الأقباط متحدون - الإرهاب لا دين له.. كلمة باطلة يراد بها حق
  • ١٣:٠٥
  • الخميس , ٢٦ اكتوبر ٢٠١٧
English version

الإرهاب لا دين له.. كلمة باطلة يراد بها حق

مقالات مختارة | عادل نعمان

١٨: ٠٨ م +02:00 EET

الخميس ٢٦ اكتوبر ٢٠١٧

عادل نعمان
عادل نعمان

دعونى أغير فى مقولة الإمام على (كلمة حق يراد بها باطل) قالها لما رفع أنصار معاوية المصاحف على أسنة الرماح، حين كان النصر قريبه فى معركة صفين، وخدعوه بالاحتكام لكتاب الله، ولم يصدقه أنصاره وشيعته. أغيرها على نحو آخر وهى «كلمة باطلة يراد بها حق» لكل من يخادعون ويزيفون الحقيقة، ويزعمون «أن الإرهاب لا دين له». فمن قتل وذبح وسفك الدماء ليس وثنيا أو بوذيا أو صابئيا أو مسيحيا أو يهوديا، فهم من ديننا ومن عقيدتنا التى نعتقدها، هم مسلمون من بيوتنا ومدارسنا ومعاهدنا ومساجدنا، درسوا وتفقهوا على يد المشايخ، ونهلوا فقه الجهاد من أئمتنا وتراثنا، ولم يميلوا عنه قيد أنملة. تعالوا إلى فقه الجهاد، وهو متفق عليه بالإجماع، ونرى كيف تطورت مراحله من مرحلة العفو والصفح إلى قتال المشركين «الوثنيين»، ثم الكافرين من «اليهود والمسيحيين»، ثم المنافقين، وهم نحن معشر المسلمين المناهضين لفكرهم وعقيدتهم.

أولا: المرحلة الأولى: البلاغ والإعراض والنصح والصفح والصبر.. وكانت فى مكة قبل الهجرة «فترة الاستضعاف» وامتثل المسلمون للآيات..«وإن تولوا فإنما عليك البلاغ»..«فأعرض عنهم وعظهم»..«إن أنت إلا نذير».. «خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين».. «فاصفح الصفح الجميل».. «فاصبر صبرا جميلا».

ثانيا: المرحلة الثانية: الإذن بالقتال دون فرضه على المسلمين. يقول ابن القيم (والله قد أمرهم بالصبر والعفو والصفح، حتى إذا ما قويت شوكة المسلمين، واشتد الجناح أذن الله لهم بالقتال دون فرضه)، وكانت الآية (أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير)، وهى أول آية نزلت فى الجهاد والقتال، حين أُخرج المسلمون من مكة، والإذن كما فى الآية جاء بعد طلب وإلحاح من المسلمين، قال عبدالرحمن بن عوف وأصحابه للنبى (كنا فى عز ونحن مسلمون فلما آمنا صرنا أذلة)، والقصد عز القتال والغزو، وقد كان سلطانا وغزا قبل الإسلام.

ثالثا: المرحلة الثالثة: الأمر بالقتال لمن يقاتلهم ويعتدى عليهم. والآية (وقاتلوا فى سبيل الله الذين يقاتلونكم، ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين). وهو جهاد الدفع، وهو فرض عين على كل مسلم ومسلمة قادر على صد العدوان.

رابعا: المرحلة الرابعة: فرض القتال على المشركين والكافرين. والآية (وقاتلوا المشركين كافة) والآية (فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم، وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد، فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم...) والمشركون هم الوثنيون، ثم انتقل الجهاد والقتال إلى أهل الكتاب، وهم اليهود والنصارى، إلى جانب المشركين، بالآية (قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون)، والآية (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله)، وفى حديثه (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلى الله فإذا قالوها عصموا منى دماءهم وأموالهم)، أما عن المراحل الثلاث السابقة فقد نسختها «آيات السيف» الآيات السابقة «وهى الآيات التى استقر عليها المسلمون فى معاملة كل من كان على غير دينهم من جميع الأجناس»، مرحلة الاستقواء والشوكة، وقال أكثر أهل السلف بنسخ (إلغاء) آيات الموادعة والصفح والعفو. ولا يختلف أئمة المذاهب الأربعة والوهابية والسلفيون جميعا على أنه وجب على المسلمين عند الاستطاعة والقدرة محاربة كل الفئات السابقة حتى (لو لم يبدأوا هم بقتال)، ومنهم من أجاز قتالهم دون إنذار، حتى يسلموا أو يعطوا الجزية صونا وحفظا لأرواحهم من القتل.

وأخيرا: هذا عن قتال كل من كان على غير ملة الإسلام. فلماذا يقاتلون المسلمين؟ الإجابة (وردت أدلة الكتاب والسنة والإجماع بالأمر بقتال عدة طوائف من أهل القبلة (المسلمين) وهم البغاة، وقطاع الطرق، والمرتدون، ومن ترك الفرائض «تارك الصلاة والزكاة» ومن امتنع عن شريعة من شرائع الإسلام والجهاد ذروة سنامه، ويؤكد على ذلك ما قاله سيد قطب فى كتابه «فى ظلال القرآن»، وهو المنهج المتبع عند كل هؤلاء «ولقد ظهرت بدع، منها إنكار وجوب قتال أهل الكتاب، حتى يعطوا الجزية، وتسمية الجزية ضريبة خدمة عسكرية تسقط إذا شاركونا القتال، وهذا تعميم خطأ لفكرة الجهاد، وخرق للإجماع، بل من اقتنع بهذا واستقر أمره عليه من المسلمين، صارت طائفة ممتنعة عن شريعة من شرائع الإسلام وجب قتالها»). وهذا ما يؤكده شيخ السلفية وإمامها ابن تيمية يقول: (كل طائفة خرجت عن شريعة من شعائر الإسلام، الظاهرة والمتواترة، فإن امتنعوا عن الصلوات الخمس أو الزكاة أو صوم رمضان، أو حج البيت، وتحريم الفواحش والزنى والربا والميسر والخمر وامتنعوا عن الأمر بالمعروف وجهاد الكفار حتى يسلموا أو يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون، وجب قتالهم جميعا بإجماع أئمة المسلمين، وإن تكلموا ونطقوا بالشهادتين) هذه هى مراحل الجهاد التى تبدأ بقتال المشركين، ثم أضافوا أهل الكتاب، ثم الممتنعين عن أداء هذه الشعيرة من المسلمين، وبهذا قاتل الجهاديون والتكفيريون وخلفهم السلفيون كل من على الكرة الأرضية. وأخيرا لا داعى أن يقول قائل ليسوا منا.. هم منا قولة حق.
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع