الأقباط متحدون - أصوليات هذا الزمان: هزيمة العلمانية فى إيران الشيعية «38»
  • ١٠:٥١
  • الأحد , ٢٢ اكتوبر ٢٠١٧
English version

أصوليات هذا الزمان: هزيمة العلمانية فى إيران الشيعية «38»

مقالات مختارة | مراد وهبة

٠٤: ٠٧ م +02:00 EET

الأحد ٢٢ اكتوبر ٢٠١٧

مراد وهبة
مراد وهبة

تحولت ثورية الإمام موسى الصدر المنحازة إلى الفكر العلمانى إلى ثورية المناضل على شريعاتى- المقتول فى عام 1977- إلى الفكر الأصولى.

والسؤال: مَنْ هو على شريعاتى؟

ثورى إيرانى مهموم بدراسة العلاقة بين الدين والمجتمع، وأصدر كتابا عنوانه «علم الاجتماع الإسلامى». تأثر بأفكار جمال الدين الأفغانى ومحمد إقبال وسيجموند فرويد. وفى عام 1952 أسس الجمعية الإسلامية الطلابية فاعتُقل. وفى عام 1953 إثر طرد محمد مصدق، رئيس الوزراء فى زمن الشاه، من ايران انضم إلى حركة المقاومة الوطنية فاعتُقل، وفى عام 1959 تعاون مع جبهة التحرير الوطنية أثناء إعداده رسالة الدكتوراه فى باريس.

وفى عام 1962 درس علم الأديان وتاريخ الأديان. أما أفكاره الثورية، فقد استلهمها من محاضرات آية الله الخمينى التى كان يلقبها فى العراق فى نهاية الستينيات من القرن العشرين والتى كانت تنطوى على إخراج الشيعة من حالة «التقية» التى تُظهر غير ما تبطن والتى تعنى التظاهر بعدم الاشتغال بالسياسة. أما على شريعاتى، فقد كان مهموماً بنقد الفقهاء الذين كانوا على قناعة بأن تأويلاتهم التى تشير إلى موقف سلبى من روح العصر تُفضى بالضرورة إلى التخلى عن المسؤولية الاجتماعية والسياسية.

ومن هنا كانت رؤيته تدور على أن الاسلام هو أسلوب حياة يحتضن جميع المجالات الفردية والاجتماعية والسياسية مع بيان لزوم التطابق بين قيم الإسلام وقيم المجتمع مستعيناً فى ذلك بدعوة آية الله الخمينى إلى ضرورة تحقيق المساواة فى سياق العدالة الاجتماعية. ومن هنا أيضا كانت مقاومته للشيعة الرسمية التى هى أساس حكم الشاه.

وبناء عليه ميز على شريعاتى بين الروح الأصيلة للشيعة التى تتجاوز الزمان إلى الروح الزائفة للشيعة المحكومة بالزمان، ولكن مع إضافة مشروعية تأويل هذه الروح الأصيلة، بما يتسق مع التطورات الحديثة.

وهذه المشروعية مرهونة بـ«المجتهد»، أى الفقيه المتنور، الذى هو فى الوقت ذاته «المجاهد». ورجل الشارع المسلم قادر بعقله على تمثل ما يراه هذا المجتهد المجاهد. وفى هذا السياق يقال إن على شريعاتى قد أيقظ روح الاستشهاد التى تستلزم توليد روح التضحية من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية، على نحو ما كان يراها الإمام على وابنه الإمام الحسين. ومن هنا رفض شريعاتى منطق التقية الذى يضمن له السلامة فى زمن حكم الشاه. ومن هنا كانت عبارته المأثورة «الشهيد يستدعى الموت، ولا ينتظره».

وتأسيساً على ذلك، عانت النخبة العلمانية الإيرانية فى سبعينيات القرن الماضى من الشعور بالاغتراب الذى منعها من قيادة الأمة فى مستقبل الأيام.

وفى هذا السياق تمكن الخمينى من الترويج للأصولية الشيعية فى سياق الدعوة إلى رفض الإمبريالية الغربية والإمبريالية الثقافية. وكان من شأن هذا الرفض نسف المعادلة الصعبة التى تؤلف بين الأصالة والمعاصرة. وقد ترتب على ذلك انضمام اليساريين والاشتراكيين الإسلاميين إلى ثورية الخمينى، على أمل أن يكون هذا الانضمام وسيلة لشيوع أفكارهم والتخلص من ثوريته إلا أن الانتصار فى النهاية كان للأصولية الشيعية.

والسؤال بعد ذلك: ماذا فعلت الأصولية الشيعية بالعراق ولبنان؟
نقلا عن المصري اليوم!

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع