الأقباط متحدون - آرثر جيمس بلفور
  • ١٧:٠٦
  • الثلاثاء , ٣١ اكتوبر ٢٠١٧
English version

آرثر جيمس بلفور

د. مينا ملاك عازر

لسعات

١٩: ٠٧ م +02:00 EET

الثلاثاء ٣١ اكتوبر ٢٠١٧

آرثر جيمس بلفور
آرثر جيمس بلفور
د. مينا ملاك عازر

 وزارة الخارجية

في الثاني من نوفمبر/ تشرين الثاني سنة 1917
 
عزيزي اللورد روتشيلد
يسرني جداً أن أبلغكم بالنيابة عن حكومة جلالته، التصريح التالي الذي ينطوي على العطف على أماني اليهود والصهيونية، وقد عرض على الوزارة وأقرته:
"إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى إقامة مقام قومي في فلسطين للشعب اليهودي، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يفهم جلياً أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في أي بلد آخر".
 
وسأكون ممتناً إذا ما أحطتم الاتحاد الصهيوني علماً بهذا التصريح.
 
المخلص
 
آرثر جيمس بلفور
أهم ما يتضح من تلك الرسالة التاريخية التي غيرت مجرى المنطقة لأزمنة طويلة وتؤثر فيها للحظتنا هذه، أن في الغد تتم مأويتها الأولى، ولكي نفهم أكثر تعالوا نتعرف على خلفية تلك الرسالة التي أوردتها نصاً مترجمة.
 
آرثر جيمس بلفور صاحب التصريح أو صاحب الوعد هو وزير الخارجية البريطاني، أرسل الرسالة للورد ليونيل ولتر دي روتشيلد، ولا يفوتني أن أضعك صديقي القارئ أمام حقيقة تاريخية مفاداها، أن لم يتجاوز عدد اليهود في فلسطين خمسة بالمئة من السكان هناك، كما أن الجيش الإنجليزي لم يكن قد وطئت قدمه أرض المنطقة، إذ وصلها بعد شهر من تاريخ الرسالة، ما يعني أن إنجلترا فعلاً قد اجتهدت لتنفيذ العهد بوصولها للمنطقة هذه.
 
ومن الواضح أن الوعد الذي قطعته حكومة جلالة ملك بريطانيا، حاولت تغطيه بوعود تضمن الحقوق للجاليات والطوائف والديانات الأخرى القاطنة نفس المنطقة،ولكي يزيد في الوعود وعداً، وعد بألا تُمس مصالح اليهود وجالياتهم في شتى بقاع العالم.
 
ومن الثابت تاريخياً، أن بلفور كان واحد من الكارهين لليهود حين كان رئيساً للوزراء في بريطانيا من 1903- 1905 مثله مثل لويد جورج رئيس الوزراء التالي وتشمبرلين، ولويد جورج كان صاحب وعد لليهود بوطن في شرق أفريقيا!
 
والسؤال هنا، لماذا تورطت بريطانيا في وعد كهذا؟ فلا يمكن أن يكون هذا شفقة من الحكومة الكارهة لليهود ولا رد لجميل وايزمان مخترع الأسيتون - المادة الحارقة المستفاد منها في الحرب العالمية الأولى- ولا حتى نزولاً على ضغوط من الجماعات الصهيونية، فقد كانوا قلة في غرب أوروبا، كما أنني لا أستطيع تقبل أن للأثرياء اليهود دور، إذ لم يكونوا مؤمنين بالحركة الصهيونية.
 
على كل حال، قد صدر الوعد ونفذته بريطانيا، والأهم أنها تحتفل غداً بحضور رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو بمأويته، بحسب تصريحات ماي في مجلس النواب البريطاني أنه من الضروري الافتخار بالوعد، وتقول هذا برغم ما رأته من نتائج له على المنطقة اللهم إلا أنها سعيدة بوجود دولة إسرائيل كواحة للديمقراطية في المنطقة.
 
المختصر المفيد ملعون كل من وعد بما لا يملك، لأياً ممن لا يستحق.