الأقباط متحدون - لن ينتظرك الزمان حتى تبكى على خطاياك
  • ١٧:٢١
  • الخميس , ٢٦ اكتوبر ٢٠١٧
English version

لن ينتظرك الزمان حتى تبكى على خطاياك

سامية عياد

مع الكرازة

٢٦: ٠١ م +02:00 EET

الخميس ٢٦ اكتوبر ٢٠١٧

ارشيفية
ارشيفية
26/10/2017
عرض/ سامية عياد
وقتا طويلا قد يقضيه الإنسان فى الخطية فيصبح عاجز الإرادة غير قادر على الرجوع الى الله ، لا يسمع صوت الله ولا يرى يد الله الممدودة والنتيجة خسارة الحياة الأبدية ..  
 
نيافة الأنبا مكاريوس الأسقف العام بالمنيا فى مقاله "الخطية والزمن" وضح لنا أن الخطية تمر بثلاثة أزمنة ، زمن التفكير ، زمن التنفيذ ، زمن التوبة ، فالخطية تبدأ بالفكر الذى قد يهزمه الإنسان أو يهزم منه فإذا سقط يفعل الخطية ويسمى "زمن الخطية" ثم يستغرق الإنسان وقتا فى الندم قبل أن يقدم التوبة ، الخطية تتم فى لحظات بينما يعانى الإنسان من نتائجها لسنوات ، بل قد يفقد حياته كلها بسببها.
 
أن زمن الخطية يعنى من ناحية الساعات أو الدقائق التى مارس فيها الإنسان الخطية كالسرقة أو الزنى أو غيرها من الخطايا ومن ناحية أخرى يعنى أيضا الفترة التى عاش الإنسان فيها فى الخطية بعيدا عن الله يقول القديس بطرس "لأن زمان الحياة مضى يكفينا لنكون قد عملنا إرادة الأمم" وتسمى أيضا أزمنة الجهل : "فالله الآن يأمر جميع الناس فى كل مكان أن يتوبوا ، متغاضيا عن أزمنة الجهل" .
 
الله يعطينا فرصة للتوبة لكى نبتعد عن الخطية "اليوم إن سمعتم صوته ، فلا تقسوا قلوبكم" فقد يقسى قلب الإنسان لأنه قضى وقتا طويلا بعيدا عن الله حتى أصبحت إرادته عاجزة غير قادرة فتضيع الفرصة عليه للرجوع الى الله ، هكذا قال الأباء "لن ينتظرك الزمان حتى تبكى على خطاياك" ، الإنسان الذى يستطيع تجاوز زمن الخطية فإنه يستطيع تجاوز الخطية نفسها فلا يعطى الفرصة أن تتملكه الخطية فيضيع الوقت ولا يقدر على الرجوع بل يسمع لصوت الله ويطيعه ويقبله ويمد يده ليمسك بيد الله الممدودة إليه .
 
الله لا يريد أن يهلك أحد بل يريد أن الجميع يخلصون لذا فهو يفتقدنا ويمد يده إلينا ، يفتح بابه للجميع لمن يقرع عليه ، كفانا تضيع الوقت ..