الأقباط متحدون - دم القبطى مش رخيص
  • ١٦:٥٥
  • الجمعة , ٢٠ اكتوبر ٢٠١٧
English version

دم القبطى مش رخيص

مقالات مختارة | حمدي رزق

٣٢: ٠٨ م +02:00 EET

الجمعة ٢٠ اكتوبر ٢٠١٧

حمدي رزق
حمدي رزق

أن تأتى متأخراً خير من ألا تأتى أبداً، علماء الأزهر يستنكرون: دم القبطى مش رخيص. فتوى أزهرية: الدم كله حرام. الأصل عصمة الدماء.. والإسلام أوجب القصاص من القاتل.

عناوين محترمة لفتوى طيبة فى برواز مجلل بالسواد، يتوسطه صورة القس الشهيد سمعان شحاتة، احتلت بعاطفة وطنية معتبرة أعلى الصفحة الأولى من صحيفة الأزهر، لسان حال المشيخة الأزهرية العريقة.

لفتة فقهية معتبرة، علماء الأزهر يمحقون بفتواهم المحترمة قول كل خطيب، يقطعون ألسنة طالت واستطالت بأقوال مرسلة ما أنزل الله بها من سلطان، لم تلتفت المؤسسة الأزهرية العريقة إلى هؤلاء المرجفين، وأشاحت عنهم ملتمسة وجه رب كريم، وأسست بالفتوى التى عمل عليها الإمام الأكبر فضيلة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر طريقاً تسلكه المراجع الدينية التى أجمعت على أن الدم كله حرام، الدم كله معصوم، وخلاصتها فى العنوان الصارخ بالحق «دم القبطى مش رخيص» بمداد أحمر بلون الدم.

عنوان صحيفة الأزهر حظى بمباركة الإمام الأكبر، اتساقاً مع رسالة الإسلام الحنيف فى تجلية ديانة سماوية تهدى للتى هى أقوم، الإسلام أوجب القصاص من القاتل، كونه قاتلاً، لا نفرق بينهم فى القصاص العادل.. «مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِى الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَٰلِكَ فِى الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ» (المائدة 32).

الإمساك بهذه اللفتة الأزهرية المنيرة مهم وضرورى فى هذه اللحظة العصيبة التى يمر بها الوطن، ولعلها خطوة فى مشوار الألف ميل لمراجعة أزهرية حقيقية لفقه المواطنة الذى طاله الكثير من التشويه والتشويش والدس والخداع، ولعلها صفحة فى كتاب يجب أن يتوافر عليها فضيلة الإمام الأكبر، منوط بفضيلته عمل كبير، تثبيت المشترك، وتنحية المختلف، وليعذر بعضنا بعضاً.

عنوان ريحه طيب، يلفت الأنظار الحادبة على سلامة هذا الوطن من فتنة طائفية وقودها الناس والحجارة، الفتوى تقول بما استقرت عليه الفطرة السليمة، وأقرته الديانات السماوية جميعاً، وتلهج بها الألسنة السوية، وعندما ينفر الأزهر إلى عصمة دماء إخوتنا لخليق بالتوقف والتبين، توقفاً أمام الرد الجامع المانع القاطع للألسنة، وتبيناً لفحوى الرسالة الفصيحة فقهياً، بلسان عربى سليم الرسالة صدرت واضحة جلية، بيانا للعالمين، حداً قاطعاً، بياناً يمحق هرتلات اتشحت باللباس الأزهرى، والأزهر منها براء.

المسيحيون الأصلاء توقفوا ملياً أمام العنوان الطيب الذى صدر عن علماء الأزهر، وكان قد هالهم أن يقول منتسب للأزهر إن قاتل المسيحى لا يُعدم، باعتبار أن دم المسيحى مستباح، فإذا ما سفكه مسلم لا يؤخذ منه قصاص، وهذا من قبيل الكذب البواح الذى تستملحه طائفة من المرجفين.. كيف هذا؟!

دخول الأزهر على خط قضية القس شحاتة كان ضرورياً فى وقته ومعتبراً فى طرحه، ومعبراً عما يحمله إسلامنا لإخوتنا، وقول نبى الرحمة المهداة صلى الله عليه وسلم: «استوصوا بأقباط مصر خيراً فإن لكم فيهم ذمة ورحما».. تحية عاطرة لإمامنا الطيب أحمد الطيب، وتقدير مستحق لرئيس التحرير المستنير الصديق أحمد الصاوى.
نقلا عن المصرى اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع