معركتنا مع الإرهاب من فرنسا للمنيا مرورا بالواحات
سليمان المنياوي
الجمعة ٢٧ اكتوبر ٢٠١٧
سليمان المنياوي
كثيرون تعودوا عدم الربط بين معركتنا مع الإرهاب خارجيا وداخليا ، ويتعاملون مع المواقف ب"القطعة" ويتحرك مجموعات من مايسمي "الخبراء الاستراتيجيين" بدون وعي لا للمتغييرات التي تجري في العالم ولا لمدي استخدام الاعلام في الصراع خاصة بعد ثورة الاتصالات وظهور انواع جديدة من الحروب مثل حروب الجيل الرابع والخامس ، ومن هذا المنطلق دعونا نتفحص ثلاثة معارك اساسية وهي : اولا :معركة فرنسا من اليونسكو لزيارة الرئيس ثانيا : معركة الواحات من الكيلو 135 لاسيوط ثالثا : معركة الفتنة الطائفية بالمنيا كل ذلك ترتب بعد نجاح المخابرات المصرية ـ
وفق تصريحات الفلسطينين ـ بقيادة معركة ناجحة ادت الي تحقيق السلام الفلسطيني الفلسطيني بين السلطة وحماس من جهة وبداية رؤية جديدة لعملية السلام من جهة اخري ، وعلي
الصعيد السوري حققت مصر نجاحا كاد يكون مستحيلا في المسار السوري بين فصائل المعارضة السورية وبين النظام وتلك الفصائل ، وشهدت بذلك الدول الكبري مثل امريكا وروسيا وفرنسا ، ومن الدول المعنية بالصراع مثل العربية السعودية ، كما امتد النجاح اعدم اثارة ابعاد بشار الاسد في المرحلة الانتقالية .
من اليونسكو لزيارة الرئيس لفرنسا : كلنا تابعنا معركة كسر العظم من قطر مع مصر في انتخابات اليونسكو وكيف تم للاستثمارات القطرية ان تتجاوز كل
خبرات الخارجية المصرية ، ولكن الهجوم المضاد الذي حدث من نتائج زيارة الرئيس من نتائج ملموسة علي كافة الاصعدة الدبلوماسية والاقتصادية والتسليح ومكافحة الارهاب ، وكيف حاول الاعلام خاصة الغربي احراج الرئيس او اثارة المنظمات العاملة في حقوق الانسان علي الوضع في مصر ولكن خبرة مؤسسة الرئاسة والرئيس استطاعوا تجاوز هذة المسألة الصعبة .
من باريس الي الواحات : فشل القوي المضادة في باريس ادي بها للانتقال الي الواحات عبر الاذرع العسكرية الارهابية لها ، وكلنا شاهدنا كيف لعب الاعلام الخارجي والداخلي دورا سلبيا اقوي من السلاح ، بمعني ان الاعلام الخاص بالداخلية تأخر كثيرا ، وان كان للداخلية عذر في كونها كانت في حالة حرب الا ان الاعلام الرسمي والخاص في مصر قد سقط بدون اي اعذار حتي ان الهيئات المنوط بها مراجعة الاعلام ثبت فشلها بكل تأكيد ، وانتهزت القوي المضادة في الاعلام الغربي فشل اعلامنا وفوجئنا بوكالات عشنا طويلا نتحدث عن حياديتها جزء من المخطط واذاعت عدد للقتلي غير صحيح رغم ان الشئ الوحيد الذي لا يمكن عدم الدقة فية هو عدد الشهداء ، لانة لكل شهيد أهل وجنازة وفي ظل ثورة الاتصالات لايمكن تورية ذلك بأي سبيل من السبل ، وكان رد الهيئة العامة للاستعلامات موفق مهنيا وكيف طلب منهم الكشف عن تلك الاسماء حتي نصحح نحن او يصححوا هم بياناتهم .
وبالطبع امتدت المعركة من الكيلو 135 حتي اسيوط وصححت الداخلية من الخطأ الاعلامي الاول واصدرت بيانها بكل وضوح ودقة .
وبالطبع انتهت معركة الواحات بأ ستعادة الداخلية قواها وهيبتها مع الارهاب المباشر رغم اوجة التقصير التي لامجال للحديث عنها الان والتي بسببها جعل "جنرالات الواقع الافتراضي " وخبراء حروب الجيل الرابع والخامس يكسبون الجولة لمدة يومين .
نصل الي المنيا : بعد الفشل الخارجي والهجوم المضاد من الواحات لاسيوط ، انتقل الطابور الخامس الي المنيا ، لاستثمار معاناة الاقباط وعدم امتلاك اجهزة الامن الرؤية الصحيحة للتعامل مع الطابور الخامس وهذة بعض المعلومات الموثقة : 1ـ قرية الشيخ علاء او عزبة الدهب وتبعد عدة كيلو مترات عن المنيا ، اتخذت فيها المطرانية منزل لااقامة الشعائر ، ولكن المتشددين هاجموة 2015 ولم يقبض علي احد منهم رغم انهم معروفين وبينهم فرد أمن ، وفي هذا الشهر اعاد الاقباط فتح المكان ولكن في عصر اليوم الاحد 15 أكتوبر جاء المتشددين السلفيين وتحرشوا بالمكان فما كان من الامن سوي اغلاق المكان ، ولم يسمح بالبقاء في المكان سوي للكاهن ومعة شخصين ولازال هذا الوضع حتي عصر الجمعة 27 أكتوبر. 2
ـ قرية القشيري التابعة لمركز ابو قرقاص يسكنها حوالي 800 قبطي ، بها مكان مقام من 2015 وبة حضانة ، وفي الاحد الماضي حينما صلي الكاهن مع الاطفال قام المتطرفون بقذف المكان بالحجارة ، وأصابوا اربعة لازالوا قيد العلاج ، ولم يتم القبض علي احد رغم انهم معروفين لدي الجميع ، وحجة الامن بعد اغلاق المكان الحفاظ علي الارواح .
والان يقوم البعض بالضغط علي الاقباط للجلوس في حل عرفي للتنازل عن المنزل للاسف كما يقص لي المصدر ان ذلك حدث منذ ثلاثة سنوات في قرية عرب اسمنت ولم يفتح المكان للصلاة حتي الان .
3ـ قرية الكرم : القريبة من ابو قرقاص والمدهش ان احد لم يشتكي للامن ولكن الامن ايضا الاحد الماضي بادر واغلق المكان تحسبا لهجوم من المتطرفين ، والاكثر ايلاما ان احد اعضاء مجلس الشعب ، معروف لة موقف يؤجج الفتنة ، وللعلم هي نفس القرية التي تمت فيها تعرية السيدة سعاد ولم يحاسب احد حتي الان .
؟!! 4ـ واثناء كتابة المقال الجمعة 27/ 10 في راسها وجأت قوات الامن وفرقت المتظاهرين .
قام متطرفون بعد صلاة الجمعة بالهجوم علي كنيسة في عزبة زكريا بالمنيا وحاول الشباب القبطي ان يمنعهم فقاموا برشق ابواب وشبابيك منازل الاقباط بالحجارة واصيبت سيدة بحجر ولم يتم القبض علي احد .
ولايملك الاقباط او العقلاء اي قوة لمنع هذا التدهور ، وبعيدا عن ادانة هذا الطرف او ذاك المشهد أمامنا واضح جدا ويتلخص في الاتي : ان الحرب ضد الارهاب ممتدة وان هناك ملفات نجحت فيها الاجهزة السيادية والرئاسة مثل المصالحة الفلسطينية والملف السوري وزيارة الرئيس الاخيرة لباريس ، وملفات اخري تقهقرت فيها الخارجية مثل معركة اليونسكو، ومعارك لاتربط فيها الداخلية والامن الوطني بين مواجهة السلاح ومواجهة الطابور الخامس حاولت الحديث مع نيافة الانبا مكاريوس ولكنة رفض الحديث حرصا علي عدم تدهور الاوضاع ، ولكن احد شباب الاقباط قال لي : " بعض أجهزة الامن تريد ان تغلق اماكن الصلاة غير المرخصة بحجة ان هناك خطر من المتطرفين علينا ، رغم ان اشقائنا المسلمين في الاماكن الاربعة مع الصلاة والامن يعرف ذلك ، واضاف ولماذا لا يقبض علي اي من المتطرفين في الاماكن الاربعة ويطبق القانون ، أم انة يتركهم ليثبت انة يدافع عن الاقباط .
؟ شاب اخر قال : " المتشددين وبعض صغارالمسئولين يقولون لنا خلي الرئيس والجيش ينفعكم " ؟!! هل يكفي ذلك لكي نعرف اين الخلل وان انتصرنا بالسلاح فأن الطابور الخامس اقوي ، وهل يدرك صانعي القرار ان المعركة الخارجية تمكنا منها ولكن المعارك الداخلية تحتاج أعادة النظر لما حدث في الواحات وما يحدث في المنيا والعلاقة بين كل ذلك وبين معركة الرئاسة القادمة وقبل فوات الاوان .