مصر تقف علي الساق الخارجية ولا تقوي علي الوقوف علي الداخلية
سليمان المنياوي
الجمعة ٢٠ اكتوبر ٢٠١٧
سليمان شفيق
يموج السياق النخبوي المصري بمعارك كلامية وفيسبوكية ، فئوية وطائفية ، دون ادراك لاي رؤية شمولية كلية عن التفاعل بين ما تعانية مصر والمتغييرات الدولية خاصة وان مفرداتها تبدو جلية في المسارات الاخيرة مثل خروج التنسيق المصري الروسي إلى العلن، والعلاقات الروسية السعودية الاخيرة ومدي علاقة مصر بذلك خاصة فيما يخص الازمة السورية واجتماعات المصالحة الاخيرة لاطراف المعارضة السورية ، وايضا ترابط ذلك الموقف مع موقف اطراف فاعلة خليجية اخري مثل الامارات العربية المتحدة التي تكاد تتطابق رؤيتها مع رؤية القاهرة الخارجية ،
ومن هنا تكون السياسة الخارجية لمصر هي الدينامو ومحور الارتكاز للتحالف الخليجي الرباعي (مصر السعودية الامارات البحرين) ولعل اتفاق التحالف الرباعي وروسيا مع معطيات المعارضة السورية في القاهرة تؤكد علي ان بقاء بشار الاسد في الحكم يعطي مؤشرا مهما للتطورات الدولية الاخيرة خاصة الامريكية ، "آخر المستسلمين"، هذا ما وصفت به وكالة "بلومبرغ" الأمريكية، المملكة العربية السعودية، بشأن موقفها حول بقاء الرئيس السوري بشار الأسد، كما أن زيارة وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إلى الرياض، وزيارة الملك سلمان المرتقبة إلى موسكو، تظهر أيضا أن السعودية بدأت فعليا في الاستسلام والتراجع عن موقفها المتشدد بشأن سوريا وان دل ذلك علي شئ يدل علي نجاح السياسة الخارجية المصرية في أن الحفاظ على استقرار مصر وبناء تحالفات بديلة، سوف يجبر كل من الخليج والولايات المتحدة على الاستمرار في دعم النظام وهذا ما حدث ،
كما يفسر ذلك الدور المتصاعد للقيادي الفتحاوي المفصول محمد دحلان، الذي يلعب أهم الأدوار في تنفيذ سياسات تحالف القاهرة/ أبو ظبي الحقيقية، والذي بدأ دوره يخرج إلى العلن، مع دعم القاهرة الذي بدا صريحًا في مؤتمر العين السخنة الذي عُقِد من قبل ، بعنوان: "إعادة بناء الحركة الوطنية الفلسطينية: (فتح نموذجًا)"، بتنظيم من المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط، المقرب من الاجهزة السيادية ، التي تعتبر المسؤول الأول عن الملف الفلسطيني في دوائر صناعة القرار المصرية.. زما استتبع ذلك من الاتفاقات بين فتح وحماس من جهة واعادة الملف الفلسطيني الي مصر. كل تلك التطورات في العلاقات المصرية الخليجية السعودية الروسية وصلت الي حد الاتفاق بين اطراف المعارضة السورية بالقاهرة والزيارة التاريخية للعاهل السعودي لموسكو وموافقة فرقاء الامس روسيا وامريكا والسعودية واوربا علي بقاء بشار الاسد ،و من الأهمية بمكان الإشارة إلى أنه تضمن مواقف وتطورات هي الأولى في تاريخ العلاقات بين القاهرة وموسكو، وعلى رأس هذه التطورات المناورات التي جرت في المنطقة العسكرية الغربية في مصر، تحت اسم "حماية الصداقة " علي الجانب الامريكي في ظل ادارة ترامب ثمنت الادارة الدور المصري في المنطقة من حيث العلاقات المصرية الاسرائيلية
، او اعادت الملف الفلسطيني لمصر ، الا ان ذلك التطور لم ينعكس علي موقف الولايات المتحدة من انتخابات اليونسكو ، ومن المقرر أن يعتمد المؤتمر العام لمنظمة «اليونسكو» خلال دورته الـ ٣٩ فى ١٠ نوفمبر المقبل بمشاركة كامل عضوية المنظمة البالغة ١٩٥ عضوا اختيار المجلس التنفيذى للفرنسية أزولاى حتى تباشر مهام منصبها فى ١٥ نوفمبر خلفا للبلغارية إيرينا بوكوفا ، ما حدث في اليونسكو يتناقض مع النجاحات السابق الاشارة اليها ، كما لو كانت امريكا تعتبر ان لابد لمصر بالاكتفاء بالدور الاقليمي فحسب ومن جهة اخري فأن امريكا تسعي للتوازن بين التحالف الرباعي وقطر. كنت ولازلت ضد محاولة قطرلللاستحواز علي المنظمة دون مرجعية ثقافية وحضارية وعلي حساب ثلاثة حضارات عريق (مصر والصين وفرنسا) ، ولازلت اعزي النهم القطري لصعود قمة الثقافة والرياضة في العالم للشعور ب "الدونية" الثقافية ، و"للاحتباس الحضاري" الذي تعاني منة ، ويعود ذلك الموضوع بأختصار أن العالم ينتقل من صراع الحضارات والثقافات الي صراع المصالح كما أن العمر الافتراضي للدولة القومية قد انتهي ولا احد يربط بين ذلك وبين تفكك الاتحاد السوفيتي ويوغوسلافيا ، والانقسام الإثني في أوربا الشرقية،مثل التشيك والسلاف ،وإعلان الأمم المتحدة لحقوق الأقليات ١٩٩٢، والفيدرالية في العراق ٢٠٠٣ واستفتاء كردستان وكاتالونيا ،وخروج بريطانيا من الاتحاد الاوربي ولا احد يدرك أن لقطر استثمارات في غرب اوربا وفي امريكا الجنوبية وفي افريقيا تقدربحوالي اكثر من مائة مليار، ومن ثم هناك ٢٢ دولة أعضاء في اليونسكو لقطر استثمارات مؤثرة بها ولهذا كلة ، كما ان نجاحات الدولة المصرية الاخيرة علي الاصعدة التي تم الحديث عنها قد حرم قطر ومن يقودها من ملفين اساسيين وهما :
الملف الفلسطيني الحمساوي والملف الخاص بجماعات الارهاب في سوريا ، الامر الذي شدد من الحصار السياسي الخارجي ضد قطر ووضعها في حالة فشل مما جعلها تدفع بكل استثماراتها ليس من أجل نجاح مرشحها في اليونسكو بل لاسقاط مرشحة مصر د مشيرة خطاب ، ومن جهة اخري تحركت ذيول قطر من الارهابيين في سيناء في عملية انتحارية وتليفزيونية في وسط العريش لكي تشغل العالم بارهاب في سيناء ، وبالطبع جاء السطو علي فرع البنك خير تأكيد علي تجفيف منابع التمويل لجماعات الارهاب الاثمة ، ولا ننسي ان استشهاد الاب سمعان شحاتة غير منفصل عن تلك المخططات التي تهدف في مجملها علي ان مصرغير قادرة علي كبح جموح الارهاب في وسط العريش او في القاهرة من جهة وان اسقاط السفيرة مشيرة خطاب وتراجعها امام المرشح القطري يدل علي نفوذ قطر؟!!!
لكن كل تلك التطورات لايجد عامة الشعب مردود لها داخليا الا في المشاريع الكبري ، وتقف اغلبية النخب امام مطالب فئوية او طائفية ومن ثم يقف النظام المصري علي الساق الخارجية اما الساق الداخلية لايقوي علي الاعتماد عليها .