الأقباط متحدون - الدولة والحديد والأسمنت والدجاج
  • ٠٧:٢٧
  • الاثنين , ٢٣ اكتوبر ٢٠١٧
English version

الدولة والحديد والأسمنت والدجاج

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٣٥: ٠١ م +02:00 EET

الاثنين ٢٣ اكتوبر ٢٠١٧

الحديد والأسمنت والدجاج
الحديد والأسمنت والدجاج

د. مينا ملاك عازر

 طرحت حكومتنا الرشيدة ست رخص لست مصانع لإنتاج الأسمنت، كان مبررها في ذلك الفعل أن تلك المصانع الست ستوجه كل إنتاجها لشبكة الطرق القومية، ذلك يحدث في الوقت الذي مصانع الأسمنت التي على أرض مصر لا تعمل بكامل طاقتها كان من الممكن أن توجه الحكومة أو تطلب من السادة أصحاب المصانع رفع الطاقة الإنتاجية لتلك المصانع لتغطية رغباتها واحتياجاتها من الأسمنت المستخدم في رصف الطرق القومية، بالمناسبة هناك مصنع أسمنت بأكمله في سيناء موجه لخدمة مشاريع منطقة قناة السويس بناءاً على طلب الحكومة، والحكومة تمنع أن يوجه المصنع أسمنته خارج تلك المشاريع وتجبر المصنع على الشراء منه بسعر بخس، والمصنع متى حاول أن يبيع للسوق الأخرى داخل البلاد تمنعه الحكومة، مع أن بيعه لغير مشاريع القناة لن
يؤثر على مده للقناة بأسمنته لكن هانعمل إيه في جبروت الناس؟

لم تفهمنا الحكومة للآن سر إصرارها على إصدار ست رخصجديدة لمصانع ست جديدة لإنتاج الأسمنت اللهم إلا أنها تضيق الخناق على رجال الأعمال العاملين بهذا المجال الحيوي ويبدو أنهم لم يدفعوا ما يدفعه الآخرون.
 
ولكي لا تأول كلماتي السابقة، دعني أوضح لحضرتك أشهر مصنعين لإنتاج الحديد بمصر هما حديد المصريين وحديد عز، كلما أرادت الحكومة من الاخيرأن يدفع قلبت عليه القضايا فيدفع الرجل دون النظر لاستثماراته الهائلة في عالم الحديد، والذي قام بإنشاء أكبر وأهم مصنع في العين السخنة في هذا المجال، أما أبو هشيمة صاحب حديد المصريين فكل ما يملك ملكاً للدولة، وقنواته تسبح بحمد الحكومة وتطبل لها، فيرفع أسعار الحديد كما يريد، ما دام يمد الدولة بأطنان الحديد التي تريدها ويتحكم بإعلامه المرئيوالمسموع والمقروء في ما تريد الدولة التوجيه له، ولا ترى الدولة الجماهير تفهم توأماته معها، فتغض الدولة عن رفعه للأسعار غير المبرر بل تحميه بفرض رسوم إغراق على الحديد المستورد، ليبقى أبو هشيمة يبتز الناس ويأخذ من جيوب الغلابة ما يعطيه للدولة من تبرعات، ويبقى قادر على تمويل مشاريعه الإعلامية وشراء المؤسسات الإعلامية التي لم يزل بها نبض للحرية وتختلف وتعارض الدولة فيسكتها.
 
ولما كنا نظن حسن النيةفي الحكومة وصدقناها حين ألغت الجمارك عن الفراخ المستوردة لأسبوعين وعادت وألغت قرارها بحجة أنها تستجيب لطلبات أصحاب المزارع الذين كادوا يخسروا ما وراءهم وما قدامهم بسبب هذا القرار، صدقنا أن الحكومة تسمع للناس وتصدقهم ولم نصدق ما ادعاه البعض وقتها بأنها تسهل تمرير صفقة فراخ مستوردة، كسب صاحبها من ورائها الملايين بفضل قرار إلغاء الجمارك ثم عودتها، لأننا كنا حسني النية مع الحكومة، ولا نصدق أنها تتواءم مع رجال الأعمال ولا تتواطء معهم، أما والآن وأصحاب المزارع الداجنة لم يلتزموا بشرط الحكومة بعدم رفع أسعار الدجاج والبيض في حين أن الحكومة لم تلجأ لقرارها إياه بإلغاء الجمارك على المستورد من الفراخ،مما يذهب بحسن نيتنا للجحيم ويجعلنا نتأكد أنه كان هناك مستفيد من القرارين إلغاء الجمارك وعودتها، وأن أصحاب المزارع عرفوا كيف يكيفوا أوضاعهم مع الحكومة التي لا تعمل إلا لمصلحتها.
المختصر المفيد المصالح بتتصالح.