لا أطلقك إن لم تباركنى
سامية عياد
السبت ٢٨ اكتوبر ٢٠١٧
عرض/ سامية عياد
بدموع غزيرة وقبلات حارة وطيب غالى الثمن عبرت المرأة الخاطئة عن اصرارها على التغيير والشفاء من مرض الخطية ، حتى شعرها تاج جمالها صارت تمسح به قدمى المسيح ، نموذجا يدعونا للتأمل والتعلم ..
القمص يوحنا نصيف كاهن كنيسة السيدة العذراء شيكاغو فى مقاله "المرأة الخاطئة فى بيت الفريسى" وضح لنا بعض المعانى المستخلصة من نموذج المرأة الخاطئة ، لقد أدركت المرأة الخاطئة أنها فى وضع لابد من تغييره ولذلك تمسكت بقدمى يسوع ولسان حالها يصرخ مع يعقوب أب الأباء : "لا أطلقك إن لم تباركنى" ، تمتعت هذه المرأة بحب واهتمام الرب بها وتحريرها من عبوديتها للخطية ، لقد سامحها الرب يسوع بما كانت مديونة به فصارت مديونة لحبه وتملك حبه على كيانها ففاضت دموعها بغزارة عند قدميه ، وفمها لا يكف عن تقبيل قدميه معبرة عن شكرها وتمجيدها للمسيح الذى حررها من عبودية الخطية .
لقد أمنت المرأة الخاطئة بحب يسوع لها فلم تكف عن تقبيل قدميه تطلب الغفران فنالت بالفعل الغفران والخلاص والسلام ، هنا نتعلم أن التوبة مكانها عند قدمى المسيح أسلوبها الخشوع والدموع والقبلات وثمرتها الغفران والسلام والفرح ، وتقدم لنا الكنيسة فى كل صلاة ليتورجية نحضرها بتوبة وخشوع ، إذ تصلى لنا التحليل فى نهاية كل صلاة من أجل غفران خطايانا وتطهير حياتنا ، نتعلم أيضا التواضع ، بالتواضع نالت المرأة الخاطئة الغفران ، بدونه لم تكن تقدر أن تفعل ما فعلته ، فالتواضع صديق التوبة وسندها بعكس الكبرياء الذى يعطل دائما التوبة ويقف أمامها كحجر عثرة ، كما أن المرأة الخاطئة كانت فى حالة تركيز شديد على شخص المسيح القادر على شفاء جراحاتها فلم ترفع نظرها لشخص آخر من الموجودين فى البيت .
ليتنا نتعلم الحب والتواضع والتوبة والإصرار على التغيير كما كان لهذه المرأة ، نصلى كما علمتنا الكنيسة فى صلاة نصف الليل : أعطنى يا رب ينابيع دموع كثيرة كما أعطيت منذ القديم للمرأة الخاطئة ، واجعلنى مستحقا أن أبل قدميك اللتين أعتقتانى من طريق الضلالة ، وأقدم لك طيبا فائقا ، وأقتنى لى عمرا نقيا بالتوبة ..