الدكتور عاصم الدسوقى علامة بارزة فى تاريخ مصر!
د. ماجد عزت اسرائيل
٣٧:
٠٣
م +02:00 EET
الخميس ١٩ اكتوبر ٢٠١٧
د.ماجد عزت إسرائيل
ولد عاصم الدسوقي، فى محافظة الغربية فى عام 1939، تلقى تعليمه الأولي فى ذات المدينة، وحصل على درجة الماجستير والدكتوراه في التاريخ الحديث من كلية الآداب جامعة عين شمس فى مارس 1973، وشغل العديد من المناصب بالجامعات منها العميد الأسبق لكلية الآداب جامعة أسيوط فرع سوهاج (1984-1990)، وعميد كلية الآداب بجامعة حلوان ومؤسسها (يناير1995- يناير1999) وحاليًا أستاذ التاريخ الحديث المتفرغ بقسم التريخ بكلية الآداب - جامعة حلوان، وعضو مجلس إدارة الجمعية المصرية للدراسات التاريخية،وعضو المجلس القومي للثقافة،والمجالس القومية المتخصصة،وعضو اللجنة التنفيذية لرابطة المؤرخين الأفارقة (باماكو عاصمة جمهورية مالي)،والشعبة المصرية لاتحاد كتاب آسيا وأفريقيا 1990م،والجمعية التاريخية للعلاقات الدولية ميلانو إيطاليا 1993 وشارك في اللجنة العلمية لدار الوثائق القومية، وعضو الجمعية الثقافية لحماية الآثار الإسلامية والقبطية 2000 م.
والأستاذ الدكتور عاصم الدسوقى زميل زائر بمركز الشرق الأوسط جامعة أكسفورد – إنجلترا ، وباحث زائر بمعهد اقتصاديات الدول النامية طوكيو – اليابان، وأستاذ زائر بجامعة شيكاغو الأمريكية، وحاضر في جامعات شيكاغو الأمريكية واليرموك بالأردن وروتجرز ونيوجيرسي بالولايات المتحدة الأمريكية وبغداد والبصرة بالعراق، ودمشق، وجامعة صنعاء باليمن. ويعرف فى مصر والعالم العربى والعالمي بشيخ المؤرخين العرب، ونشرت له دراسات متخصصة ما بين كتب وبحوث تربو على الستين عملا اعتبارًا من 1975م. نذكر منها على سبيل المثال " كبار ملاك الأراضي الزراعية ودورهم في المجتمع المصري "1952-1914"، "فكرة القومية عند الإخوان المسلمين في مصر"، و"مصر المعاصرة في دراسات المؤرخين المصريين"، و"مجتمع علماء الأزهر في مصر.. دراسة في البناء التنظيمي والاجتماعي"، و"نحو فهم تاريخ مصر الاقتصادي والاجتماعي"، و"الصهيونية والقضية الفلسطينية في الكونجرس الأمريكي"، و"جذور المسألة الطائفية في مصر الحديثة"، و"المسيحيون العرب بين الطائفية والوطنية".
على أية حال، لدكتور عاصم الدسوقى العديد من الكتب المترجمة نذكر منها" تفكيك أوروبا العثمانية ( إنشاء دول البلقان القومية 1804 1920م) "، ومراجعة وتقديم كتاب"الأصول الإجتماعية والثقافية لحركة عرابي في مصر" 2001م،بالإضافة الى مراجعة وتقديم المئات من الكتب، نذكر أخرها كتاب "أرمن مصر .. وفلسطين بعيدا عن السياسة" الصدار عن دار العربى للنشر والتوزيع عام 2017، "والأقباط والمشاركة الوطنية" الصادر فى عام 2015م لكاتب هذه السطور، وناقش عشرات الرسائل في التاريخ الحديث وفي تخصصات التاريخ الاجتماع والصحافة والعلوم السياسية. وقد حصل الدكتور عاصم الدسوقى علي وسام المؤرخ العربي من اتحاد المؤرخين العرب،وشهادة من هيئة فولبرايت الأمريكية بالقاهرة تقديراً لجهوده العلمية لطلاب الدكتوراه الأمريكيين الباحثين في تاريخ مصر،عضوية فخرية للجمعية الخيرية الإسلامية بالقاهرة،وميدالية مؤرخ العام من الجمعية المصرية للدراسات التاريخية،وجائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية 2013م،وسام الجمهورية للعلوم والفنون من الطبقة الأولي 2013م من الرئيس عدلي منصور.
وهنا يجب أن نسجل، أن الأستاذ الدكتور عاصم الدسوقي، متعه الله بالصحة والعافية، قامة كبيرة فى مجتمعنا المصري والعربى، وهو ينتمى إلى جيل الستينات من القرن المنصرم،وصاحب الفضل مع صديق عمره الراحل الراحل الدكتور رءوف عباس حامد (1939-2008م)، فى تأسيس مدرسة وطنية أصيلة فى التاريخ الحديث والمعاصر فى مصر والوطن العربي، كان من سماتها الصدق والموضوعية والوعي الحضاري، والدكتور عاصم الدسوقى هو مفكر ومؤرخ مصرى عربي، متميز عميق الانتماء إلى الوطنيه المصرية والعروبة والحضارات فى شتى بلدان العالم،ولذا سعى فى حياته لتقارب الحضارات، وأندماجها من خلال دراساته وأبحاثه أو زياراته للبعض منها. ولا ننكر أن عالمنا الكبير صاحب رؤية خاصة فى قراءة وتفسير التاريخ المصري.
والدكتور عاصم الدسوقى معروف بمواقفه الوطنية من القضية القبطية يسجلها لنا التاريخ نذكر بعض منها، "جدلية الدين والدستور بين الثابت والمتغير" فى يوليو 2013م حيث ذكر قائلاً" إن الدستور الذي يوضع على أساس أية شبهة طائفية دينية من أي نوع وبأي درجة من شأنه "طوأفة" المصريين ليس فقط بين مسلمين ومسيحيين وإنما سوف تدخل على المشهد "طوائف أخرى" يرتب لها في دوائر المركز العالمي"، ومن أهم أبحاثه فى ذات السياق" المسلمون والأقباط في مصر ...في أصول العلاقات وتداعياتها" بمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار- مركز الدراسات المستقبلية بمجلس الوزراء حيث ذكر قائلاً:" لحل مشاكل الأقباط يكمن في جملة واحدة ألا وهي إقامة دولة القانون الوضعي الذي لا يستمد نصوصه من أية شريعة دينية لتحقيق التوازن الاجتماعي، وإسقاط الحاجز الطائفي-الديني من كافة المعاملات، وعدم تغليب ثقافة دينية على أخرى وخاصة في وسائل الإعلام، وليكن القانون فوق الجميع، وتبقى رسالة الدين قائمة في المساجد والكنائس دون إقحامها في التعليم".
ونذكر هنا للتاريخ وللأجيال التالية ما قاله الراحل الأستاذ الدكتور"يونا لبيب رزق" لكاتب هذه السطور حيث ذكر قائلاً:" أن عاصم الدسوقى يتمتع بوطنيه عميقة، ولديه حب للآخر القبطي لايوصف ولاينكره من المسيحيين كل من تعامل معه.. فأنه نموذجاً للمسلم المستنير"، أما صديق عمره الراحل الدكتور رءوف عباس حامد (1939-2008م)، فذكر عنه قائلاً:" طوال حياتي لم أجد صديقاً وأخا فى السراء والضراء مثل عاصم الدسوقى"، أما الأستاذ الدكتور "محمد عفيفي" رئيس قسم التاريخ بجامعة القاهرة فوصفه لكاتب المقال قائلاً:" هو أحد نوابغ التاريخ الحديث والمعاصر فى مصر والعالم العربي"، أما الدكتور ناصر إبراهيم فكتب على صفحته بالفيس بوك قائلاً" جميعنا يعلم مكانة الدكتور عاصم الدسوقي. " قامة سامقة من جيل نادر ..جيل الستينات " صاحب الفضل فى تأسيس مدرسة وطنية أصيلة فى مصر والوطن العربي ، وهو محاور رائع ومفكر فذ، إن نظرة واحدة على الحوارات المتلفزة أو المدونة فى الصحف والدوريات المختلفة لاستاذنا الجليل دكتور عاصم الدسوقي،ستجدونها تشكل فى مجملها معيناً معرفياً غني بالنظرات العميقة فى طرح المعطيات التاريخية ورهانات التفسير الثرية المحفزة للتفكر".وكاتب هذه السطور ذكر عنه قائلاً: " اعتقد لو كل مسلمي مصر مثل الدكتور عاصم الدسوقى لما هاجر قبطي واحد مصرنا الحبيبة".