقال من سيناء الي الصحراء الغربية سلاحا ، والي قري في المنيا لاثارة الفتنة الطائفية ولعلي كتبت عشرات المرات المنيا بها 1241 قرية ونجع وتتكرر الاحداث في (33) قرية تنتقل فيهم الاحداث ، المنيا اكبر تجمع مسيحي في الشرق الاوسط (ما يقارب 6 ملايين مواطن 35% منهم مسيحيين ) وترتفع حيازات المسيحيين وممتلكاتهم من الثروة المنياوية إلي حوالي 30% ، المنيا بها حوالي خمسة الاف مسجد و632 كنيسة ، نشأت في المنيا الأفكار القطبية علي يد الارهابي شكري مصطفي بجبال أبو قرقاص منذ نهاية ستينيات القرن الماضي وادي الأمر إلي مقتل فضيلة الشيخ الذهبي وزير الأوقاف عام 1978 ، وتمت أدانه شكري وجماعته واعد م هو وأربعة اخرين ،وكذلك من 1978 شهدت المنيا اول قتل لكاهن القمص غبريال بالتوفيقية بسمالوط ، وعادت الجماعة الاسلامية الي المنيا بشكل أكثر عنفا مع عاصم عبد الماجد وكرم زهدي وفؤاد الدواليبي في حي ابو هلال جنوب المنيا وكانوا يفرضون الجزية ويطبقون الحدود ـ من وجهة نظرهم ـ ولازالت المنيا مرتع للطابور الخامس وفلول الإخوان وسموم السلفيين ، في وقت يقود البعض المعركة ضد الإرهاب بتستيف الورق وطلب اصدار بيانات الشكر من أساقفة موقرين .
كل ذلك لايجدي لان "بينس "علي الابواب ونحن أمام عدو حقيقي لن تنطلي علية اساليب "عمد الأرياف" ولجان المصالحات وبيانات الشكر ، الدولة في حاجة الي رجال من عينة من أصلحوا الملفين الفلسطيني والسوري او ممن خططوا واستعادوا الحايس .. بدلا من هؤلاء الفاقدين للرؤية والذين لا يعلمون خطورة اللعب بالملف القبطي.