مستشفى ثابت ثابت أمل جديد يحتاج دعمكم
مقالات مختارة | خالد منتصر
الخميس ٢٦ اكتوبر ٢٠١٧
كشف انتشار حمى الضنك والاضطراب والعشوائية التى تعاملنا بها معها عن عورات رهيبة فى نظام التعامل مع الأمراض المتوطنة والأوبئة، فمستشفيات الحميات إمكاناتها فقيرة ومخجلة وأقسام المتوطنة فى الجامعات تأخذ الفتات للصرف على الأبحاث، وهكذا أصبحنا بلا غطاء طبى أو درع صحى يحمينا من تلك الأوبئة الفتاكة، ولكن هناك بقعة ضوء فى نهاية النفق تحتاج حتى تصبح شمساً مشرقة مجهودكم ودعمكم سواء رجال أعمال أو مواطنين أو هيئات أو جمعيات أو نوادى روتارى أو إينرويل أو مصارف زكاة.. إلخ، الكل لا بد أن يتكاتف لاستكمال مشروع مستشفى ثابت ثابت بالهرم، الذى أترك الأستاذ دكتور أحمد عبداللطيف أبومدين، رئيس قسم الأمراض المتوطنة السابق بقصر العينى، للحديث عنه، وأقتبس من رسالته الطويلة هذه النقاط المهمة:
تعتبر الأمراض المتوطنة لأى من الأمم بمثابة المرآة الحقيقية للحالة الصحية لأفرادها وما زالت هذه النوعية من الأمراض كثيراً ما تنطلق فى اجتياح على هيئة «أوبئة» مما يعبر بوضوح عن شدة التخوف منها وذلك لصعوبة السيطرة عليها حين انتشارها حيث إنها فى معظم الأحوال تنتشر عدواها بسهولة وذلك من جراء الاختلاط اليومى بين الناس مما يهدد التنمية البشرية فى المجتمعات النامية ومما هو معروف أن جميع الأمراض المتوطنة أمراض معدية وأغلبها وبائية وهذه النوعية من الأمراض تجتاح البلدان دون أن تعرف الحدود السياسية بين هذه البلدان فهى تصيب جميع أفراد المجتمع دون تمييز.
تخصص الأمراض المتوطنة فى كبرى جامعات مصر والشرق الأوسط (جامعة القاهرة) ظل فى العهود السابقة دون اهتمام وما زال يشغل عنبراً ونصف عنبر به عدد لا يتجاوز أربعين سريراً وليس مجهزاً لاستقبال أو تشخيص «الحالات فائقة العدوى» وظل دون تطور فى مجال الأمراض المتوطنة منذ أواخر الأربعينيات فى القرن الماضى رغم جهود علمائه الفائقة والمميزة وحيث كان مرتبطاً وقت ذلك فى بدايته بانتشار الأوبئة التى خلفتها الحرب العالمية الثانية نتيجة للانتقالات المكثفة للجيوش الأجنبية عبر البلاد.
كما أنه لا يوجد على مستوى الجمهورية أى مستشفيات جامعية ترتقى إلى المستوى العلمى والعناية الطبية والتطوير البحثى العلمى الضرورى لهذا التخصص باستخدام التقنيات الحديثة ولا يوجد سوى بعض مستشفيات (الحميات) التقليدية التى لا يمكن لأى منها أن يفى بأغراض تطوير التشخيص أو العلاج أو أبحاث الوقاية أو تطوير تقنياتها على المستوى الجامعى لمنح الشهادات التخصصية العالية فى هذا المجال الطبى المهم.
لذلك فإن مشروع «مستشفى ثابت ثابت» التابع لمستشفيات جامعة القاهرة الذى يقام الآن فى مصر بشارع الهرم صرح شامخ لإرادة علماء مصر لصالح الأجيال وهو الأمل الوحيد الذى يحقق إضافة جديدة رائدة غير مسبوقة لجامعات مصر والمنطقة العربية وأفريقيا والشرق الأوسط حيث إنه أول معهد فى تاريخ هذه الجامعات يختص بمجال الأمراض المتوطنة والمعدية والحميات والوبائيات والذى سوف يخاطب التكنولوجيا المتطورة الحديثة وسيقوم هذا المعهد بتشخيص ومتابعة وتحديث طرق تشخيص وعلاج الأمراض المتوطنة والمعدية والحميات والوبائيات فى مصر والدول المحيطة بها فى أفريقيا والشرق الأوسط والبلاد العربية كما سيقوم برصد الأوبئة المقبلة من القارات المختلفة عبر مصر لما لها من وضع متميز بين القارات.
وقد حظى مشروع «مستشفى ثابت ثابت» التابع لمستشفيات جامعة القاهرة بالهرم باهتمام كبير من قيادات الدولة فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى بعد توقف دام أكثر من ثمانين عاماً وقد وضعت جامعة القاهرة هذا المشروع القومى على رأس أولوياتها لتتحمل جامعة القاهرة -الجامعة العريقة- مسئولية حماية شعب مصر من الأمراض المتوطنة التى تفتك بصحة الإنسان وحماية شعوب قارة أفريقيا وبالتالى حماية شعوب العالم ليتم استكمال أعمال بناء الصرح الشامخ لجامعة القاهرة فى شارع الهرم بعد توقف دام عقوداً عديدة من الزمان منذ عام 1937 ليقترب موعد افتتاحه فى غضون شهور قليلة ليصبح شاهداً على نجاح «قيادة مصر» من خلال علمائها وأبنائها وبجهود السادة وزراء التعليم العالى ورؤساء جامعة القاهرة وعمداء كلية الطب وعلماء وأساتذة قسم الأمراض المتوطنة، خاصة الأستاذ الدكتور جابر نصار والأستاذ الدكتور جمال عصمت اللذين يشهد لهما الجهد المضنى الشاق الدءوب من متابعة وتذليل العقبات المالية والإدارية والهندسية وإعطاء الصلاحيات لسرعة الإنجاز فى الفترة السابقة.
نقلا عن الوطن