الأقباط متحدون | نفسي أروح لبلدك يارب ومش عارف
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٣:٣٦ | الاثنين ١١ ابريل ٢٠١١ | ٣ برمودة ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٦٠ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

نفسي أروح لبلدك يارب ومش عارف

الاثنين ١١ ابريل ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

الراسل: مايكل ماهر عزيز جرجس

ذهبت إلى أبي في الاعتراف، لكي أتلو له عن أخطائي وسهواتي التي أقوم بها، وتطرقت معه في حديث خاص حول انتقادي لبعض رجال الإكليروس، وعندما تحدثت معه قام أبي الروحي بانتهاري قائلًا: إياك يا ولدي والجلابية السودة (قاصدًا رجال الكهنوت والاكليروس) .. مستكملا قوله لي: تحدث عن كل شيء يا ابني ولا تتحدث عن قادتك الروحيين. ذاكرًا لي بعض الآيات الروحية محذرًا إياي من عقاب الرب لي لو تحدثت عن قادة شعبي بسوء.
وفي الحقيقة قد سمعت لكلام أبي الروحي، ولم أتحدث قط عما يحدث من أفعال وتصرفات بعض رجال الإكليروس، مهتمًا فقط بخلاص نفسي التي أرجو ان تكون في طريقها الصحيح نحو الرب .
كان هذا الاعتراف منذ فترة ليست ببعيدة، كنت حينها أكتب موضوعات شديدة اللهجة ضد تصرفات الأنبا "بيشوي"، نتيجة صدور بعض التعليقات والأقاويل التي صدرت منه بجريدة "المصري اليوم"، وما يحدث بمؤتمر تثبيت العقيدة، من تهكمه علي الطوائف المسيحية الأخرى، الأمر الذي أدخلنا بمشاكل كثيرة لا حسر لها، وكانت النتيجة اختفاء نيافة الأسقف عن الأنظار وعدم ظهوره مرة أخرى.
لقد فضلت أن اصمت وألا أتكلم في مثل هذه الأمور، لـني قد وجدت نفسي في موضع الإدانة والانتقاد، فحسبت الصمت ربحًا لخلاص نفسي من السقوط في دينونية عظيمة ..لقد صمت طويلا وبقيت الامور هادئة إلى أن جاءت رياح التغيير، وهبت علي مصر "تسونامي الحرية" التي هي مظاهرات الشباب المطالبة بالعدالة والحرية والمســـاواة، فأدركت جيدًا أن صمتي ما هو إلا عبارة عن خنوع وتهاون أقوم به لأنني لا أشهــد للحق.
وإنه ينبغبي علي كابن مخلص للكنيسة وغيور على عقيدتي الأرثوذكسية القويمة، أن أتكلم عن الحالة التي نمر بها والإصلاح الذي يجب أن ننادي به، فيجب قبل المطالبة بحقوقنا المسلوبة يجب أن نصلح ما بداخلنا أولاً قبل أن نتكلم.
وهذه المطالبة تأتي لملء الفارغ الذي بداخلنا، والحقيقة نحن نمر بفراغ كبير، فلو لاحظنا أنفسنا ككنيسة أرثوذكسية إننا قد ابتعدنا في الفترة الأخيرة كثيرًا عن الشركة المسيحية، وعن الكنائس الشقيقة وأدخلنا أنفسنا في قوقعة لا نعرف متى سوف نخرج منها، وهذا الخروج قد بدأ عنـدمـــــا منعنا أنفسنا من الذهاب الي "أورشليم" (القدس) بلد ربنا يسوع المسيح، وكمثل بقية كنائس العالم لم نذهب للقيام بالحج في الأراضي المقدسة بفلسطين، وهذا بسبب حجج وهمية وصراعات سياسية لا دخل لنا فيها، فأصبحنا ننظر إلى القدس على أنها حلم يحلم به ملايين المسيحيين المصريين، ولا يقدرون أن يذهبوا بسبب كابوس السياسة، وعقاب البابا، وبحجة أننا لن ندخل القدس إلا ويدنا بيد شيخ الأزهر، كأننا في زمن صــــلاح الدين ونحن لا ندري!!
ولعل أهم ما أريده أن يتحقق الآن هو عودة المسيحيين الأرثوذكس، وزيارتهم إلى القدس أورشليم مدينة المسيح التي قد حرمنا منها لأسباب دنيوية لا دخل لنا فيها.
هل نحتاج إلى استفتاء لكي نذهب إلى أورشليم (القدس)؟؟
***********************************************
وعلى غرار ما حدث بالاستفتاء عن تعديلات الدستور المصري، هل سنفعلها نحن الأقباط ونطالب الكنيسة بالذهاب إلى القدس؟، وهل سيقبل البابا بهذا؟؟
فمع حبنا وتقديرنا لدور أبينا قداسة البابا شنودة، وما يقوم به من خدمات لأبناءه بالداخل والخارج، إلا أنه يجب عليه العدول عن قراره بمنــــع الأقبــــاط الذهاب للقدس.
ولكن الذي لا أعرفه؛ ما هي المبررات الحقيقة لعدم ذهابنا إلى القدس اليوم، فقديمًا كنا نلتمس العذر لقداسة البابا شنودة على قراره، لأنه كان في ذلك الوقت علي خلاف شديد مع الرئيس أنور السادات، وكان السادات حينها أطلق الإسلاميين لتأييد نظامه، وقد تخوف البابا علي سلامة أبناءه ،فامتنع الذهاب مع السادات إلى إسرائيل لتوقيع اتفاقية السلام، وذلك حتى لا ينتقم المتطرفون الإسلاميين من أبناءه .
كان هذا تصرف حكيم لقداسة البابا، ولكن للأسف فقد استمر القرار إلى يومنا هذا، وبات عدم ذهاب المسيحيين إلى القدس بسبب أسباب سياسية لا دخل لنا فيها.
وقد لقي هذا القرار المعيب ترحيبًا من فلول النظام السابق!! وقررت محكمة القضاء الإداري بتأييد قرار وزير الداخلية بمنع الأقباط المصريين من السفر إلى القدس وبيت لحم، وغيرها من الأماكن المقدسة الواقعة تحت احتلال إسرائيل.
وأصبح القبطي محرومًا من ممارسة شعائره الدينية مثل بقية مسيحيي العالم.
...................
كل هذا يدعو أي مسيحي الي الضيق والحزن، بل ويدعو أيضًا إلى العتاب، فهل سنثور ونطلب احترام مشاعرنا الدينية، أم ستظل قيادة الكنيسة تلعب أدوارًا سياسية ليست لها من الأساس.
هل سيقول البابا في هذا الوقت من يريد الذهاب للقدس فليذهب الآن؟
يارب مشتاق أن أذهب إلى أرضك، وأن أتبارك بديارك التي عشت بها، أنت وتلاميذك، فهل سيتحقق ذلك؟!




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :