أسرار جابر عصفور
مقالات مختارة | خالد منتصر
الجمعة ٢٧ اكتوبر ٢٠١٧
فى حوارى مع د. جابر عصفور حول محطات التنوير فى رحلة مصر المحروسة، كشف لى الغطاء عن بعض الأسرار والكواليس فى الحياة الثقافية المصرية، التى أثارت الكثير من اللغط، أولها قصة موافقة الشاعر صلاح عبدالصبور على اشتراك إسرائيل فى معرض الكتاب، قال «عصفور» إن «صلاح» بصفته رئيساً لهيئة الكتاب رفض اشتراك جناح إسرائيل بطريقة ذكية، ومقبولة دولياً، حيث قال إنها قد تأخرت فى التقديم، ولذلك يرفض طلبها، لكن الكاتب أنيس منصور توجه إلى الرئيس السادات، وقال له إن الرئيس بيجين شخصياً مستاء من القرار، وكيف يوافق المصريون على التطبيع، وتمنعوننا من الاشتراك فى معرض كتاب دولى؟!، انفعل السادات وقرر قبل المعرض بفترة بسيطة جداً اشتراك إسرائيل، ووجد «صلاح» نفسه فى موقف لا يحسد عليه، وأكد «عصفور» أن «صلاح» كان رجلاً وطنياً، وليس عميلاً أو خائناً، كما قال البعض، أو باع نفسه كما قال له الرسام بهجت فى الجلسة الخاصة فى منزل الشاعر حجازى، وكانت سبباً فى مقتل صلاح عبدالصبور، وهكذا تحققت نبوءة «صلاح» بأنه سيقتل بالكلمة الحجر، وهذا يفتح ملف ذبح المثقف المصرى لزميله وتخلف إدارة الحوار وافتقاره للحد الأدنى من الإنسانية بين قبيلة المثقفين المصريين، وضيق الصدر واستسهال التجريس.
الحكاية الثانية من حكايات المثقفين هى حكاية يوسف إدريس و«نوبل» وهجومه على نجيب محفوظ، قال د. جابر عصفور إنه عندما طرده وفصله «السادات» من كلية الآداب، ذهب إلى جامعة ستوكهولم ورُشح إدريس هو، ورئيس القسم، وأُبلغ «إدريس» بذلك، واقتنع يوسف إدريس بأن ترشيح جامعة ستوكهولم القريبة من مقر الجائزة هو جواز المرور الأكيد لنوبل، هكذا تصور، ولذلك كانت صدمته كبيرة عندما فاز نجيب محفوظ بالجائزة، فهاجمه فى جلساته الخاصة ومنتدياته، ويفسر «عصفور» ذلك بأن «إدريس» كاتب انفعالى فوضوى عكس «نجيب»، وتلك طباع شخصية، وليست حقداً أو كراهية، الحكاية الثالثة هى تكذيبه لمقولة إن سيد قطب هو مكتشف نجيب محفوظ، وأكد أنها مجرد فرية وشائعة، وأن سفر «قطب» فى بعثة ليس تكريماً لعبقريته!!، وإنما كان للتخلص منه، ومن شخصيته المعقدة على مستوى وزارة التعليم، وكشف عن أن رائد التنوير الذى لا بد أن يكرّم مثله مثل رفاعة الطهطاوى هو الشيخ حسن العطار، الذى لم ينل حقه من الدراسة والبحث، الحوار كان ثرياً، وذا شجون، ويستحق المزيد من التحليل.
نقلا عن الوطن