بالتواضع يصير الإنسان إلها على الأرض
سامية عياد
١٨:
١٠
ص +02:00 EET
الاربعاء ٢٥ اكتوبر ٢٠١٧
24/10/2017
عرض/ سامية عياد
التواضع حائط سد لكل حيل وفخاخ الشياطين ، بالتواضع نمتلىء نعمة ونصير أقوياء نغلب الشياطين فلا تقدر أن تقترب منا ، بالتواضع نقتنى العديد من الفضائل الأخرى فنصير على صورة إلهنا..
القمص يوحنا نصيف كاهن كنيسة العذراء شيكاغو فى مقاله "التواضع" حدثنا عن مميزات الإنسان المتواضع وتتمثل فى أولا : الامتلاء بالنعمة فالمتواضع هو إنسان ممتلىء بالنعمة ويظهر على وجهه نور الرب ، عندما طلب تلاميذ الأنبا باخوميوس معلمهم أن يحكى لهم عن إحدى المناظر الإلهية التى يراها ، فأجاب : ".. إذا أردتم أن تبصروا منظرا إلهيا ، فابحثوا عن إنسان متواضع القلب وطاهر .." ، ثانيا: الإنسان المتواضع قوى جدا لأنه متكل على الله عكس المتكبر الذى يصير ضعيفا لأنه بدون نعمة الرب ، لقد صرخت الشياطين فى وجه القديس مقاريوس الكبير ذات يوم قائلة له "تواضعك ..الشىء الوحيد الذى به تتفوق علينا وتغلبنا" .
ثالثا: الامتلاء من روح الله ، فالمتواضع يستريح فيه روح الله ويتخذه مسكنا له ، عندما أبصر الأنبا موسى روح الله على الأنبا زكريا وهو يصلى بجوار البئر سأله ماذا يصنع لكى يخلص ، فتناول الأنبا زكريا قلنسوته عند رجليه وداسها ، ثم رفعها ووضعها ثانية فوق رأسه وقال : "إن لم يصر الراهب هكذا منسحقا متواضعا فلن يخلص!" ، رابعا: الافلات من الشياطين ، فالمتواضع يفلت من الشياطين فلا تستطيع أن تقهره لأن الشيطان متكبر ولا يستطيع أن ينحنى ، عندما قال الأنبا أنطونيوس للرب "آه يا رب .. من يستطيع أن يفلت من هذه ؟" كان رد الرب عليه "المتواضعون يفلتون!" .
الرب يسوع يدعونا أن نكون على صورته "تعلموا منى لأنى وديع ومتواضع القلب ، فتجدوا راحة لنفوسكم" ، فالتواضع نعمة من الله نصلى أن يهبنا الله أياه ، به تنمو فينا كافة الفضائل كما يقول مار إسحق السريانى "الأعمال الصالحة التواضع يصيران الإنسان إلها على الأرض"..