قائمة الممنوعات على أبناء الكنيسة فى مصر
صدى الأقباط في الصحف | الدستور
الاربعاء ٢٥ اكتوبر ٢٠١٧
يبدو أن الأفكار التى تتسم بالجمود والتشدد تنتقل بالعدوى إلى كل شرائح المجتمع، إذ شهدت الإيبارشيات القبطية على مستوى الجمهورية إجراءات اتسمت بالتضييق على المصلين، خاصة النساء، بناء على أوامر أعطاها الأساقفة، حظروا فيها أشكالا كثيرة من الملابس، التى اعتبروها مخالفة للوقار الكنسى.
وبدأت الكنيسة فى عصر البابا الحالى، تواضروس الثانى، فى فرض ممنوعات جديدة على الأقباط لم تكن موجودة قبلًا، بحكم تعليمات الأساقفة على شعب الكنيسة الخاص بكل إيبارشية.. نتعرف عليها فى التقرير التالى.
البنطلون و«الكَت» والخلخال و«الروج» وفستان الفرح العارى.. محرمات على البنات
فى أسيوط، قرر الأنبا يؤانس، أسقف أسيوط وتوابعها للأقباط الأرثوذكس، إلزام النساء الأقباط بارتداء جواكت وجونلات «طويلة»، وذلك قبيل دخولهن الكنيسة لحضور صلاة القداسات، بحجة الحفاظ على هيبة الكنيسة.
كما منع الأنبا يؤانس خادمات الكنيسة تمامًا من ارتداء البنطال المُقطع، ووصل الأمر إلى حد تشكيل لجنة من الخادمات تكون مهمتها تنظيم دخول السيدات للصلاة، ومراقبة ومنع من ترتدى ملابس لا تليق، سواء كانت قصيرة، أو بأكمام «كت»، أو بنطلونات مقطعة، أو قصيرة، وليس أمام المسيحية التى ترغب فى الدخول للصلاة إلا حل من ثلاثة، إما أن ترتدى جاكت بلورو، أو جونلة جيبة، وتدخل للصلاة، أو تغادر، والحل الثالث أن تشتكى للأنبا يؤانس.
وقال مصدر كنسى لـ«الدستور»، إن القرار سيتم تطبيقه على مراحل، وبدأ بالكنائس الكبيرة والأكثر ازدحاما، ومنها رئيس الملائكة ميخائيل بوسط المدينة، والقديس مرقس الرسول بحى غرب.
وفى المنوفية، أكد مصدر كنسى مُطلع لـ«الدستور»، تطبيق سياسة جديدة بإيبارشية المنوفية تُفيد بمنع الفتيات الراغبات فى الالتحاق بالعمل التطوعى داخل الكنيسة، سواء كان خدمة التربية الكنسية، أو المرضى، أو المسرح، أو الكورال، أو غيره، من ارتداء البنطلون نهائيًا.
وطالب مطران المنوفية جميع الخادمات بضرورة ارتداء الجونلات الطويلة التى تستر الجسد بأكمله، كما يُراعى بألا تكون واسعة وفضفاضة بشكل يزيد على الحد المطلوب، وكذلك لا تكون ضيقة بحيث تشف وتصف مفاتن جسدها.
وفى دمياط وكفر الشيخ والبرارى، منع الأنبا بيشوى، رئيس دير القديسة دميانة للراهبات القبطيات الأرثوذكس- مسيحيات الإيبارشية من ارتداء الإكسسوارات غير اللائقة، مثل «الخلخال»، وهو إطار مزين ترتديه الفتيات فى قدمهن، ويصدر صوتًا رنانًا أثناء المشى، الأمر الذى أكد المطران أنه لا يليق ببنات الكنيسة المؤمنات.
وكان الأنبا بيشوى منع فى وقت سابق أيضًا المرأة المسيحية من وضع مساحيق التجميل، لا سيما «الروج»، أثناء التناول من الأسرار المقدسة، وذلك حتى لا يختلط «الروج» بالدم المقدس، مطالبًا القبطيات بعدم وضع مساحيق التجميل داخل الكنيسة وتحديدًا أثناء حضور القداس الإلهى.
التشديدات الدينية طالت طقس الزواج أيضا، فحسب مصادر كنسية، أصدر الأنبا بموا، أسقف السويس وتوابعها للأقباط الأرثوذكس، قراره بإلزام الفتيات المشاركات بحضور طقوس إتمام سر الإكليل المقدس، بارتداء روب طويل، مانعًا بذلك دخول الكنيسة بكافة فساتين السهرة والتى يحرص مصمموها على الاعتماد على جزئية الإغراء، من خلال كشف كتفى الفتاة وقدميها.
لم يقتصر الأمر على زميلات العروس، والمشاركات بالحضور فى طقس الإكليل، بل وصل الأمر إلى العروس أيضًا، فلم يسمح لها الأنبا بموا بارتداء فساتين عارية، وطالب العرائس بوضع «بُرنس» يستر المنطقة العلوية من الجسد التى تشمل الكتفين والصدر، مع مراعاة أن يكون فستان الفرح الأبيض طويلا بالفطرة كعادة العرائس.
كما منع الأنبا بموا الفتيات من خلع ذلك الروب، إلا عقب انتهاء طقوس الصلوات بشكل نهائى والخروج من باب الكنيسة.
الحرمان من «التناول» مصير الأرثوذكس المتعاونين مع البروتستانت
لم تقف قائمة الممنوعات عند الملابس فقط، وامتدت إلى حظر سلوكيات اعتبرها الأساقفة خطرا على العقيدة المسيحية، من بين ذلك القرار الذى أصدرته إيبارشية ميت غمر بمنع رعاياها من دخول الكنائس البروتستانتية، ليتم الإعلان عن هذا المطلب بشكل علنى فى عصر البابا تواضروس، بعد أن كان العمل به يتم قبل ذلك على استحياء، وذلك بعد تسريب مقطع فيديو، جاء فيه القس أنسيموس رزق، راعى كنيسة مارجرجس بميت غمر للأقباط الأرثوذكس، مهاجمًا الكنيسة الإنجيلية على منبر كنيسته، ويطالب بمنع الأقباط الأرثوذكس من دخول الكنائس البروتستانتية.
وقال القس فى المقطع المسرب بعد أن قطع صلاة القداس الإلهى: «اللى يروح عند البروتستانت لأى سبب، ترتيلة مش ترتيلة، كلام فاضى من ده، محروم هو وأولاده من سر التناول داخل الكنيسة، مسيحنا غير مسيحهم، وإيمانا غير إيمانهم، وإحنا بنقول: باسم الآب والابن والروح القدس وهما ما يعرفوش دى ولا يرددونها، فكيف نذهب وراءهم، ونبيع مسيحنا بسبب هدية أو شىء آخر، لا حل ولا بركة ولا سماح لأى واحد يروح عندهم، ولا نريد أن نتحدث كثيرا لكى نشرح الفرق بيننا وبينهم هما مسيحهم غير مسيحنا، ونحن لدينا أسرار وهم ليس لديهم أسرار كنسية، فلا حِل ولا بركة لكل شخص هو وأولاده». نفس الأوامر، ذات التوجه المتعصب دينيا، أعلن عنها الأنبا أبانوب، أسقف عام كنائس المقطم وتوابعها للأقباط الأرثوذكس، رئيس دير القديس سمعان الدباغ بمنشأة ناصر، عندما منع المرتلين غير الأرثوذكس من الصعود على منبر الكنيسة وأداء فقرات التسبيح، وكذلك منع دخول الترانيم المصحوبة بالموسيقى السريعة إلى دير سمعان الخراز، الذى كان قد اشتهر بأنه المكان المفضل للوعاظ والفرق غير الأرثوذكسية قبل توكيل البابا تواضروس الثانى، للأنبا أبانوب، الذى كان خادمًا بالمنطقة قبل الرهبنة، مهمة تدبير كنائس المقطم.
وشدد الأنبا أبانوب على أنه يجب على كل واعظ كلمة، أو مرنم يعتلى منبر دير سمعان الخراز بشكل خاص، أو كنيسة من كنائس المقطم، أن يتسم بالهوية الأرثوذكسية.
تيارات التجديد تواجه بإجازة «تناول الحائض» وارتداء البياض فى الموت
فى مقابل ذلك، رفضت تيارات كنسية أخرى الالتزام بتطبيق هذه القوائم من الممنوعات، وأعلن الأب بيشوى ملاك صادق، راعى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية فى بايون نيوجيرسى بالولايات المتحدة الأمريكية، امتناعه عن استخراج تصريح «خلو الموانع»، والذى اشترطت الكنيسة القبطية استخراجه كشرط أساسى لإتمام الزيجة لأى فرد من أفراد الكنيسة.
كما أصدر الأنبا بَفنُوتِيوس، مُطران إيبارشية سمالوط للأقباط الأرثوذكس بالمنيا، بيانًا رسميًا يجيز تلقى العزاء عقب الوفاة لمدة يوم واحد فقط، بالإضافة إلى مطالبته السيدات القبطيات بارتداء الملابس البيضاء، بدلًا من السوداء، باعتبار أن الأقباط الذين انتقلوا هم فى موضع الراحة، مستشهدًا بآية من الكتاب المقدس على لسان القديس يوحنا «متسربلين بثياب بيضاء» «رؤ ٧: ٩».
ويرى الأنبا بفنوتيوس أنه لا حاجة لتغسيل المتوفى، لاسيما أنه لا يوجد أثر يدل على ذلك فى الديانة المسيحية.
ويعد الأنبا بَفنُوتِيوس، أشهر عُلماء تيار التجديد داخل الكنيسة، خاصة بعد مطالبته للمجمع المقدس بضرورة السماح للمرأة الحائض بالتناول، على الرغم من كونه من الأسرار المقدسة.