الأقباط متحدون - المجرم الحقيقي
  • ١٦:٠٠
  • الجمعة , ٢٠ اكتوبر ٢٠١٧
English version

المجرم الحقيقي

مقالات مختارة | شريف رزق

٤٠: ٠٨ م +02:00 EET

الجمعة ٢٠ اكتوبر ٢٠١٧

القاتل
القاتل

مازالت تداعيات مقتل الكاهن «سمعان» تتوالي، لم يعد للكثير من الأقباط الثقة في جدية وجدوى ما تقوم به أو ما تقول إنها سوف تقوم به الحكومة فهو ضجيج بلا طحين، وعود عشوائية وكلمات رنانة لا تتحول إلى أفعال أو تترجم إلى قرارات قد تؤدي في وقت ما إلى بعض من الردع.

كيف للعقل البشري الإنساني أن يستوعب ويعي ويتقبل قتل شخص لشخص آخر لا يعرفه، يقتله فقط لأنه مسيحي، فهذا قتل على الهوية، يقتل آخر لاختلاف الهوية. وحين تم التنكيل وقتل أربعة من الشيعة المصريين في عام حُكم مرسي لم تتحرك الحكومة أو المجتمع المدني بطريقة بها أي نوع من التخطيط لمكافحة القتل على الهوية، ماذا بعد؟

كيف تكون عقل القاتل، كيف لصبي في العشرين من عمره أن يُصبح جُل همه واهتمامه وهدفه في الحياة أن يقتل آخر، في حين أن القتل لن يُغير الآخر، تستطيع تعذيب الجسد لكنك لا تستطيع محو الأفكار.

هل هذا القاتل هو القاتل الحقيقي!؟؟ هل هذا القاتل هو أيضاً مقتول!! هل هو ضحية الفقر والجهل والمرض وبعض الأفكار المريضة التي تداهم عقلاً هشاً ضعيفاً تلقي تعليماً يُذهب العقل في غياهب الكهوف، لا يحلل أو يناقش أو يسأل، ولما يقوم بتلك الأنشطة العقلية «المعقدة» وقد قام آخر بعمل ذلك لأجله.

من نحاسب!؟ الحكومة التي لا تمتلك رؤيا وليس لديها العزم والهمة والروح أن تخطو نحو المستقبل بترتيب البيت من الداخل قبل العبث في مؤتمرات عن السلام في العالم قبل أن نري التخاريف الداخلية وفساد التعليم التلقيني والإعلام الموجه نحو المجهول، ولماذا نكرر أخطاء الماضي!؟

من أجل التفكير الجدي لحل تلك المُعضلات علينا أن نحلل ما هو خلف الحدث، الحدث نفسه نتيجة، مقتل الكاهن على يد شخص بلا أمل في الحياة، مُحمل بأفكار كارثية إرهابية عن الآخر. وتبقي المشكلة في تحليل النتيجة وعدم الغوص في مُسببات الحدث نفسه.

ما هو التعليم الذي تلقاه هذا الشاب، هل كان يعيش حياة «طبيعية»؟ هل كان يحيا في منزل يغمره الحُب والسعادة؟ هل تلقي تعليماً دوجماطيقياً، بمعني أنه لا يقبل سوى بإجابة واحدة لكل الأسئلة، ومن مصدر واحد، أم تعلم بعض من التفكير النقدي الذي يُحفز العقل على المقارنة والفحص والتمحيص، يساعد العقل على تحليل الفكرة من عدة مصادر. هل كان هذا الشاب يستمع إلى الموسيقي والغناء ويذهب إلى السينما؟ أم قالوا له كل هذا حرام وضلال.

ما هي بواعث الكراهية التي جعلت شاب في العشرين يقتل شخصاً لا يعرف عنه سوى أنه مسيحي؟ متي تقوم الدولة بتدعيم الحريات والمجتمع المدني الحقيقي، متي تدعم العمل الجاد وتترك التمثيليات الهزلية التي يذهب إليها مَجمع الجشعون والجوعي حتي ينهلوا وينهشوا في عظام الفقراء ودافعي الضرائب.

متي تُعيد الدولة ترتيب أولوياتها؟ سئمنا من تكرار السؤال! فهل من مجيب! لا أظُن
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع